ثورة النورر

|| مقالات || وهاج المقطري

في 21 سبتمبر من العام 2014 م كان لليمنيين موعد مع التاريخ لن يخلفوه…!!

وبينما كان الضيم والقهر يخيمان على المكان انطلقت شرارة الحق لتشعل ثورة شعبية ضد الظلم ومظاهره وضد قوى الاستكبار العالمي وأزلامه في الداخل الذين جروا اليمن لتبقى على الدوام رهينة التبعية والوصاية للخارج مقابل تمكينهم من حكم اليمن عقودا من الزمان !!

انطلقت شرارة الثورة وانطلقت صرخات الحق من قمقمها ضد الباطل والظلم والقهر والاستبداد والهوان !!

لكن هذه الثورة في الحقيقة لم تكن كأي ثورة تقليدية دموية يحمل قاداتها كل الرغبة في الانتقام من الخصوم وتصفية الحسابات ذلك ان قاداتها كانوا من عوام البسطاء المقهورين المظلومين !!

انهم لم يخرجوا من بوابة الترف والبذخ وهيلمان السلطة وانما خرجوا من كهوف العناء والمرارة !!

ان تلك الثورة لم تحمل بين طياتها تلك الرغبة الجامحة في الانتقام كمعظم الثورات لأن اهدافها سامية سامقة تربأ بنفسها من السقوط في ذلك المستنقع وانما تروم مشروعاً وقضية عادلة إنها تحمل على كاهلها مشروع وطن حقيقي وقضية إنسان مظلوم !!

وكان لهذه الأسباب أن جعلت من هذه الثورة ليست ثورة اليمني البسيط ضد الظلم والاستبداد وحسب وإنما خطت معالم واضحة على طريق الإنسانية جمعاء مثلت معالم ثورة الإنسان ضد القهر والقمع والاستبداد والظلم،،ولذلك أفزعت قوى الشر والطغيان العالمي والاقليمي وأفزعت إذرعته الخبيثة في الداخل فتكالبت عليها بكل شرورها تسعى لاخمادها قبل أن تتمدد وتصبح خطرا كبيرا عليها !!

إن رأس القوى الاستعمارية القديمة ورأس قوى الطغيان الحديث ورأس الامبريالية ورأس البراجماتية القذرة كل تلك القوى وقفت مذعورة لتعلنها حربا عالمية ضد ثورة شعبية في بلد فقير !؟؟

أي تفسير يمكن أن يوضح معنى ردات الفعل العنيفة المفرطة من كل تلك القوى الظالمة !؟؟

أي تفسير يمكن أن يوضح سر تكالب كل قوى الداخل ضدها،، تلك القوى التي ذاق اليمنيون من ظلمها وقهرها سابقا كؤوسا من القهر والمرارة والمعاناة عقودا من الزمان..!!

انطلقت الثورة وانطلقت ضدها ثورة مضادة عالمية خبيثة لكنها أخفقت إخفاقا ذريعا في كسرها واخمادها،، ومع ان الثمن كان باهظا دفعه ابناء هذا الشعب المظلوم الذي قام بثورته العادلة الحقة إلاّ انه كلما كان الثمن كبيرا كانت القضية التي قامت لأجلها الثورة أكبر بكثير ولذلك هانت لأجلها كل تلك التضحيات !!

ومع ذلك فقد سعت كل تلك القوى في الداخل والخارج بعد أن فشلت تماما في القضاء عليها سعت لمحاولة حرف مسار الثورة عن الأهداف الرئيسية التي خرجت لأجلها مستغلة ظروف الحرب الكبيرة المعلنة على هذه الثورة فاستطاعت أن تحقق بعض الاختراقات سعيا لتشويهها من الداخل وتقبيح صورتها أمام الناس وإظهارها أنها لم تخرج إلاّ لا جل خدمة فصيل معين وتمكينه من اليمن تماما كسابقتها التي تم الركوب عليها لتصبح مجرد واجهة أنيقة لدولة هشة تحكمها عصابة ليس إلا !!

لكننا ورغم كل ذلك لانزال نؤمن بقوة بروح ثورتنا ولازلنا نؤمن بقدرتها على تصحيح مسارها برجالها المخلصين…!!

فإن ثورة وقفت ضدها كل قوى الطغيان العالمية الكبرى ووقف ضدها كل شرار الداخل وأشراره وحيكت ضدها أقذر المؤامرات في الداخل والخارج لإسقاطها وهي التي خرجت ولم تسفك قطرة دم في طريقها إلاّ حين كان دفاعا عن النفس والقضية التي تحملها لهي ثورة محال أن تموت او تهزم روحها!!

وإن ثورة انتزعت اليمن من براثن دولة الشيخ والشيخة ودولة الوصايا والسفارات وكسرت تلك القوى المتنفذة التي أحالت الوطن إلى اقطاعية خاصة بها لهي ثورة جديرة بأن تستمر،، وهي ثورة قادرة على تصحيح مسارها الثوري،، وهي حتما ثورة لا يجد التاريخ أمامها بُدّاً من ان يسطرها في أبهى صفحاته كنموذج حقيقي لثورة الانسان ضد كل قوة طاغية متربصة به وبكرامته ،، ثورة الحق ضد الباطل،،ثورة العدل ضد الظلم،،وثورة النور ضد الظلام…..

قد يعجبك ايضا