لا عودة للوصاية ولا تفريط بالانتصار

 

ما سيحدد نتائج جنيف 2 هي الحقائق على اﻷرض ، وصمود الشعب اليمني العظيم ، وتماسك الجبهة الداخلية ، وصمود الدولة اليمنية في وجه العدوان السعودي اﻻمريكي الهمجي والحصار الشامل على اليمن .
يأتي من ثم قدرة المفاوض اليمني الوطني على ترجمة عناصر القوة كمحصلة لتلك العناصر آنفة الذكر ، مضافا اليها عوامل الجغرافيا والتاريخ وعدالة القضية ووضوحها للعالم المتواطئ مع العدوان ،لدرجة الحرج امام الشعوب والمنظمات الدولية التي قالت ما يكفي لادانة تحالف العدوان ، وشهدت على جرائمه …ما يكفي لسوق قيادات ذلك التحالف الاجرامي السياسية والعسكرية ومرتزقتهم للمشنقة .

قوى الارتزاق التي تمثل الطرف الثاني في حوار جنيف – المدعوم والممول من العدوان والشريك في جرائمه ، الساقط وطنيا واخلاقيا – تذهب الى الحوار مثخنة بالهزائم الميدانية والسياسية ، وفشل كل
رهاناتهاعلى العدوان السعودي اﻻمريكي التحالفي لكي يعيدها الى كراسي السلطة .
لقد سقطت كل محاولاتهم اكساب المعركة طابعا طائفيا او جهويا من خلال الدفع بورقة القاعدة وداعش التي مارست ابشع الجرائم والمجازر والتصفيات في تعز وصنعاء والبيضاء الخ .
نعم سقطت ورقتهم اﻷمنية والاقتصادية لتفكيك الجبهه الداخلية ، وجاءت رياح الصمود والتضحيات اليمنية بما ﻻ قبل للعدوان ومرتزقته به .

استراتيجية الصبر والنفس الطويل التي مارستها قيادة ثورة ال21من سبتمبر والقوى الوطنية ، خلال التصدي للعدوان السعودي اﻷمريكي الهمجي بحكمة ووعي استراتيجي – آتت ثمارها السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية والعسكرية ، فعرت وفضحت العدوان وجرائمه واسقطت ذرائعه ومبرراته التي ساقها لشن عدوانه على اليمن – تباعا امام اليمنيين وعلى المستوى العربي والإسلامي ، وامام العالم .
لقد تعرت مملكة داعش السعودية حتى ﻷقرب حلفائها ، واصبح الدرس اليمني ملهما للغرب والشرق لكي يشير اليها كطرف ممول وراع للارهاب الوهابي ، الذي بدأ يضرب ويهدد عواصم الغرب ذاتها .

صحيح ان العالم لم يتحرك لوقف العدوان ، وصحيح أن اليمنيين واجهوا تحالف العدوان الغاشم وحصاره بمفردهم ، لكن من قال بان العالم ممثلا بالامم المتحدة وغيرها من المنظمات الدولية والاقليمية قد نصروا قضية محقة وعادلة لشعب من الشعوب ؟ ومن قال يوما بأن العالم المحكوم بمافيات النفط والسلاح المتصهينة ليس مستفيدا من مليارات السعودية ودويلات الخليج وصفقات السلاح الكبرى حتى وان كان ضحاياها الآلاف من اليمنيين .

تعلم اليمنيون من ايام واسابيع وشهور العدوان البربري الغاشم والحصار الشامل الاعتماد على انفسهم وقدراتهم الذاتية ، بالتوكل على الله وحده ، وهو ما حقق معجزات النصر والصمود الذي أحرج الأمم المتحدة ومبعوثها وفضح تواطئهم القذر مع العدوان ، واجبر تحالف العدوان على قبول جنيف 2 وفق اجندة وآليات محددة نأمل ان تؤدي لاستئناف العملية السياسية من حيث توقفت ، وترك الشعب اليمني يقرر شكل دولته وتوجهاتها وعلاقاتها ودورها المستقبلي .
فلا يمكن بأي حال القبول مجددا بهيمنة أي قوة اقليمية او اجنبية على القرار السياسي الوطني لليمن ، وتضحيات الشعب اليمني العظيم ﻻ يمكن ان تذهب هدرا ، كما أن الانتصار على العدوان لا يمكن السماح بالتفريط فيه او تجييره إلا لحساب الوطن كل الوطن .

قد يعجبك ايضا