إن حلّقت طائراتُ الغزو ، فابتسموا
إن حلّقت طائراتُ الغزو ، فابتسموا
ولتعلموا أنّهُم في جبهةٍ هُزِموا
لا بد من أن أفعى الشر قد ضُربت
والان جاءت من الأطفال تنتقمُ
بشائرُ النصر تحكي من جرائمهم
بأنّ أبطالنا صدَّوا أو اقتحموا
إن أقبلوا يستبيحون البيوت ، فهُمْ
قد أدبروا ، وهوى من جيشهم صنمُ
صوتُ الصواريخ يهوي وهوَ مُنتحِبٌ
وثغرُ ( صنعاء ) تحت القصف يبتسمُ
ما أجهشت نائحاتُ ( الميج ) طافحةً
إلا وفي صدرها من بأسنا ألَمُ
نحنُ النيازكُ إن دُكّت قواعدهم
ونحنُ نوباتهُم ، والموتُ مُتَّهَمُ
يستعرضون انتصاراتٍ مُفبركةً
وفي الكواليس كم شقّوا ، وكم لطموا
والآن غاراتهم جاءت لتخبرنا
أنّ الشياطين في صحرائهم رُجموا
قد مات في شهره الثاني تحالفهم
وكابَرت منهمُمُ الأجداثُ ، والرِممُ
لأنهم أمّلوا في الغرب قوّتهم
وشعبنا كان بالرحمن يعتصمُ
لأنهم بدأونا في عداوتهم
فنحنُ من لفصول الحرب نختَتِمُ
فلتعلِن النصرَ يا إذنَ الإله لمن
يُقاتَلونَ اعتداءً أنّهُم ظُلِموا
لم يُزعج الشعبَ من حِلف الطغاة سوى
بأنَّهُم فجأةً من ردّنا صُدِموا
ماذا إذن كان يرجوا بعضُ صِبيتهم !؟
أيرتجي الفوزَ سيلٌ ، خصمُهُ ( العرِمُ )
لقد دخلتُم جحيماً لا حدود لهُ
ومِحنةً ليس يُجدي عندها الندمُ
هذي البلاد هيَ المثوى الأخير لمن
ناداهُمُ الموتُ فانجرّوا وما علموا
والله لو لم يعُد في موطني بشرٌ
فتُربةُ الأرض للغازين تلتهُمُ
في البحث عن طيف نصرٍ موَّلوا دِولاً
وطوّرت وضعها من حربنا أُمَمُ
اليوم يُبنى اقتصادُ الغرب من دمنا
تُشرى المواقفُ ، والأخلاقُ ، والقِيَمُ
قد كان سلمانهم بالعار منفرداً
الآن للعار نِصفُ الكون يقتسمُ
حربٌ وجوديةٌ ، كونيةٌ عصَفَتْ
أطرافُها الحقُّ .. والطاغوتُ ، والعدَمُ
يا للثبات اليمانيِّ الذي احتشدت
قُوى الوجود ، وما اهتزت لهُ قدمُ
لله درّكَ يا شعب الصمود ، لكَمْ
أفشلتَ ما خطّطوا ، أحرقتَ ما رسموا
قد آن في أن تدور الأرضُ دورتها
وأن يعود إلى أصحابه ( الحرمُ )
الشاعر المبدع / معاذ الجنيد