عملية الشهيد أبو عبدالله حيدر.. مؤشراتُ النصر تلوحُ في الأُفُق

|| صحافة محلية ||

في عملية هي الأكبرُ من نوعها منذ بدء العدوان الأمريكي السعودي على اليمن، سطّر أبطالُ الجيش واللجان الشعبيّة أروع الملاحم البطولية والأخلاقية التي سيخلّدها التاريخ في أنصع صفحاته وسيذكرها الأجيالُ جيلاً بعد جيل بكل عزة وشموخ.

وقابل هذه العملية استبشارٌ شعبي كبير وفرحة نصر صنعتها أيادي المؤمنين الصادقين الثابتين في الميادين، والذين التزموا بأخلاق الحرب في التعامل مع الأسرى ومعالجتهم والحفاظ عليهم من استهداف غارات الطيران الحربي المعادي.

وسط الفرحة العارمة والاستبشار الشعبي الكبير قامت صحيفة المسيرة بجولة ميدانية لاستطلاع آراء عدد من المواطنين، حول العملية والشعور بالفخر والاعتزاز الذي رافقها.

وأكّـد المواطنون أن هذه العملية حقّقت مكسباً كبيراً للشعب اليمني، متطرقين إلى عدد من الجوانب نستعرضها في التقرير التالي:

المسيرة: استطلاع: أيمن قائد

 

عمليةُ نصر من الله.. انتصارٌ عسكري وانتصارٌ أخلاقي قيمي

قال المواطن محمد علي المصلي -من أبناء مديرية همدان-: ‘‘إن عملية نصر من الله إن دلت على شيء لا تدل إلّا على عدالة القضية التي نقاتل من أجلها؛ كونها قضية صراع بين الحق والباطل، ودائماً ما يُهزم الباطل أمام الحق مهما كثرت عُدتُه وعتادُه’’، مبيناً “أن العمليةَ عظيمةٌ ومحكمة وتدل على تدخل إلهي لإحقاق الحق، إلى جانب حكمة القيادة والكفاءة في التخطيط والتكتيك العسكري، إلى جانب عزيمة وشجاعة المجاهدين الذين يمتلكون قضية يقاتلون من أجلها”.

وأضاف المصلي في تصريح لصحيفة “المسيرة”: “عندما نشاهد أسلحة وآليات العدوّ الضخمة والقوية التي تتفاخر بصناعتها الدول العظمى وهي منهارة لا تساوي شيئاً، فهذا الأمر ليس بالشيء العجيب؛ لأَنَّ من يعرف ما تعني قوة الله فسيعرف أن هذه الأسلحة والمدرعات لا تساوي شيئاً من البداية”.

ولفت إلى أن ‘‘التعامل الحسَن من المجاهدين مع الأسرى يدل على الأخلاق والقيم والمبادئ الدينية الرفيعة والنبيلة التي يمتلكها المجاهدون وتطبيقاً لكلام الله بكل ما تعنيه الكلمة، وهو عكس ما يقوم به العدوّ الذي يمتلك عقائدَ وأفكاراً باطلة حول التعامل مع الأسرى التي تتمثل بالذبح والسحل والتعذيب الجسدي والنفسي وغيرها من وسائل التعذيب البشعة”، مضيفاً: “ينتابنا شعور الألم والحزن والحسرة عندما نشاهد المرتزِقة الذين باعوا أرضهم وأنفسهم بريالات بخسة وخرجوا عن صف إخوانهم للدفاع عن النظام السعودي الذي هو بالأصل أداة أمريكية يهودية لتفكيك وتدمير الشعوب العربية والإسلامية”، مردفاً “المرتزِقة أصبحوا عبيداً للعبيد يزجون بهم في موتٍ محتوم فيرغَمون على القتال حتى الموت وَإذَا تراجعوا أَو سلّموا أنفسهم يتم الاستغناء عنهم ويتم قتلهم بصواريخهم قاتلوا يوماً من أجل مُطلِقها”.

 

الرصيدُ الإيماني والقيادة الحكيمة سرُّ نجاح العملية:

من جانبه، قال الأُستاذ محمد غلاب -مدير معهد الشوكاني-: “ننظر إلى عملية نصر من الله فنزداد ثقةً بوعد الله الصادق لعباده المجاهدين في سبيله إن تنصروا الله ينصركم، فعندما تحَرّك هذا الشعب مجاهداً متولياً لله سبحانه وتعالى ولرسوله صلوات الله عليه وآله وسلم ولعلَم الهداية السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي يحفظه الله متبرئاً من الأعداء حقّق له اللهُ هذه الانتصارات العظيمة”.

وأضاف غلاب في تصريح خاص لصحيفة المسيرة: ‘‘إن ما تحقّق ليس فقط في جانب واحد وإنما في كافة الجوانب من الارتقاء في مستوى التخطيط والتكتيك العسكري وكذلك التطور في التصنيع العسكري والصاروخي والطيران المسيّر وكذلك منظومة الولاعات التي بفضل الله عز وجل خرجت من المطبخ لتشارك المجاهدين جهادهم في الصفوف الأمامية لجبهات القتال”، مُشيراً إلى أهميّة الإعلام الحربي في توثيق الوقائع والأحداث إلى جانب الرصيد المتراكم من الصمود الشعبي والتحدي والبذل والعطاء والإنفاق في سبيل الله’’.

وأكّـد أهميّةَ التمسك بالمشروع القرآني لتعزيز القيم والمبادئ والاقتداء بالرسول الأعظم وأعلام أهل البيت عليهم السلام.

ولفت مدير معهد الشوكاني إلى أنه “لا غرابة إن رأينا المجاهدين يتعاملون بتلك الطريقة القرآنية مع الأسرى المرتزِقة والمخدوعين والخونة والسعوديين وما قدموه لهم من الرعاية والتطبيب للأسرى الجرحى والخوف عليهم من غارات العدوان وغيرها من جوانب الرعاية، وبالتالي رأينا الأسرى كيف سلّموا أنفسهم وهم واثقون أن المجاهدين من الجيش واللجان الشعبيّة ومن أخلاقهم وقيمهم، بينما رأينا العدوّ كيف يتعامل مع مرتزِقته ومن جندهم ليكونوا فدائيين له ولمُلكه كيف قصفهم بالغارات، وعندما نشاهد كيف يتعاملون مع اسرانا بتلك الطريقة البشعة واللاأخلاقية واللاإنسانية نزداد يقيناً بأننا على حق وهم على باطل”.

 

عملية النصر الأكبر

إلى ذلك، اعتبر المواطن محمد زيد العربة أن عملية نصر من الله عملية النصر الأكبر؛ كَونها أكبر عملية عسكرية منذ بدء العدوان على اليمن، مُشيراً إلى تجليات القدرة الإلهية في المعركة في مشاهدة الأسرى والغنائم والآليات العملاقة.

ولفت العربة إلى الأخلاق العالية التي يتحلى بها المجاهدون في التعامل مع أسرى الحرب، مضيفاً ‘‘نهاية الارتزاق أن يُجعل من المرتزِقة دروعاً لقادة الأجانب المشاركين في العملية’’.

أما المواطن علي الذاري، أكّـد أن العملية تعبّر عن مظلومية الشعب اليمني وتخاذل العالم عن نُصرته وَتعبر عن حكمة القيادة وثبات المجاهدين خلال تنفيذ العملية”، مُشيراً إلى المشاهد التي بثها الإعلام الحربي وتعكس التأييد الرباني للمجاهدين في الميادين، لافتاً إلى معاملة المجاهدين مع الأسرى من المخدوعين والسعوديين المعبرة عن قيم ومبادئ الإسلام الأصيلة، معتبراً معاملةَ قوى العدوان ومرتزِقته مع أسرى الجيش واللجان برهاناً على حقدهم وبغضهم لهذا الشعب.

وأضاف الذاري “أن في عاقبة المخدوعين من أبناء اليمن ألما وحزناً وغصة بالقلب لما رضَوا به من ذل ومهانة لهم من قبل المعتدين والمحتلّين.

 

ليس بعد النصر إلّا فتحٌ من الله قريبٌ

إلى ذلك، قال الناشط الإعلامي جبران الشيخ: “إنه ليس بالشيء البسيط ولا المصادف أن يسطر المجاهدون تلك البطولات في نجران وتتم السيطرة على تلك المواقع ودحر من فيها، فثلاثة ألوية بقواتها وعتادها وتغطية جوية مكثّـفة تتبخر وتتلاشى وتتحطم أمام البأس اليماني، مُشيراً إلى قوة وإيمان الرجال الذين لا يخافون إلّا الله وتمكنهم من تسطير المشاهد التي تشفي صدور قوم مؤمنين”، ومضيفاً “ها هي مؤشرات النصر تلوح في الآفاق وليس بعد النصر إلّا فتح من الله قريب يثلج به صدور المؤمنين وتندحر به أيدي الخونة والمجرمين”.

وأردف الشيخ في تصريح خاص لصحيفة المسيرة بالقول: “إن من أشد ما يثير الإعجاب في سلوك المجاهدين هو تفوقهم الأخلاقي الذي أظهرته معاملتهم للأسرى، وهذا هو سر الانتصار والفرق الشاسع بيننا وبينهم. فتراهم يداوون الجرحى ويؤمّنونه ويعاملونه المعاملة الإنسانية الإسلامية وشتانَ ما بين هؤلاء العظماء وبين أولئك شذاذ الآفاق والمسوخ البشرية”.

وبيّن المواطن سعد إبراهيم من جانبه أن عملية نصر من الله أثبتت للعالم ما يكمن خلف الشعب من قوة وعزيمة مستمدة من هدى الله ومن كتابه ومبادئ الإسلام وكذا مظلومية الشعب، معتبراً الكم الهائل من الغنائم والأسرى لم يولّد شعور بالخيلاء والكبر بل هو الشعور المستمد من القوة الإيمانية والتكتيك الأسطوري الذي أرعب العالم.

 

العملية أثبتت للعالم فشل قوى العدوان

وفي السياق، قال المواطن زيد البلح: “إن عملية نصر من الله في وادي آل أبو جبارة بمحور نجران أثبتت للعالم أجمع فشل قوى العدوان وقياداتهم وأثبتت أن الله مع أوليائه، متبعاً “عندما يتم أسر 2000 أسير دفعة واحدة و500 قتيل وجريح ومئات من الطقوم والمدرعات غنائم للجيش اليمني فهذا أشبه بالمعجزة الربانية التي سيخلدها التاريخ”.

من جانبه أدلى المواطن إياد الأسد برأيه بالقول: “عندما شاهدنا عملية نصر من الله ذكرنا قول الله (وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنتَصِرُونَ) وهذا وعد إلهي والقادم أعظم من نصرٍ إلى نصر”، مضيفاً: “إن مشاهدة هذا الانتصار تشفي صدورَ المؤمنين، بطولة يمانيون تسطَّر في التاريخ وكسرٌ لهيمنة الطغاة وكسرُ فخر الصناعات الأمريكية وكشفُ زيف الطغاة المستكبرين”.

 

المعاملة الدينية مع الأسرى تنبثقُ من الهُوِيّة الإيمانية

من جهته، أضاف الإعلامي عبدُالجليل الموشكي: “أنظر إلى عملية نصرٌ من الله نظرةَ اعتزاز وفخر بما حقّقه الرجال الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه، كما أنظر إليها بإيمان كامل بصدق الوعود الإلهية على مدى معركة النفَس الطويل، وعند مشاهدتها كنت أشعر بالعزة والكرامة والشموخ بما حقّقه الرجالُ وكنت حينها أتلذذ بنكهة النصر الإلهي وأقول الحمدُ لله رب العالمين، فطالما ارتكب هؤلاء المجازر بحقنا وحق شعبنا”.

وأشَارَ الموشكي في تصريح خاص لصحيفة المسيرة، إلى معاملة المجاهدين مع الأسرى التي تنبثق من الهُوِيّة الإيمانية الساكنة في قلوب المجاهدين، متبعاً “وشتان ما بين معاملة المجاهدين للأسرى ومعاملة المرتزِقة والتحالف لأسرانا فهم لم يعد لديهم من المبادئ ما يمكن أن يذكرهم كيف تتم معاملة الأسير”، ومضيفاً “عندما كنت أشاهد المرتزِقة يستخدمون دروعاً بشرية لهروب القادة السعوديين كنت أشعر بالألم على أن هؤلاء يقال إنهم يمنيون فمن هو السعودي حتى يدافعَ عنه المرتزِقة”.

ووجّه الموشكي رسالةً لكل المخدوعين بالرجوع إلى صف الوطن قائلاً: “قبل أن يفوتَ الأوان فإن كان قد مس سابقيهم هذا الهوانُ فكيف بهم إن لم يعد لديهم الوقتُ الكافي للعودة؟!”.

 

عمليةُ نصر من الله.. تأييد إلهي

وفي ختام الجولة الميداني التقت الصحيفة بالإعلامي مازن الصوفي الذي علّق على عملية نصر من الله بأنها تأييد إلهي لا يعطيه إلّا لخَاصَّةِ أوليائه ويعطي الشعورَ بالفخر والانتماء للدين والوطن”، معتبراً نهايةَ من باع دينه وعِرضه ووطنه بالتحقير والرخص والانحطاط.

أما المواطن محمد هبة فقد أكّـد أنه عند مشاهدة الانتصارات وعدد الأسرى والغنائم كمشاهدة إحدى الفعاليات في شارع المطار أَو كأنه نكّفٌ قبلي مسلح”، مشيداً بتعامل المجاهدين الراقي مع الأسرى؛ كَونهم طبّقوا سُنَنَ الرسول الأعظم وسُنن الحروب وأخلاقياتها.

وخاطب الخونة: “انظروا كيف يعتبرونكم مجردَ أدوات يستخدمونكم متى اقتضت الحاجة ومن ثم يرمون بكم للمحرقة كورق حمّام وإن قسيت بالتعبير”، وموجهاً رسالتَه الأُخرى “أخلاقنا مهما حصل لم تسمح لنا إلّا بالتعامل الإسلامي مع الأسرى حتى لو كانوا من السعوديين، أما أنتم فقد تعديتم حتى حدودَ الإنسانية في تعاملكم المهين لإخواننا فلتتعلموا الأخلاقَ منا يا أشباهَ الرجال ولا رجال”.

 

قد يعجبك ايضا