ضربةُ الدمّام ومكمنُ الأهمية

|| مقالات || منصور البكالي

 

ليس أولها: مسافة (1250) كم التي قطعها الصاروخ، ولا ثانيها: مرورُ الصاروخ بمجال 4 قواعد أمريكية عسكرية خلال طيرانه، ولن يكونَ ثالثها فقط: القدرات الدفاعية لتلك القواعد، بل هناك عدةُ رسائلَ يدركُها خبراءُ الاستراتيجيات العسكرية والحربية، وقلةٌ من السياسيين النبهاء، كما هي رسالة للإمارات تزامنت مع استهداف عرض عسكري لعملائها في معسكر الجلاء بعدن مفادُها إذَا حاولتم اتّخاذ أية ردة فعل فضربنا للدمام الأبعد مسافة منكم يجعلكم في متناول اليد وعليكم إتمام الانسحاب وترك الساحة اليمنية للشعب اليمني؛ كي يحدّد مصيره بنفسه.

 

ويتساءل المتابعون لتغيُّرِ المعادلة العسكرية وطبيعة المعركة تدريجياً بين الطرفين منذ بدأ العدوان على اليمن: هل تكفي مثلُ هذه الضربة لترتيب الطريق أمام الحل السياسي؟ أم أن التخديرَ الأمريكي وتحكّمه بقيادة العمليات العسكرية وخططها ومتابعتها وانتهازيتها المكشوفة يحد من الألم السعوديّ ويتطلبُ من الجيش اليمني القيامَ بالمزيد من هذه الضربات القاسية، لتفشل ذاك التخدير، وتفشل معها القيادة العسكرية الأمريكية في المنطقة برمتها، ويزداد تكشُّفُ مطامعها الاستعمارية وسعيها لسلب ومصادرة ثروات الشعوب بعد أن سلبت منها حريتها وسيادتها وإرادتها وقرارها السياسي.. عبر حكام خونة لشعوبهم كما هو حاصل اليوم؟!، أم سنشهدُ مرحلةً من الانخراط السعوديّ في الحوار مع حكومة صنعاء وإعلان وقف العدوان، وإيكال استمرار الحرب إلى وكلائها وعملائها في الداخل كما فعلت رفيقتها الإمارات؟ أم ستظل السعوديّة مكابرة ومراهنة على استراتيجيتها العسكرية الفاشلة حتى تفقد ما بقي لها من ماء الوجه وتدمر صواريخنا القادمة ما بقي لها من القوة الاقتصادية، والمراكز والمنشآت الحيوية والبنى التحتية المسجّلة في قائمة الخيارات العسكرية للوحدة الصاروخية اليمنية وسلاحها المسير والتي تحتوي على 300 هدف استراتيجي داخل العمق السعوديّ، فنطبق مبدأ السن بالسن والعين بالعين والجروح قصاص، كما وعد به قائد الثورة اليمنية السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي في أحد خطاباته؟!

وهل استهدافُ القواعد العسكرية الأمريكية في السعوديّة هو مفتاحُ الحل وخيارٌ سيُطرح على طاولة القيادة العسكرية لحكومة صنعاء خلال المراحل القادمة من التصعيد العسكرية لقوة الردع اليمانية ذات الخيارات الواسعة بحسب الرسالة الثانية من رحلة صاروخ الدمام الذي مر من فوق (4) قواعد عسكرية أمريكية، لم تعترضه دفاعاتها الجوية، ليسدد هدفة بدقة عالية؟.

وهل تكرار الضربات لغة يفهمها الأمريكان وأدواتهم في المنطقة؟ أم هو أحد العوامل المساعدة لمضاعفة الابتزاز الأمريكي لثروات ومقدرات الدول المستمرة في العدوان على شعبنا اليمني الصامد؟

كل هذه الأسئلة وأَكْثَــر ستكشفُها طبيعةُ التحَـرّكات السياسية للأمم المتحدة عبر المبعوث الأممي إلى اليمن “مارتن غريفيث” بإيعاز من الإدَارَة الأمريكية، أَو من خلال طبيعة التحَـرّكات والردود العسكرية لطيران العدوان ومرتزِقته على الساحة اليمنية، إضافةً إلى التصريحات المرتقبة للمؤسّسات والقنوات الخاصة بتوجيه ورسم السياسة الخارجية للمملكة السعوديّة، أَو عبر نوع الخطاب الإعلامي لطرح وتصريحات بعض رموزها وقياداتها المتصلة بدوائر صنع القرار عبر وسائل الإعلام المتعددة.

قد يعجبك ايضا