الرؤية الاقتصادية في محاضرات السيد القائد الرمضانية (خطورة الاتجار بالوسائل الغير مشروعة )

موقع أنصار الله  || تقارير –  خاص ||

خطورة الاتجار بالوسائل الغير مشروعة

في محاضرته الرمضانية الرابعة عشرة؛ يواصل السيد القائد تقديم الرؤية الاقتصادية الناجعة للأمة، حيث يستمر في يقدم التشخيص الدقيق وفق تحليل استراتيجي فريد لما تعانيه هذه الأمة من ممارسات خاطئة لكسب المال، ويقدم في الوقت نفسه المعالجات الحقيقية والعملية والمشروعة لكسب المال، وبناء الاقتصاد الحقيقي والمستقل للأمة.

 

ويركز السيد القائد على كل أسباب الكسب غير المشروع، وكل الوسائل المحرمة للحصول على المال، ويؤكد أن الكل معنيون بالسعي الحثيث للخلاص من كل أسباب الكسب غير المشروع، والابتعاد عن كل الوسائل المحرمة للحصول على المال، ويبين أن تلك الوسائل كثيرة، لعل أبرزها تجارة المخدرات والحشيش.

وفي سياق ذلك؛ يشير السيد القائد إلى أن الكثير من الناس ينحرفون، ويرتكبون المعاصي والجرائم، ويتخلون عن القيم والأخلاق والمبادئ سعياً وراء الحصول على المال وجمع الثروة في سبيل معالجة مشكلة الفقر، وأن بعض الناس يعُرضون عن الأسباب المشروعة، والصحيحة التي هي كفيلة لمعالجة مشكلة الفقر، وكفيلة ايضاً لتوفر الحلال والمتطلبات الأساسية للناس بشكل سليم وبالشكل الذي يحافظون على إنسانيتهم، وأخلاقهم، ومبادئهم، وكرامتهم، وشرفهم، وحريتهم.

  

*الإتجار في المخدرات يعتبر إنتاجا للجريمة بكل أنواعها:*

 

يؤكد السيد القائد أن الإتجار في المخدرات هي تجارة خطيرة ومدمرة وكارثية، وتعتبر إنتاجا للجريمة بكل أنواعها، وأنه عندما يتحرك البعض بالإتجار في المخدرات ويروج لها، فإنه يصنع الجريمة، حيث يبين أن المخدرات لها أضرار خطيرة جدا، وكارثية ومدمرة لمن يتعاطونها، وفي نفس الوقت يترتب على تعاطي المخدرات ارتكاب الجرائم والمحرمات، وأن الذي يبيع المخدرات ويشتري فيها و”إن لم يكن يتعاطاها”، فهو مساهم أساسي في صنع الجريمة، ومتعاون وشريك في كل الجرائم التي سيرتكبها متعاطي المخدرات، والتي قد يكون من ضمنها القتل، والفواحش من السرقات، والنهب، والسطو، ليكون شريكا في كل جريمة يرتكبها متعاطي المخدرات.

 

 *انتشار المخدرات بين شباب الأمة يعتبر عملا تدميريا للأمة:*

  

 يبين السيد القائد أن انتشار المخدرات بين شباب الأمة يعتبر عملا تدميريا للأمة، وكيانها، ذلك لأنه يقتل الروح المعنوية، حيث يصبح المدمنون على المخدرات تائهون وضائعون وساقطون في هذه الحياة، وتكون أدوارهم أدواراً سيئة، وأعمالهم أعمالا تخريبية، وتصرفاتهم تصرفات إجرامية وعبثية، وان المخدرات تقتل الروح المعنوية في الإنسان، حيث يفقد الإنسان توازنه، واستقامته في هذه الحياة، والقدرة على الإنتاج الصحيح والسليم، ليعد تعاطي المخدرات بمثابة قتل معنوي للإنسان، وتجريد للإنسان من هويته الإنسانية، ومن واقعه الإنساني، وتتبدل وتتغير المشاعر والدوافع والاهتمامات، وهذه حاله خطيرة جداً.

 

*الأسباب والوسائل المحرمة بدلا عن الأسباب والوسائل المشروعة*

 

 إضافة إلى الكوارث الصحية التي تنشأ نتيجة لتجارة المخدرات، يبين السيد القائد أن من اضرارها ايضاً أن الأسباب والوسائل المشروعة تتعطل عندما يتجه الناس لاعتماد الأسباب والوسائل المحرمة بدلا عن الوسائل المشروعة، والأسباب المشروعة، فعندما ينشط الناس في تجارة المخدرات وتتوسع تلك الوسائل والأساليب المحرمة وتنتشر آثارها وأضرارها، فإنه في نفس الوقت تتعطل الأسباب المشروعة والوسائل المشروعة، حيث يغيب من واقع الناس كل ما ينفع ويفيد، وينتشر ويكثر كل ما يضر ويدمر ويؤثر تأثيرا سيئا في النفوس وفي الأعمال.

 ويشير السيد القائد إلى أن الكثير ينجر وراء هذه الوسائل المحرمة، ويقدم مثالا بسيطا في أن البعض يرى ذلك المحشش وذلك البائع والمشتري في المخدرات تكثر أمواله، وتكبر تجارته، ويراه يبني له منزلا جميلا وفخما ويراه يشتري السيارات من الموديلات الحديثة فينشد وراء هذه التجارة المحرمة، وراء هذا الكسب غير المشروع وهكذا ينجر الآخر والآخر وتتكون في الواقع شبكة من العلاقات يحرص من يبيع ويشتري في المخدرات.

  

*هل تبني تجارة المخدرات النهضة الاقتصادية؟*

 

يتساءل السيد القائد عن تلك الدول التي هي في المصاف الأولى في نهضتها الاقتصادية: ما هو اقتصادها؟ وهل هي نتيجة تجارة المخدرات؟، ليتجه السيد القائد إلى بيان ان النهضة الاقتصادية لتلك الدول جاءت من مؤسسات وشركات عملاقة، وليس من شركات لتجارة المخدرات، بل من شركات تصنع كل الأغراض التي يحتاج إليها الناس، والتي تصنع الطائرات، والسيارات، ومختلف الأغراض.

وفي سياق تساؤله، يقدم السيد القائد الصين كمثال، ويؤكد أن الصين نهضت اقتصادياً من خلال الشركات والمؤسسات والنشاط الاقتصادي النافع الذي يتجه إلى مختلف أغراض ومتطلبات حياة الناس لكي يصنعها، وينتجها، وليس من خلال تجارة المخدرات، وأن الشعب الصيني أصبحوا تجار مخدرات وأصبح كل منهم يبيع ويشتري في المخدرات.

وفي خضم ذلك، يبين السيد القائد أنه في الوقت الذي نجد فيه أننا نستورد مختلف المحاصيل الزراعية وفي مقدمتها القمح، من دول أستراليا، وروسيا، وكندا، إلا أن تلك الدول نهضت بالزراعة، والصناعة، ولم تنهض ولم تبتني بالمخدرات وتجارة المخدرات، وأن البلدان الأخرى نهضت لأنها اهتمت في أعمالها الاقتصادية على ما ينفع ويفيد بشكل أساسي، حيث ركزوا على الزراعة، وطوروا الإنتاج الزراعي حتى صدروا المنتجات الزراعية إلى مختلف بقاع العالم.

وكثيرة هي الوسائل المحرمة التي تدمر المجتمع والصحة العامة، وهنا يتجه السيد القائد إلى بيان خطورة الاتجار بالمخدرات، وأن الناس عندما يتجهون إلى الوسائل المحرمة والكوارث المدمرة فإنها ستكون أسوأ بديل في الوضع الاقتصادي، ولا يتكون للأمة اقتصاد ونهضة حقيقية أبداً، لاسيما عندما يتاجر الناس بما يدمرهم ويضرهم، وبما يكون سبباً لانتشار الجرائم والمنكرات والفواحش وكل ما يدمر الصحة، ويؤكد أن هذا أمر شنيع ينافي الإسلام، والأخلاق، والقيم، والمبادئ.

  

*الشفاعة لتاجر المخدرات والحشيش:*

 

 ينّبه السيد القائد أنه لا يجوز للبعض أن يحصل على هبة أو هدية أو مكافأة، ليساند ويقف مع اي الشخص يتاجر في هذه الأشياء وأن ما يحصل عليه من هديه او مكافأة هي رشوة حرام، ويبين أن الإنسان الذي يشفع بشفاعة سيئة، بمعنى أن يتوسط لمجرمين في سبيل أن يحميهم من إجراءات مشروعة ضدهم يكون له كفل منها، وحصة من تلك الشفاعة السيئة ويكون شريكا في الجرم، ومساهما في حماية المجرمين.

ويشير السيد القائد إلى أن تاجر المخدرات والمحشش عندما يحاول أن ينشئ له شبكة من العلاقات التي يحتمي بها في المجتمع والتي يقلل فيها من النظرة السلبية إليه، وأنه حتى عندما يُقسّم ويوزع هدايا لهذا وذاك، ويحاول أن يكون كريما فإن كرمه ليس كرما صحيحا، بل هو تصرف هدف من خلاله أن يمسح النظرة السلبية إليه كمحشش وبائع ومشتري في المخدرات، وفي نفس الوقت يسعى لأن يكون له شبكة من العلاقات التي يحتمي بها في حال قيام الجهات الأمنية باتخاذ الإجراءات القانونية ضده.

  

*”تجارة المخدرات” يجب أن تكون منبوذة ومرفوضة من الجميع:*

 يدعو السيد القائد المجتمع بكله بأن يعي خطورة الممارسات غير المشروعة والكسب الحرام، واتباع الوسائل المحرمة في الحصول على المال بكل أشكالها وأنواعها، ويبين أنها خطيرة على المجتمع وعلى حياة الناس وأمنهم واستقرارهم، الاجتماعي والاقتصادي، وأنها قضية خطيرة جدا على المجتمع في أخلاقهم وقيمهم ودينهم.

ولكونها مسألة خطيرة للغاية وسلبية جدا؛ يؤكد السيد القائد أن هذه المسألة من أهم المسائل التي يجب أن يتعمم فيها الوعي، وأن يركز عليها الخطاب الديني والتثقيفي والتوعوي من العلماء والخطباء والمرشدين والمثقفين والمعلمين، وأن غياب الحديث عنها يجعلها تتحول إلى ظاهرة في المجتمع، وأنه يجب أن تكون محاربة من الجميع، وأن تكون منبوذة ومرفوضة، بحيث لا يجد تجار المخدرات والحشيش ساحة وبيئة تساندهم.

 

وفي ضوء ذلك، يؤكد السيد القائد أن هذه قضية خطيرة جداً عندما تكون الانسان شريكا للمحشش في إثمه وجرمه، وذلك المحشش شريك للأعداء الذين يسعون إلى تدمير اقتصاد الشعب اليمني أو أية بلد مسلم أو أمة مسلمة بشكل عام، ويبين أن الهدف من وراء ذلك هو أنهم يريدون أن يضيعوا أبناء الشعب اليمني من وراء تلك الأشياء التافهة والمحرمة وألا يتجه أبناء الشعب إلى بناء اقتصاد حقيقي.

قد يعجبك ايضا