دماءُ أبناء قطابر التي سُفكت لن تذهب سدى
|| مقالات || محمد عبدالمؤمن الشامي
منذ اللحظات الأولى شنت طائرات دول العدوان السعودي الإماراتي الأمريكي غاراته الجوية على العاصمة صنعاء وأعلنت السعودية من واشنطن بدئَها العدوان على اليمن تحت مسمّى (عاصفة الحزم) بتأريخ 25 مارس 2015م، ومنذ اللحظات الأولى للعدوان عمد إلى استهداف المدنيين والمستشفيات والمسعفين والمدارس والأسواق والمساجد والطرق العامة والجسور وشبكات الاتصالات ومحطات الكهرباء والمعالم الأثرية والممتلكات العامة وكل مقدرات الشعب اليمني.
عدوان وحصار شامل براً وبحراً وجوا، ولم يقتصر هذا العدوان على ذلك فحسب، بل طال قصف المقابر.
قتلٌ وتدميرٌ مستمر طال البشر والشجر والطير والحجر، على مرأى ومسمع المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمنظمات الدولية والإقليمية والعربية والإسلامية، على مرأى ومسمع كل العالم أجمع دون أن يحرّك ساكناً لمشاهد أبشع الجرائم والمجازر الوحشية التي ارتكبتها دول العدوان السعودي الإماراتي الأمريكي بحق المواطنين اليمنيين، غير آبهة بحجم الجرائم والدماء والدمار التي تسببتها في صفوف المدنيين بمختلف المحافظات.
طائرات العدوان السعودي الإماراتي الأمريكي ترتكب مجزرة في سوق شعبي في آل ثابت بمديرية قطابر محافظة صعدة والذي راح ضحيتها 14 شهيداً و25 جريحاً.
لم يبق في أجندة قوى العدوان أو في بنك معلوماتها شيء حتى تقصفه، فقد قتلت الإنسان والطير ودمرت الشجر والحجر وحتى الهواء.
إن استمرار العدوان ما هو إلا دليل على العجز والفشل والانحطاط الذي وصلت إليه قيادة هذه الدول التي تعتقد أن استمرار ضربات طيرانها العشوائية قد يصنع لها نصراً مفاجئاً للخروج بماء الوجه من هذا المأزق.. وهذا مستحيل بالطبع. لذلك إن هذه الدماء الطاهرة، التي تسيل بين ليلة وليلة أخرى ليست رخيصة، وَلن تذهب هدراً.