دعوة للمرتزقة
|| مقالات || مرتضى الجرموزي
ألم يئن للذين ارتزقوا وانخدعوا أن يعودوا إلى جادّة الصواب، ويغلّبون مصلحةَ الوطن والدين والعقيدة على كُـلّ اعتبار عدائي لا يَرْقُب في يمنّيٍ إلّاً ولا ذمة، لقد رأيتم دناءة من تقاتلون بصفّه كيف يُمعن القتل والحصار لكلِّ أبناء اليمن بلا تمييز، ولعّلكم أكثر من ألف مرة اكتويتم بصواريخه وهو يستهدفكم في كُـلّ الجبهات، لقد أمعن بكم القتلَ وأثخن فيكم الجراح وأنتم ما تزالون تسبحُون في خطٍ رسمه الشيطانُ وقد حذرّكم اللهُ من إتباع خطوات الشيطان الذي يريد أن يوقعَكم في الجريمة، ومنها تستحقون غضبَ الله وسخطه وتحشرون إلى جهنم.
هي رسالةٌ إليكم جميعاً “مافيا الارتزاق” أما آن الأونُ أن تنسحبوا من براثين الجهل والتسلط والاقتتال بلا أجر، ها هو العدوان دائماً يشنُّ عليكم الغارات وقد حصد منكم الكثيرَ وأسقاكم من طائراته حِمَماً نارية أمريكية وفرنسية وبريطانية وإسرائيلية.
هي لم تكن الأولى حادثة عدن وغارات تحالف العدوان التي حصدت ما يربو على ثلاثمِئة قتيلٍ وجريح، فقد عملها من تقتاتون من فضلاته في أكثر من جبهة، بما فيها جبهتا نهم وصرواح إلى الحدود والساحل الغربي، وها هو يطاردكم بالنار والبارود إلى سجون الأسرى متعمداً قتلَ العشرات، وليست جريمةُ استهداف الأسرى بسجن الشرطة العسكرية هي الأولى فقد سبقها استهداف السجن المركزي بمحافظة حجة وأعقبها بالجراحي وكلية المجتمع وسجن هرّان بذمار ومدينة الصالح بتعز حاصداً في أقلِّ عملية أكثر من خمسين قتيلاً وعشرات الجرحى، وما عمله مؤخّراً بحق زملائكم الأسرى بجبهة وادي آل أبو جبارة حينما قتل عمداً أكثر من مِئتي قتيل، وسار يطاردهم في الشعاب وفي الجبال والوديان.
العدوّ جبانٌ ماكرٌ وخدّاعٌ هو يستهدفكم قبلَ غيركم، هو لم يفرّق بين صديق أَو عدو، شعاره قتلُ الشعوب وإبادة الأوطان، ثقافتُه العشوائيةُ والاستكبار ليس له دينٌ يُدين به سوى ما أملاه عليه الصهاينة والأمريكان، همّه هو إشباعُ غرائزه الشيطانية الخبيثة، جهاده هو في سبيل الأمريكان من يسبّح بحمدهم ليلاً ونهاراً، عدوٌّ تجرد من قيم الإنسانية وبات واحداً من الحيوانات المفترسة الضالة الشاردة والتي غذاؤها لحمُ أطفال ونساء ودماء البراءة، فحرّيٌ بكم أن تعوا خطورةَ هذا العدوّ وتستشعروا فتكه بكلِّ الإنسانية والشعوب الحرّة لا سيما ما يعمله بحقكم أولاً، وبحق عامة أبناء اليمن ثانياً.
هي رسالة من كافة أحرار اليمن أن هلموا إلينا وكونوا إلى جانب من يدافع عن اليمن أرضاً وإنساناً لما يقارب خمسة أعوام، فلم يعُد هناك موطناً للشك وأنتم ترون أساليبه العدوانية ضدَّ أمتكم وشعبكم، وإسرافَه في قتل النساء والأطفال الأبرياء في منازلهم وفي مدارسهم وأسواقهم ومساجدهم، ودمّرّ كُـلّ مؤسّسات الدولة المدنية الخدمية الإنمائية والاقتصادية والعسكرية العامة والخَاصَّة، وجعل اليمن بؤرةً من الأمراض المعدية والفتاكة، حاصر كُـلّ الشعب في غذائه ودوائه ولقمة عيشه، ومنع عنه كُـلّ شيء، ومعروفٌ أن المتضررَ من الحرب والحصار ليس وحدهم من يقفون ضدَّ العدوان بل عامَّة أبناء اليمن يعانون الحربَ والحصارَ وغلاءَ الأسعار.
ليس هناك شرعية وليس هناك تمدد فارسي وليس هناك خطرٌ يتهدّد اليمنَ، وإن كان خطراً فهو من السعودية جارةِ السوء التي أضحت دُمية تحَرّكها اليدُ الأمريكية كيف ومتى وأنّى شاءت.
هي دعوةٌ دائماً ما نرسلها إليكم آملين منه -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- أن يهْديكم ويوفقكم إلى جادة الحق؛ لتواجهوا تحالف العدوان السعودي الأمريكي مع إخوتكم مجاهدي الجيش واللجان الشعبيّة، الذين باتوا اليوم يعيشون زمنَ الانتصارات وتنوع الصناعات البالستية والمسيّرة، والقادم أفضلُ بإذن الله؛ لتنجوا من التيه والضلال ولتفوزوا بإحدى الحسنيين النصرِ أَو الشهادةِ.