لم تخضعْنا صواريخُهم فهل ستفعلُ أوراقَهم؟
|| مقالات || أمل المطهر
لأكثرَ من أربعة أعوام ودولُ تحالف العدوان تتحَــرَّكُ بهستيرية لضرب الشعب وكسر إرادته وزعزعة ثقته بقضيته وعدالتها بكافة الوسائل والطرق وبكل إجرام ووحشية.
فمن استخدام الحربَ العسكرية التي وضعوا كُــلّ ثقلهم وإمكانياتهم فيها، فقتلوا وقصفوا وارتكبوا عشراتِ المجازر، ودمروا كُــلّ المنشئات الحيوية والبُنية التحتية والاقتصاد الوطني.
إلى الحرب الإعلامية التي سخّروا فيها ترسانةً لا حصرَ لها من القنوات الفضائية؛ لتمرير زيفهم وتلفيقهم وأكاذيبهم وضلالهم، رغم ذلك هزمتهم قناةٌ واحدةٌ تصدح بصوت الحق فسقط كُلُّ ذلك الزيف وأصبحوا مكشوفين للعالم بأسره.
ومن ثم السياسية والتي صالوا وجالوا وتلوّنوا وراوغوا ونقضوا العهود وأخلوا بالاتّفاقيات ومارسوا كُــلّ الضغوطات ولم يصلوا لما يحلمون به بعد كُــلّ ذلك.
ورغم فشلهم الكبير في الحرب العسكرية والسياسية والإعلامية، وَأثبتت ذلك المعطياتُ على أرض الواقع، إلا أننا نراهم الآن يحرِّكون ورقةَ الحرب الاقتصادية من جديد كتعويض عن تلك الهزائم المنكرة التي مُنُوا بها في كافة الجبهات وفي محاولة لإخضاعِ الشعب اليمني وكسر إرادته.
لم تكن هذه هي المرة الأولى التي يلوّحُ فيها العدوُّ بهذه الورقة، فقد استُخدمت ورقة الحرب الاقتصادية منذ بداية هذا العدو، وذلك بإطباق الحصار على المطارات والموانئ اليمنية ومنع دخول الأدوية والمواد الغذائية وغيرها من المواد الضرورية والأساسية لاستمرار الحياة.
لكن وعي أبناء الشعب اليمني وتحَــرّكهم المسؤول وتحديهم لكل تلك المؤامرات بالتحَــرّك نحو الزراعة والصناعة والسير نحو الاكتفاء الذاتي؛ كي لا يجد العدو فرصةً لخنقهم عن طريق لقمة عيشهم، أفشل تلك المؤامرات في زمن قياسي ورفع بعضاً من المعاناة عن كاهل المواطن.
وها هو العدو الآن يلوّحُ بالورقة الاقتصادية، لكن بطريقة جديدة وبشكل أدهى وأمكر من سابقاتها، وذلك بإغراق السوق بالعُملة المزيّفة؛ كي تنهار العُملة اليمنية بشكل سريع وتصبح لا تساوي شيئاً أمام الدولار الأمريكي، لم تعد بأيديهم أية وسائل لم يستخدمونها لتركيع هذا الشعب للهيمنة الأمريكية.
فهل سينجحون يا ترى هذه المرة في كيدهم ومكرهم؟!!
الأمرُ هنا مرهونٌ أيضاً بوعي المواطن اليمني بخطورة هذه المؤامرة وهذا التحَــرّك الذي يحتاجُ لجبهة مجتمعية مضادة تقابله وتفشله.
فكلما تنامى الوعيُ لدى المواطن بذلك الخطر كلما تحَــرّك بشكل أسرع للمواجهة وإيجاد الحلول وكان أكثر تعاوناً مع المختصين.
لذلك لا بد لنا من التحَــرّك في الجانب التوعوي بشكل مكثّف لتصلَ الرسالة للشعب اليمني بوضوح هذا من جانب، ومن جانب آخر، يَجب على الجهات المعنية وضعُ القوانين الصارمة لمن يتداولون هذه العملة ولمن يسمحون لها بالدخول إلينا.
وإيجاد حلول مدروسة من قبل المعنيين والجهات المختصة والتحَــرّك من خلالها ونشرها على أوسع نطاق مجتمعي.
يجب أن يكونَ تحَــرُّكُنا سريعاً وقوياً وموحداً، كُــلٌّ في مجاله وبإمكانياته وقدراته.
وكما عجزت دول تحالف العدوان بكل قواتها العسكرية عن أن تخضعنا لإرادتها وفشلت بسبب وعي وثبات وقوة إيْمَــان المقاتل اليمني ستعجز أيضاً وتفشل هذه المرة بتنامي الوعي والالتفاف حول القيادة الحكيمة لمواجهة المؤامرة الاقتصادية بكُلِّ ثباتٍ وإيْمَــانٍ.
ولن تكونَ العاقبةُ إلا للمتقين..