هجمات “أرامكو” تكشف هشاشة الاقتصاد السعودي وإعلام المملكة يهرب من الحقيقة

|| متابعات ||

كشف الهجوم الذي تعرض له المعملان التابعان لشركة “أرامكو” النفطية في بقيق وهجرة خريص السبت الفائت عن هشاشة الاقتصاد السعودي وسرعة تأثّره جراء هكذا ضربات. واقعٌ ميداني حاول إعلام المملكة إخفاء انعكاساته وتبسيط حجم أضراره.

 

وفيما يُجمع المراقبون على أن ضرب بقيق يُعادل من حيث الأهمية الاستراتيجية ضرب مئة هدف وأكثر، أكدت صحيفة “واشنطن بوست” ومجلة “فورين بوليسي” أن الضربة تسبّبت في توقّف ضخّ كمية من إمدادات الخام تُقدّر بنحو 5.7 ملايين برميل يوميًا، أي ما يعادل قرابة 6% من إمدادات الخام العالمية، ونحو نصف إنتاج المملكة.

 

 “واشنطن بوست” رأت أن العملية بمثابة “ضربة رمزية ضدّ المركز التاريخي لثروات المملكة النفطية”.

 

بالموازاة، أفادت وكالة “بلومبرغ” أن أسهم السعودية هبطت حتى أدنى مستوى لها منذ أشهر، في أعقاب الهجوم على معملين لشركة “أرامكو” في محافظة بقيق وهجرة خريص.

 

وذكرت الوكالة  أن مؤشر السوق الرئيسي السعودي “تاسي” هبط بـ3.1%، ما يعد أدنى مستوى له منذ مارس وألغى ما تم تحقيقه من النمو منذ بداية العام الجاري، ثم قلص هذا الانخفاض حتى 1.3% خلال الساعة الأولى منذ فتح السوق.

 

وانخفضت أسهم مصرف الراجحي بـ1.7% (أدنى مستوى لها منذ كانون الثاني/يناير)، فيما شهدت أسهم الشركة السعودية للصناعات الأساسية “سابك” هبوطا بـ5%، لتنخفض إلى أدنى مستوى لها منذ أواخر عام 2016.

 

وبحسب وكالة “رويترز”، ارتفعت أسعار النفط، إذ سجل خام برنت أكبر مكسب بالنسبة المئوية خلال يوم منذ بداية حرب الخليج في عام 1991، بعدما أدى هجوم على منشأتي نفط في السعودية إلى توقف إنتاج ما يعادل 5% من الإمدادات العالمية.

 

وفي حين لم تحدّد شركة “أرامكو” موعدًا لاستئناف الإنتاج بالكامل، أقرّت بأن الهجمات خفّضت إنتاج النفط بنحو 5.7 مليون برميل يوميًا، فيما قال مصدر مطلع لـ”رويترز” أن العودة إلى الطاقة الإنتاجية الكاملة قد تستغرق أسابيع.

 

وتوقع محلّلون أن تحقق أسعار النفط ارتفاعات ملحوظة خلال الأسبوع الجاري على الرغم من خسائر الأسبوع الماضي، بعدما أنهى خام برنت تعاملات الأسبوع على تراجع بنحو 2.1% والخام الأمريكي هبط 3%، بسبب مخاوف تطورات الحرب التجارية وانعكاساتها على تباطؤ النمو العالمي.

 

يأتي ذلك في ظلّ اعتراف وزير الطاقة السعودي عبد العزيز بن سلمان بتوقف إنتاج كمية من الغاز المصاحب تقدر بنحو مليارَي قدم مكعب في اليوم، تستخدم لإنتاج 700 ألف برميل من سوائل الغاز الطبيعي، ما يؤدي بالتالي إلى تخفيض إمدادات غاز الإيثان وسوائل الغاز الطبيعي بنسبة تصل إلى حوالي 50 %.

 

وكانت أعلنت الشركة السعودية للصناعات الأساسية “سابك”، عن نقص في إمدادات بعض مواد اللقيم (بنسب متفاوتة ومتوسط تقريبي 49%) لبعض شركاتها التابعة في المملكة العربية السعودية ابتداءً من يوم السبت.

 

بدورها، أعلنت شركة كيان السعودية للبتروكيماويات (كيان السعودية) عن نقص في إمدادات مواد اللقيم لمصانع الشركة بنسبة 50% تقريباً.

 

وهبط سهم الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك)، أكبر شركة بتروكيماويات في المملكة، 3.5 % بعد أن أعلنت عن نقص في إمدادات اللقيم بنحو 49% عقب الهجوم.

 

 

أبواق المملكة تزعم: لا تأثير للضربات على اقتصادنا

 

إعلاميًا، حاولت الصحف السعودية التعمية على حجم الضربة، مبرزة جولة وزير الطاقة السعودي على معامل شركة “أرامكو” السعودية في بقيق، وادّعاءه أنه لم ينتج عن الهجوم أيّ أثر على إمدادات الكهرباء والمياه، أو على إمدادات السوق المحلية من المحروقات.

 

صحيفة “الرياض” زعمت أن هذه التفجيرات لن تؤدي إلى تأثر الاقتصاد الوطني وفقد الثقة به عالميًا، بينما تحدّثت صحيفة “الوطن” عن أن المملكة سارعت للعمل على إعادة تشغيل المنشأتين، مضيفة أنه “سيتم تعويض جزء من الانخفاض لعملاء السعودية من خلال المخزونات”، وقالت إن الرياض بنت 5 منشآت تخزين ضخمة تحت الأرض في مناطق عدة من البلاد قادرة على استيعاب عشرات ملايين البراميل من المنتجات البترولية المكررة على أنواعها، يتم استخدامها في أوقات الأزمات، مشيرة الى أنه تمّ بناء المنشآت بين عامي 1988 و2009 وكلّفت عشرات مليارات الدولارات”.

 

صحيفة “عكاظ” استصرحت مسؤولين أوروبيين للترويج لفكرة عدم تأثّر السعودية بضربات السبت، وهؤلاء قالوا إن مثل هذه الضربات لن تحد من تدفق النفط للعالم، إذ يجري تعويض التوقف الجزئي من المخزون الهائل للمملكة من هذه السلعة الاستراتيجية، وبخاصة أن لدى المملكة نحو 1.3 مليون برميل يوميًا كطاقة إنتاجية فائضة، مؤكدين أن المملكة تحتل منفردة 12 % من حصة السوق النفطي العالمي، مشيرين في الوقت نفسه الى أن ازدهار نمو اقتصاد المملكة أو تراجعه يترك تأثيرات سلبية أو إيجابية مباشرة على حركة الاقتصاد في العالم.

 

صحيفة “الاقتصادية” أبرزت تصريحًا عن وزير الطاقة الأمريكي ريك بيري يصبّ في مصلحة المملكة، فهو قال في كلمة أمام المؤتمر العام السنوي للدول الأعضاء في الوكالة الدولية للطاقة الذرية “لقد كان هذا هجومًا متعمدًا على الاقتصاد العالمي وسوق الطاقة العالمية”، وأضاف “إننا شديدو الثقة في أن السوق مرن وسيتعامل مع الأمر بشكل إيجابي”، مشيرا أيضا إلى استعداد بلاده للاستعانة باحتياطاتها النفطية لتعويض أي نقص في الإمدادات السعودية.

 

وفي السياق نفسه، ذكرت “الاقتصادية” أن وزارة النفط الهندية قالت إن أرامكو أبلغت شركات التكرير الهندية أنه لن يكون هناك نقص في الإمدادات وذلك بعد الهجمات على منشآت نفط خام سعودية يوم السبت.

قد يعجبك ايضا