الرئيس اللبناني: أرضنا ليست مستباحة وقادرون على دحر أعتى الجيوش والحفاظ على استقلالنا
|| أخبار عربية ودولية ||
أكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون “ان لبنان الكبير نريده لمئة سنة أخرى ولألف سنة بلد الاشعاع والحريات وتفاعل الحضارات والديمقراطية والابتكار والتنوع وأرض الايمان والتراث”، مشددا على “انه ليس صدفة أن يكون لبنان الصغير بمساحته الجغرافية منارة للديمقراطية ومنبرًا للفكر الحر وحقلا لتفاعل الثقافات ومركزًا للإبداع”.
موقف الرئيس عون جاء في رسالة متلفزة وجهها إلى اللبنانيين، مقيمين ومغتربين، مساء اليوم، أعلن فيها “بدء ذكرى مئوية إعلان لبنان الكبير الذي يصادف في أول أيلول من العام 1920، تمهيدا لانطلاقة الاحتفالات بهذه المناسبة ابتداء من الأول من كانون الثاني 2020 وحتى نهاية السنة”، معتبرا “ان هذا الحدث شكل في حينه اعترافا دوليا ثمينا بالكيان اللبناني الناشئ، ونواة قيام لبنان بحدوده الحالية، وطنا سيدا حرا، وقد دفع أجدادنا الكثير من التضحيات والمعاناة لبلوغه”، ومؤكدا “اننا لم نصل إلى مناسبة الاحتفال بهذه المئوية لو لم نثبت أننا قادرون على دحر أعتى الجيوش عن أرضنا والحفاظ على استقلالنا ورسالتنا الحضارية”.
وإذ دعا رئيس الجمهورية إلى تعليم الأجيال الطالعة تاريخ لبنان، اعتبر في رسالته “أن بقاء الأوطان هو في بقاء سيادتها”، مشددا على “اننا نقول للعالم أجمع ان لبنان هو بلد محب للسلام ولا يسعى إلى الحرب، لكن شعبه لم يتراجع يوما ولن يتراجع أبدا، أمام أي محاولة للاعتداء على سيادة الوطن، والمس بكرامته وسلامة أراضيه”، كما انه “لا يستكين أمام الاحتلال أو الوصاية”. ولاحظ “ان الموقف الجامع برفض الاعتداء الاسرائيلي الاخير مع تأكيد الحق المشروع في الدفاع عن الوطن، هو أبلغ دليل على تمسكنا بالثوابت التي تحفظ كيان الدول وحقوقها”.
وخلص الرئيس عون في رسالته الى “اعتبار المؤسسات وحدها الضامنة للوطن وهي الركائز التي تقوم عليها أسس الدولة القوية والقادرة”، معلنا ايمانه “بضرورة الانتقال من النظام الطائفي السائد الى الدولة المدنية العصرية حيث الانتماء الأول هو للوطن وليس للزعماء الطائفيين”، ومشددا في الوقت عينه على “ان المعركة الكبرى التي نخوضها اليوم هي معركة مكافحة الفساد، وإن ظن بعضهم أننا عاجزون عن تحقيقها أو يدفع لعرقلتها، ليبق لشبابنا الأمل بالمستقبل، فلا يهجرون وطنهم وهو أنقاض نتيجة انهيار المؤسسات تحت وطأة الفساد”، ومطمئنا الى “ان بشائر التغيير والانتصار في هذه المعركة بدأت تلوح في الأفق”.
من ناحية اخرى، حيّا رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، في الذكرى الحادية والأربعين لتغييب الإمام السيد موسى الصدر ورفيقيه الشيخ محمد يعقوب والصحافي عباس بدر الدين، “النهج الذي ارساه الامام المغيب والقائم على نصرة الحق واعلاء شأن المؤسسات الضامنة للوطن وتأكيد رسالة العيش معا التي من دونها لا وجود للبنان السيد والمستقل”.
واعتبر الرئيس عون ان تعاليم الامام الصدر الى جانب نهجه هذا تشكّل الركيزة الوطنية التي كلّما اجتمع حولها اللبنانيون بمختلف طوائفهم وانتماءاتهم، كلما ثبت لهم بالقدر عينه ان قوتهم هي في وحدتهم الوطنية، ولا خروج من الازمات التي لطالما عصفت بهم او كانوا ضحيتها الا بالتسامح الحقيقي وبصلابة الموقف الموحد.
ورأى رئيس الجمهورية، ان الساحة الوطنية اللبنانية إذ تفتقد قامة الامام، على ما يُجمِع اللبنانيون على الاعتراف به، فهي بأمس الحاجة الى جعل ذكرى تغييبه مناسبة للتلاقي الدائم على محاربة كل ما من شأنه ان يجرؤ على التطاول على مقومات هذه الركيزة وهذا النهج اللذين ارساهما وتفعيلهما بالقناعة والعمل، من اجل منعة وطننا وديمومته، وحق ابنائه بالعيش الكريم والعدالة الاجتماعية.