مبادرات تحت القصف … “صنعاء” تبادر وال”رياض”……….؟
|| مقالات || فاضل الشرقي
سواء قبلت الرياض أم لم تقبل، وسواء تعقلت أم لم تتعقل، فمبادرة رئيس المجلس السياسي الأعلى هي ضربة سياسية “ضربة معلم” كما يقولون، وهي الموقف السياسي الذي يتناسب مع حجم ومستوى ضربات “أرامكوا الأخيرة” فأنجح وأفضل المبادرات هي تلك التي تنطلق من موقع الثقة والقوة لأنها تكون صادقة أولا وتحقق السلام ثانيا، ولها قيمتها المعنوية والسياسية نظرا لاعتبارات عدة أهمها من حيث وقتها وزمنها حيث جاءت متزامنة وقتا مع ضربات “أرامكوا” وزمنا مع الذكرى ال5 لثورة ال21 من سبتمبر المجيدة التي قامت الحرب أصلا لوأدها واخماد جذوتها، وهي اليوم صاحب المبادرة وزمام الأمور بيدها، وهذا له دلالاته العميقة والواسعة.
مبادرات تحت القصف والقصف المتبادل نعم، ودعوة للحوار والتفاهم والسلام تحت القصف أيضا، وهذه هي حرب الكبار والرجال الأبطال، فلا يمكن أن يتحقق السلام إلا من خلال منطق القوة، والضربات القوية هي التي ستعجل بالسلام وتحققه ولو على قاعدة “إذا أردت السلام فاحمل السلاح” وبالأحرى (وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله) وهذا هو السلام المشروط أو المتبادل.
الضعف لا يحقق سلام ولا على مدى مائة عام، وضربات “أرامكوا” وضرورة استمرارها أيضا لا يحقق توازن الردع فقط وإنما هو طريق السلام الناجح الذي سيفرض نفسه على الجميع، ولهذا أقول من موقع العلم والمعرفة أن ضربات ” أرامكوا” الأخيرة ليست الأخيرة وليست الأولى، ليست إلا مجرد اخطار واشعار وقرع أولي لجرس الإنذار بالتحول التدريجي التصاعدي في موازين القوى، وأن الحرب إذا استمرت فستتحول إلى مسلسل فني رائع وممتع تستمتع به شعوب الأمة والعالم، ويشفي صدور قوم مؤمنين، ويذهب غيظ قلوبهم، وأن الذهاب بعيدا ليس تهديدا ولا مستحيلا ولا ضربا من الخيال والجنون أيها المجانين.
لقد آن الأوان -وبقي قليل على فواته-لأن تقوم السعودية بعملية مراجعة كبيرة جدا لسياستها الإسترتيجية مع جيرانها أولا ومحيطها الإقليمي ثانيا، وعمقها الإجتماعي ثالثا، وبالذات تجاه اليمن وقطر والعراق وحزب الله وإيران وكافة شعوب المنطقة، والتفكير بسرعة التخلص من ربطة العنق الغليظة التي يشتد خناقها وضيقها يوما بعد آخر، وضرورة سرعة الإقلاع والتخلص من تراكمات وبؤر العداء والاستعداء لشعوب المنطقة، فالتخفيب خلف “إيران.. إيران.. إيران… الخ” أسطوانة مشروخة لم تعد مجدية، ونفق مظلم ومسدود في نفس الوقت، وإيران لن تستسلم ولن تخسر، والأمريكان لن يقاتلوا نيابة عن أحد أيها الحمقى فأنتم من تقاتلون بالوكالة والنيابة عنهم.
أفيقوا واطرقوا أبواب صنعاء أو صعدة سريعا ولو من تحت الطاولة قبل أن تطرقوا أبواب طهران في الوقت الضائع، فاليمن واليمانييون قيادة وشعبا مستقلون تماما وإن كنتم لا تؤمنون إلا بالتبعية ولا تؤمنون بالإستقلال، وأخيرا “صنعاء” تبادر وال”رياض” تغامر بنفسها والمنطقة وأنتم قولوا ما شئتم، والسلام على أهله.