إبراهيم الحمدي.. وطنية التكوين وعروبية التوجه وإنسانية المآل.

موقع أنصار الله || صحافة محلية || صحيفة الثورة

 

” إن واجبنا الوحيد تجاه التاريخ هو أن نعيد كتابته” أوسكار وايلد

الحرية عقيدة اليمن ، وهي التوصيف الدقيق الذي نقله أمين الريحاني في كتابه “ملوك العرب ” عن أحد اليمنيين حين قال له ” بلادنا طيبة الهواء والماء ،لكن أهلها دائما في اضطراب (…) حاربنا الأتراك وحاربنا القبائل وحاربنا الإدريسي ،ونحارب دائما بعضنا بعضا لنكون مستقلين (…) نحن أهل اليمن لا نخضع لأحد ،ودائما نحب الحرية ونحارب من أجلها ” ملوك العرب . ولهذا يقول رياض نجيب الريس في كتابه “رياح الجنوب ” مباركة هذه الأرض الحرة المتمردة ،ومبارك اليمن السعيد عبر العصور،ومباركة الرياح اليمانية ،الحاملة الخصب والخير ،اينما هبت ،ومبارك كل مواطن يمني يحب الحرية ،ويحارب من أجلها ولا يخضع لأحد ” ص18.

لهذا كان الرئيس علي عبد الله صالح محقا في قوله للملك فهد بعد حرب 1994م ” الفارق بيننا وبينكم ،أنكم في السعودية تملكون وتحكمون ،بينما نحن في اليمن لا نملك ولا نحكم ،وإنما نُدير “ص41-رياح الجنوب.

محمد ناجي أحمد

ذاتية تتميز بانتماء قومي

بعض الكتاب في رسمهم لمسار وتكوين الرئيس الشهيد إبراهيم محمد الحمدي يشاهدون وطنية الشهيد في إطار معزول عن توجهه العروبي ،في صياغة تحاول أن تقدمه على انه نأى بنفسه عن الانتماء القومي. على هذا النهج كانت كتابات محمد صالح الحاضري ، وبنت عليه الباحثة أروى محمد ثابت في رسالتها المقدمة لجامعة صنعاء ،لنيل درجة الماجستير 2018م- اعتقادها بيمنية مغلقة للشهيد الحمدي ، أو بوطنية يمنية دون جناحيها العروبي والتحرري . وهذا تصور خاطئ من وجهة نظري سببه هو انتماء الشهيد للذاتية اليمنية التي مثلها العديد من الأحرار اليمنيين ، لكنه أضاف لهذه الذاتية اليمنية التزامه بالعروبة والوحدة العربية كغاية لا تقدم للمنطقة بدونها . ولعل انتماءه لحركة القوميين العرب في عام 1961م حين كان طالبا في كلية الطيران ، ثم تحوله مع الحركة إلى الحزب الديمقراطي الثوري اليمني قبل أحداث أغسطس 1968م بشهرين ،ثم انتماءه للطلائع الوحدوية اليمنية ،ذات التوجه الناصري في منتصف السبعينيات ،وحضوره لمؤتمرهم العام الخامس عام 1977م ،وانتخابه للجنة المركزية والمكتب التنفيذي –أقول لعلَّ في هذه الانتماءات ما يؤكد تميز الذاتية اليمنية لدى الحمدي بانتماء قومي تحرري ،عكسته خطبه ذات التوجه الوحدوي ، والتزامه بالقضية الفلسطينية كقضية مركزية للعرب ، ودعوته في كلمتيه اللتين ألقاهما في مؤتمر دول عدم الانحياز عام 1975م وعام 1976م بحق دول العالم الثالث في أن تكون ثرواتها ملكا لها ، وضرورة إعادة العلاقة مع الدول الصناعية بشكل عادل يمكن دول العالم الثالث من السيادة على أراضيها وبحارها وأجوائها وثرواتها .

النشأة

ولد إبراهيم محمد صالح الحمدي عام 1943م في مدينة قعطبة ،وفي الكتاب الصادر عن وزارة الإعلام والثقافة 1977م قبل اغتياله بأشهر،والذي يضم خطب ولقاءات الرئيس الحمدي من 13يونيو 1974م إلى مايو 1977م –يذكر الكتاب أنه ولد عام 1942م.

تشير الباحثة أروى محمد ثابت في رسالتها البحثية إلى أن أم إبراهيم هي ميمونة الخطيب من بيت الخطيب الذين عرفوا بالخطابة في المساجد من مدينة قعطبة ،وأبوه صالح محمد الحمدي من ذيبين التي تتبع عمران ،وهم في الأصل من قرية (حَمِدة) في ريدة ،وهي قرية القضاة .

عمل أبوه قاضيا في الحديدة وآنس وماوية وقعطبة وذمار ، حين كان محمد صالح الحمدي قاضيا في الحديدة بداية ثلاثينيات القرن العشرين اشتكى تجار الحديدة بالأمير البدر محمد بن يحيى ،الذي مات غريقا في بحر الحديدة أثناء محاولته إنقاذ أحد مرافقيه من الغرق – وقد حكم محمد صالح الحمدي بخصوص شكوى التجار ضد الإمام يحيى ، وفرض عليه تسليم سبعين ألف ريال للتجار ،وقد استجاب الإمام يحيى ونفذ الحكم .

حين رافق محمد صالح الحمدي وولده إبراهيم –الإمام أحمد برحلته العلاجية إلى إيطاليا عام 1958م تنبأ له الإمام بمستقبل مهم فقد لمس فطنة وذكاء عند إبراهيم وأجوبته على أسئلة الإمام أحمد ،الذي اعتاد أن يسأل التلاميذ ويتفرس في ذكائهم ،كما يشير إلى ذلك حسين الحبيشي في مذكراته -حين التقاه الإمام ووجه له بعض الأسئلة عند زيارته لمدرسته في عدن .

كان إبراهيم الحمدي قد التحق بكلية الطيران في صنعاء عام 1961م ، إلاَّ أنه بحسب ما أورده اللواء يحيى المتوكل -زميله في الكلية – ترك الدراسة فيها بعد أشهر بحجة أنه يريد أن يساعد أباه في أمور القضاء بلواء ذمار ، والباحثة أروى محمد ثابت تورد في بحثها أنه ترك الدراسة لأن مدير الكلية عبد الله السلال طالبه بتسليم رسوم الدراسة وهي مائة وعشرون ريالا إلاَّ أن الحمدي رفض دفعها ، وحين علم ولي العهد محمد البدر بذلك تحمل تكاليف الدراسة بدلا عنه ،لكن إبراهيم الحمدي فضل العودة إلى ذمار ومساعدة أبيه حاكم ذمار ، ولأن موقفه من السلال وموقف السلال منه كان سلبيا . وباعتقادي أن موقف عبد الله السلال من أبناء القضاة والسادة محكوم بحقد طبقي ،انعكس في إصداره لأوامر الإعدامات التي نفذت داخل الكلية الحربية في الأيام الأولى لثورة 26سبتمبر ، وقد نفذت الإعدامات بالقرب من الساحة ،وكان علي عبد المغني يجلس في مدرعة متابعا ما تبثه الإذاعات من أخبار وتحليلات عما يحدث في اليمن ،غير مبال بما يجري من إعدامات بالقرب منه . ورأيي أن علي عبد المغني كفلاح من منطقة (خُبان ) كان مهموما بالتغيير ،ولم يكن لديه حقد طبقي تجاه السادة ،وإن كانت الخصومة بينه وبين المقدم عبد الله جزيلان قائد الكلية الحربية من وجهة نظري تعود إلى موقف من قوى المشيخ التي ينتمي إليها عبد الله جزيلان ،فأبوه قائد جزيلان من نقباء ذي محمد ب(برط ) وإن كان كتاب أسرار ووثائق الثورة اليمنية ،الذي ألفه مجموعة من الضباط الأحرار يحيلون سبب الخصومة ،لدوافع شخصية تتعلق بعدم توزيع علي عبد المغني بعد تخرجه من الكلية الحربية عام 1961م في المدفعية أو المشاة بحسب تخصصه ، وإنما تم توزيعه إلى الجيش الوطني بما يخالف رغبته ، وفي أواخر حكم الإمام أحمد عين إبراهيم الحمدي حاكما على ذمار بدلا عن أبيه الطاعن في السن .

تجربة صفيت قبل أن يقوى عودها

قراءة خطب وكلمات الشهيد الحمدي خلال الثلاث السنوات والأربعة أشهر التي حكم بها تعطي تصورا واضحا لطبيعة المشروع الوطني الذي اراده الحمدي ،وتنبه لخطورته الأعداء محليا وإقليميا ودوليا ،فلم يعطوه الفرصة لإنجازه ،واتخذوا قرارهم بتصفيته ،وتصفية التجربة قبل أن يقوى عودها.

شدة عشقه الصوفي للشعب ينعكس باستخدامه لعبارات حميمية تجاه الشعب ،إضافة إلى استخدامه لمفردة ( الأخوة ، الأخ ، إخواني ).

لم يكن الحمدي محتاطا وحذرا من تدبير عملية اغتيال له ،لهذا كان يتجول في مرات عديدة لوحده في سيارته الشخصية . يسأله صحفي عن صحة وجود محاولة لاغتياله فينفي ويقول ليس هناك محاولة للاغتيال فأنا أتحرك بدون حراسة .

في سؤال أخبار اليوم القاهرية في العيد الأول للحركة التصحيحية عن حقيقة الإشاعات التي تتردد من أن هناك محاولة لاغتياله . أجاب ” هذه الإشاعات سمعتها أنا أيضا ،ولكنها ليست صحيحة ..ويمكن اغتيالي بسهولة إذا أراد أي شخص .لأنني أسير بلا حراسة ” ص44.خطب الرئيس الحمدي…

أن يكون الجميع منتجين

كان مفهوم الاستقرار والتنمية في وعي الشهيد الحمدي هو أن يكون الجميع منتجين ،لا أن يعتاش البعض من دماء اليمنيين والحروب ،كما حدث طيلة حرب الثمان سنوات التي مولتها وقادتها السعودية ضد اليمن طيلة 26/1962م سبتمبر-مارس 1970. ففي كلمته التي ألقاها في اجتماعات المؤتمر الثالث لهيئات التعاون 23 -11- 1975م ،جاء فيها ” … ومفهوم الاستقرار أيها الإخوة هو عدم العودة إلى التلهي بدماء المواطنين وبهدم وبتدمير القرى وإيتام الأطفال وترميل النساء ،إذ هناك من رأوا في حياة الأمن والاستقرار تعطيلا لمواهبهم الحربية ،وتجميدا لبطولاتهم ومنعا للرزق ،وكأنهم لا يستطيعون أن يعيشوا إلاَّ ظلت البلاد قلقة وغير مستقرة والشعب في حالة تناحر واقتتال ،بينما إذا المجال لعمل الخير والإصلاح مفتوح أمامنا جميعا ،ونستطيع أن نعيشه ونعلن احترام وتقدير هذا الشعب وحبه بالعمل المخلص له ومن أجل رخائه وازدهاره …”ص97 خطب وتصريحات الرئيس القائد إبراهيم الحمدي.

لماذا انجذب للناصريين؟

تقدم خطب الحمدي ومقابلاته صورة حية عن مساره وتكوينه الوطني والتزامه القومي مع الدول العربية والقضية الفلسطينية .

إيمانه الوطني هو بوصلة علاقاته ، فإذا تعارضت مصلحة اليمن مع أي انتماء اعتبر الانتماء الآخر خيانة ،وطالب بفك الارتباط به ،لهذا السبب باعتقادي كان انجذابه للناصريين اليمنيين حين استجابوا لشرطه أن يكون تنظيمهم يمنيا دون ارتباط بمركز خارج اليمن. فالأحزاب في اليمن كان قرارها في مصر أو بغداد أو سوريا أو ليبيا …

المناسبات فرص للتحشيد الجماهيري

ما يلفت النظر أن كل الأعياد والمناسبات الوطنية والدينية والاجتماعية والاقتصادية تتحول في خطبه إلى فرص للتحشيد الجماهيري باتجاه النهوض الوطني والتنموي والمشاركة الشعبية : عيد الشجرة ،يوم الأم ، يوم الجيش الذي اتخذ من تاريخ 27ابريل 1975م عيدا لبناء جيش وطني دون مراكز قوى مشيخية،وتم الاحتفال به في كل عام من ذلك التاريخ ، عيد العمال ، عيد الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر ، وعيد المعلم ،ومناسبة قدوم شهر رمضان ، واجتماعات لجان التصحيح ،واتحاد هيئات التطوير التعاوني ،واجتماعات لجان الإعداد للمؤتمر الشعبي العام ، والإعداد لانتخابات برلمانية ، والاحتفاء ب 13 يونيو من كل عام ، وهو اعتبرها في مقابلة صحفية معه بأنها ليست حركة ولا انقلابا وإنما إصلاح وعودة إلى مسار ثورة سبتمبر – كل تلك المناسبات والأنشطة كانت عناوين لتحشيد الجماهير نحو النهوض باليمن . مشروع كان في سباق مع الزمن ،يريد أن يحرق المراحل ويقفز من مرحلة الحبو إلى مرحلة الوثب العالي… هذا هو الحمدي بإيجاز ،ولهذا كان اغتياله اغتيالا لوطن لا يراد له أن يكون ،أو أريد له سعوديا وغربيا أن يظل فناء خلفيا للارتزاق …

محمد خميس للسعودية: الحمدي يماطل

استمر الحمدي يُعبِّر عن وشائج الترابط مع السعودية ،ويخاطبها بالتقدير والتعاون المطلق ،بما يحقق مصلحة البلدين ،لكن المسألة لم تكن كما يريد ويرى ، فلقد طلبوه في زيارة سرية في أغسطس 1977م ،وطلبوا منه التوقيع على أن تكون اتفاقية الطائف حدودا نهائية ،لكنه ماطلهم ولم يوقع بحجة ضرورة أخذ موافقة مجلس القيادة ،لكن محمد خميس أرسل للسعودية بتقارير يفيدهم فيها بأن الحمدي يماطلهم ويغالطهم ولن يوقع على ترسيم الحدود وفقا لاتفاقية الطائف -كما تفيد الباحثة أروى محمد ثابت في رسالتها سابقة الذكر، والباحثة عند إشارتها إلى زيارة الحمدي السرية في أغسطس 1977م إلى السعودية لم تذكر المصدر الذي استقت منه هذه المعلومة .

تقول الباحثة في رسالتها المعنونة ب( إبراهيم الحمدي –حياته ودوره السياسي في اليمن ) : ” وفي أغسطس 1977م دعت المملكة الرئيس الحمدي إلى لقاء سري بالرياض بغرض التوقيع على الحدود والانتهاء من الملف الحدودي لاتفاقية الطائف التي انتهت ،مقابل أن يتم إدخال شمال اليمن ضمن منظومة دول الخليج العربي ،إلاَّ أن الحمدي كان من الذكاء واللباقة في عدم رفضها مباشرة بل طلب بعض الوقت للتشاور مع شركائه في مجلس القيادة بصنعاء ،بعدها توجه إلى روسيا ليطلب الدعم الكافي من الأسلحة ،ومطلعا السوفيت عزمه بالوفاء لصداقته مع الحمدي بالتوجه لإعلان الوحدة اليمنية مع الرئيس سالمين ،لكن السوفيت نصحوه بالتريث بغرض التهيئة والاستعداد من الطرفين في الشمال والجنوب لإعلان الوحدة وأن الدعم الذي طلبه الحمدي سيأتيه في مرحلة لاحقة ” ص215. لكن دول الخليج لم يكن لديها في ذلك الوقت منظومة أو منظمة خليجية جامعة لهم ،فالتحرك نحو تشكيل مجلس التعاون الخليجي بدأه أمير الكويت عام 1979م ، وتأسيس مجلس التعاون الخليجي تم في 25 مايو 1981م !

تميز الحجري بالوفاء لصداقته مع الحمدي

لقد قررت السعودية اغتيال الحمدي وتصفية مشروعه الوطني منذ ما قبل اغتيال عبد الله الحجري ،الذي أرسله الحمدي في أبريل 1977م ليقابل الملك خالد والأمير سلطان في لندن ، وكان قد قابل ولي عهده الأمير فهد ،وقد حمل الحجري رسالة للملك خالد مفادها أن تدعم السعودية مشاريع التنمية في اليمن بدلا من تمويلها ودعمها للمشايخ ، وباعتقادي أن ولي العهد الأمير فهد وكذلك الأمير سلطان قد فاتحوا عبد الله الحجري بضرورة أن ينضم للمناوئين للحمدي في خمر ، وأنه قد اتخذ القرار بتصفية الحمدي إلاَّ أن الحجري تميز بالوفاء والإخلاص لصداقته مع الحمدي ،فكان أن تم اغتياله في لندن بتاريخ 10 ابريل 1977م بجوار الفندق الذي نزل فيها ،وقد اغتيل معه السفير الحمامي وزوجته ، وعملت الأجهزة الأمنية في بريطانيا على التعتيم وعدم تقديم ما يعين على معرفة الجهة التي قتلتهم ،وظل مقتل الحجري والحمامي وزوجته غامضا إلى اليوم !

معطيات دفعت بالنظام السعودي للتعجيل بتصفيته

كان لخطاب الحمدي في مؤتمر دول عدم الانحياز أغسطس 1976م ، في سيرلانكا ومطالبته فيه بإعادة رسم العلاقات بين الدول الصناعية ودول العالم الثالث بما يحقق الشراكة العادلة ،ووضع القرارات المتعلقة بإصلاح نظام النقد الدولي ،والتفاوض حول التجارة الدولية ،وحق دول العالم الثالث في ثرواتها ومقدراتها واستقلالها لصالح شعوبها ، وانعقاد مؤتمر البحر الأحمر في تعز 22مارس 1977م من أجل تحويل البحر الأحمر إلى بحيرة عربية وبحيرة سلام ، ولقاء قعطبة مع الرئيس سالمين 15 فبراير 1977م من أجل الاتفاق على إعادة تحقيق الوحدة اليمنية ،وحضوره المؤتمر العام الخامس للناصريين في الحديدة عام 1977م ،وانتخابه عضوا في اللجنة المركزية والمكتب التنفيذي ، ونهجه التنموي في هيئات التطوير التعاوني ،ولجان التصحيح ،والإعداد لمؤتمر شعبي عام ،كل تلك الخطوات كانت بالنسبة للسعودية وللغرب تجاوزا للخطوط الحمر ،ولهذا اتخذ القرار بتصفية الحمدي جسدا ومشروعا ،فكانت قوى التآمر من المشيخ والإخوان والبعث في خمر ، والضباط الذين وثق بهم الحمدي ، وكان الملحق العسكري صالح الهديان يمول ويشرف على تنفيذ العملية ، وكان بعث العراق يمول قيادات البعث بصنعاء بـ 15مليون دولار كما يروي ذلك يحيى مصلح في مذكراته ، وكانت أمريكا وبريطانيا والمانيا وفرنسا ، كل ذلك أنجز عملية الاغتيال في بيت أحمد حسين الغشمي رئيس هيئة الأركان ، ومن اعتمد عليهم في التنفيذ . ويقال أن قائد لواء تعز الرائد علي عبد الله صالح كان موجودا في صنعاء ،بحسب رواية حاتم أبو حاتم أنه التقاه في نادي الضباط ، والبعض قال بأنه كان عند التاجر الحريبي بشارع جمال ، وانه اشترك بجريمة اغتيال الحمدي ،وكان دوره رئيسيا في استدراج عبد الله الحمدي ، وإعادته من نقيل يسلح ،على مشارف صنعاء ، ثم تصفيته في بيت الغشمي الكائن بمنطقة الصافية . وقد استجاب عبد الله الحمدي لإلحاح علي عبد الله صالح بضرورة قبول عزومة الغشمي لما بين علي عبد الله صالح وعبد الله الحمدي من صحبة ومنادمة .

ثلاث خطط للاغتيال

بحسب الباحثة أروى محمد ثابت فلقد كان هناك ثلاث خطط لاغتيال الحمدي : الإعداد لوليمة ويتم استدعاء الرئيس وقتله ،وهي الخطة التي نفذت ونجحت ، فإذا فشلت يتم قصف منزله وقتله فيه ،فإذا فشلت فيتم تفجير الطائرة التي ستقله إلى عدن لإجراء مباحثات الوحدة اليمنية .

ولأن البيوتات التجارية كانت قد أثرت بفضل ثورة سبتمبر فقد خاطبهم الحمدي في الذكرى الخامسة عشرة لثورة سبتمبر في 25 سبتمبر 1977م –بنقد لاذع ،وطالبهم بتمويل مشاريع التنمية المدرجة في الخطة الخمسية ،قائلا لهم ” انتهى شهر العسل ” ولهذا كانت البيوتات التجارية جزءا من مؤامرة اغتياله .

مآلات لصالح السعودية

وهكذا التقت مصلحة البيوتات التجارية مع قوى المشيخ السياسي والإسلام السياسي ،والطامحين بالموقع الأول في السلطة من الضباط الذين وثق بهم الحمدي ،فكان الاغتيال بأياد يمنية وإشراف وتمويل سعودي ، ومشاركة ضباط حزب البعث ،بتمويل عراقي لهم قدر ب 15مليون دولار ،لكن مآلات الانقلاب كانت لصالح السعودية ،وكان البعثيون يعملون لصالحها ،فقد استطاعت اختراقهم من بداية عقد السبعينيات .ودوليا كانت أمريكا وبريطانيا والمانيا ، وكان صمت فرنسا وسكوتها عن مقتل الفرنسيتين اللتين تم قتلهما ورميهما بجوار جثة الرئيس الشهيد الحمدي وأخيه عبد الله كي يصوروا عملية القتل بأنها كانت نتيجة سكر ومومسات ، فيتحقق للقتله تدمير صورة الحمدي عند الجماهير ،لكن الجماهير انتفضت في كل المدن ، ورمت الأحذية في وجه من نفذوا تلك الجريمة .

كان عبد الله الحمدي قد انضم كما يقول الدكتور محمد علي الشهاري في أواخر الخمسينيات إلى خلية شيوعية ضمت طلبة يمنيين حين كانوا يدرسون في مصر، وعرف عن عبد الله الحمدي انتماؤه لحركة القوميين العرب .

كانت وطنية الشهيد إبراهيم الحمدي تجاه اليمن وطنية صوفية وحالمة مقتدرة،ففي كلمة له يصف مشاعره تجاه الوطن والمواطن بقوله ” بصفاء السماء وبسمة الشروق ،ورحابة البحر …هكذا أحب وطني ،وأحب كل مواطن فيه ، كل مواطن هو أخي وحبيبي ، وسعادتي أن أراه حرا سعيدا ، وإنسانا منتجا قادرا وليس عالة على أحد ، ولا يطلب الاستجداء من أحد ،يجب أن نعتمد على أنفسنا ونبحث في كوامن القدرة في أعماقنا وسنجدها لأننا شعب كريم وعظيم “ص242 أروى محمد ثابت .

تم اغتيال الحمدي وأخيه عبدالله وعلي قناف زهرة وعبدالله الشمسي، ثم بعد ذلك تم اغتيال رجالات هيئات التعاون والتصحيح ، واعتقال الناصريين وقتلهم وإخفاء جثامينهم ، تمت تصفية شاملة لمرحلة كانت تطمح بالثوب الوطني لتعود اليمن إلى فناء الارتزاق والفساد .

عودة إلى الهشاشة

تمت تصفية الحمدي كشخص وكمشروع ،ومن ضمن ذلك تصفية الخطة الخمسية للتنمية والحركة التعاونية ،والحضور العمالي ، وأفرغ المؤتمر الشعبي من جوهره ليتحول إلى لافتة هشة ، ومظلة للفاسدين .

عندما عقد الرئيس الحمدي صفقة أسلحة لليمن من فرنسا ارتابت السعودية وقالت له :اليمن لا يحتاج إلى جيش ،وإنما إلى شرطة وأسلحة خاصة بالأمن الداخلي . وبعد الوحدة استمرت السعودية تطالب بتخفيض الجيش عدة وعتاداً ، وفي مؤتمر الحوار 2012م كانت إعادة هيكلة الجيش وتفكيكه مطلبا أمريكيا /سعوديا .

كانت حركة 13 يونيو 1974م بسبب : انهيار الأوضاع ، والفساد المالي والإداري ،وانفلات الأجهزة والمؤسسات . فكانت تصفية واغتيال حركة 13 يونيو عودة إلى هشاشة الدولة ومراكز القوى وبجاحة الارتزاق .

ما نقوله عن مرحلة الشهيد الرئيس إبراهيم محمد الحمدي ليس رغبات وأماني نسقطها بأثر رجعي وإنما هو وصف يحاول أن يقارب تجربة وطموحا وطنيا تجسد بخطوات عملية طيلة ثلاث سنوات وأربعة أشهر ،وحفرته لغة خطب الشهيد المتوهجة بالحياة والمثابرة ،للخروج من نفق أرادته السعودية ليمننا واراد الحمدي مغامرة الخروج من ذلك النفق .

بعد أيام من وصول الرئيس الحمدي إلى سدة الحكم ،خاطب الشباب بكلمة ألقاها بتاريخ 18-6-1974م أكد فيها أن القوات المسلحة “ينتظرون بفارغ الصبر تسليم المسؤولية لعناصر وطنية كفؤة تأتي نتيجة حوار وبحث وتعاون من مختلف الطبقات الشعبية …” فالحكم والتنمية تنبثق من إرادة وحوار شعبي ، لهذا كانت رؤيته لهيئات التطوير التعاوني بأنها ” هي المبادرات الشعبية الصادقة التي نعتز بها ،والتي نحث على دفعها إلى الأمام ،لكي تستطيع أن تجدد في أعمالها وإنتاجها صورة حقيقية لطموحات وآمال شعبنا في كل مناطق اليمن ” ص10 خطب وتصريحات الرئيس فالهيئات التعاونية من وجهة نظره تجديد للعمل الوطني ،وتغلب على الأنانيات والأطماع والأحقاد .

خطوات إصلاح شاملة

وبإصرار على بناء الدولة المركزية القوية في مواجهة أطماع مراكز القوى يقول في حديثه مع الوفود الشعبية 23-6-1974م نهيب بكل الإخوة المواطنين في كل أجهزة الدولة من مدنيين وعسكريين أن يستشعروا مسؤولياتهم وأن لايعتقدوا أن اليوم كالأمس –فإننا سنضرب بيد من حديد كل من يتلاعب بكرامة المواطنين أو بشرف المسؤولية ،وسنقطع كل يد تمتد إلى الرشوة أو تخون ” ص11-المرجع السابق.

خطوات الإصلاح شملت القوات المسلحة وتقليص السفارات ، والإصلاح المالي والإداري ومحاربة الفساد ، ومحاربة الرشوة ، وتوزيع الأطباء والمدرسين على الأرياف ، وحفر الآبار وشق الطرقات ،وبناء المدارس بمشاركة شعبية ،بحسب كلمته التي ألقاها في مؤسسة الغزل والنسيج بصنعاء 1 -8 -1974م .

وفي عيد الشجرة ألقى كلمة بتاريخ 1-3 – 1975م وكان المخطط أن يتم غرس ثلاثة ملايين شجرة في كل عام ، تم غرس ستة ملايين شجرة ، ثم كانت جريمة الاغتيال لتجتث شجرة اليمن الخضراء ،كما تم تجريف الكثير من تلك الأشجار التي اخضرت وأزهرت بالمحبة في عهد الرئيس الحمدي .

وعن تصنيفه يمينا أو يسارا قال في حوار له مع ” أضواء اليمن ” مارس 1975م “…ما استطيع قوله هو أننا وزملائي المسؤولين يمنيون حتى العظم كما يقولون … ومن ثم فنحن وطنيون ،لا يساريين ولا يمينيين …وسلوكنا ومواقفنا وتصرفاتنا هي خير دليل على ذلك ،بل هي الحكم لنا أو علينا ” ص38.

حين عملت السعودية عام 1975م على إعادة حسن العمري –حين كان في الرياض بحجة تأدية العمرة -بصحبة سنان أبو لحوم وعدد من المشايخ الذين ذهبوا شاكين بالحمدي إلى الرياض ، وكانت إعادة العمري بغرض إزاحة الرئيس ،فكان أن أجاب على أسئلة الصحفيين ، أن من حق حسن العمري أن يعود لبلده ،فضلا عن دوره في الدفاع عن الثورة . ص39.وباعتقادي أن فشل إحلال العمري بدلا عن الحمدي جعل الأول يعود إلى مصر .

اقتصاد حر وموجه

السياسة الاقتصادية في فترة الحمدي لم تكن سياسة الباب المفتوح كما ذهبت إلى ذلك الباحثة أروى محمد ثابت ، حين ماثلت بين نجاحها في اليمن وفشلها في مصر ، فالسياسة الاقتصادية كانت بحسب وصف الحمدي للاقتصاد بأنه ” حر على مستوى العمل التجاري وموجه على مستوى المرافق العامة”

حدد الرئيس الشهيد إبراهيم الحمدي طموحاته وأهدافه في كلمة بمناسبة الذكرى الثانية عشرة لثورة سبتمبر ب:

-أن يشمل العدل والرخاء والاطمئنان كل مواطن …

-أن تتاح الفرصة لكل أبناء اليمن أن يتعلموا ويشربوا ماء نقيا وان يوفر.

لهم المأكل والمسكن والملبس والعلاج والكهرباء في كل قرية وبيت .

-أن نبني جيشا قويا يحمي ولا يهدد

-الحفاظ على الوحدة الوطنية قوية متينة بين صفوفنا .

-أن يكون المواطن آمنا على حاله وعرضه مطمئنا إلى يومه وغده ،وان نكون جميعا متساوين في الحقوق والواجبات .

-أن يكون ولاؤنا أولا وأخيرا لتربة اليمن .

-وأن تتحقق الوحدة عن طريق الحوار بما يخدم الشعب اليمني ومصلحته العليا.

تمتين علاقة الجوار مع المملكة العربية السعودية بما يخدم الشعبين ،وكذلك مع كل أشقائنا في الدول العربية وفق المصالح المشتركة ،والقضايا المصيرية المشتركة ،فنحن جزء من الأمة العربية ، آلامها آلامنا وآمالها آمالنا ومصيرها مصيرنا .

-تأييد النضال الفلسطيني في استعادة أرضه وحقوقه ” من أيدي الصهاينة الغاصبين ” ص62-65.

إن الشعب اليمني هو الحاكم والقائد للثورة بحسب رؤيته وخطابه في المؤتمر العام الثالث للاتحاد العام لهيئات التعاون الأهلي للتطوير 23-11-75م “…إن الشعب اليمني هو الذي يقود الثورة الحقيقية ،وإن المسؤولين فيه ليسوا إلاّ تعبيرا عنه ومنفذين لإرادته وطموحه وتطلعه ،فهو الرئيس ،والحكام هم المرؤوسون،وهو المخطط لحركة التطور والبناء ،والحكام هم المشاركون في التنفيذ …” ص96.

الحمدي أراد المؤتمر إطاراً سياسياً لكل القوى

لهذا كان تصور الحمدي للمؤتمر الشعبي المزمع انعقاده في عام 1977م ولكن يد الغدر أعاقت انعقاده – أن يكون إطارا سياسيا لكل القوى الوطنية ،بتعددية سياسية عقيدتها الوطن وولاؤها اليمن . لكن الرئيس علي عبد الله صالح أنشأ المؤتمر الشعبي العام لمواجهة الماركسية في جنوب اليمن ،فهو إطار جبهوي وليس حزبا ولا تنظيما ،وأن ميثاقه صيغ كأداة سياسية وفكرية لمواجهة الفكر الماركسي القائم في الشطر الجنوبي من الوطن ،وليس برنامجا حزبيا تنافسيا في بناء اليمن الواحد والوحدوي …

لقد كانت لجان التصحيح المالي والإداري ، وهيئات التطوير التعاوني خطوات فعلية في ديمقراطية الحكم وإشراك الجماهير في إدارة شأنها العام والرقابة على المؤسسات

أراد الحمدي أن يتفق مع قوى مؤتمر خمر الثاني برئاسة الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر على أن تكون التحولات الوطنية والاجتماعية والاقتصادية هي أساس الإجماع الوطني ، وكانوا يرفضون ذلك ويريدون اتفاقا يتعلق بتقاسم الثروة والسلطة ! وهو ما عكسته كلمته في الذكرى الثالثة عشرة للثورة حين قال ” لقد طرحنا نقاط عمل تضمنت نظرتنا إلى كافة مشاكلنا وقضايانا الاجتماعية والسياسية والاقتصادية ،منطلقين من المباديء الستة للثورة ،ودعونا جميع القوى الوطنية لنقاشها والإضافة إليها وترجمتها بعد ذلك إلى ممارسة عملية بعيدا عن المغالاة أو المزايدة أو تسجيل المواقف … ولا زالت تلك النقاط في رأينا صالحة والدعوة لا زالت قائمة للرجوع إليها ومناقشتها وإضافة ما يحسن إضافته إليها وترجمتها عملا ” ص200.خطب الرئيس…

لماذا يقلق البعض؟

وفي كلمة له بمناسبة “يوم الأم ” -29 -3 -1977م تحدث عن أولئك الذين يقلقون من نهوض اليمن ” هناك أناس قلقون ،لا أدري لماذا يقلقون وماذا يقلقهم ؟ هل الإنجازات التي تبنى لخدمة الإنسان اليمني هي التي تقلقهم ،هل قرابة نصف مليون من الطالبات والطلبة على مختلف أنحاء الجمهورية ينعمون اليوم بالعلم والتعليم …هو الذي يقلقهم ،لا أدري هل شق آلاف الكيلومترات من الطرقات المعبدة …هل أن يحل الحب والتعاون بدل البغضاء هو الذي يقلقهم ،لا أدري هل غرس الشجرة وبذرة الأمل الطيب في النفوس بدلا من الألغام وأشلاء المشوهين ودماء الشهداء هو الذي يقلقهم ،لا أدري هل بناء الدولة المركزية التي ينعم كل مواطن في ظلها بما له من حقوق وما عليه من واجبات هو الذي يقلقهم بدلا من الفوضى والتسيب ومراكز القوى والدويلات المتعددة لا أدري ، إنما حين أقول هذا أقوله لكي أكون باستمرار صريحا مع شعبنا الكريم الذي أعرف وأنا متأكد جدا بأنه اليوم يعرف طريقه وأنه اليوم يعرف أعداءه وأصدقاءه . وأنه اليوم يعرف من يقلقون على مصالحهم الشخصية ،وإلاَّ لماذا لم يقلقوا والجماجم تتساقط ،لماذا لم يقلقوا وأموال البلد تهدر ،لماذا لم يقلقوا وسمعة اليمن في الحضيض ،لماذا لم يقلقلوا والفوضى ضاربة أطنابها في كل مكان … نحن طريقنا هو البناء وطريق السلام …ص260.خطب الرئيس…

استمر الشهيد الحمدي في كل مقابلاته الصحفية وخطبه يتحدث عن السعودية بلغة المحبة والود والاعتراف بفضلها ودعمها ،وأن تكون العلاقة معها مميزة بما يحقق المصالح المشتركة للبلدين ،لكن السعودية لم تكن تريد بلدا تشاركه المصالح والمصير وإنما أرادت اصطبلا خلفيا لحيوانات تمتطيها! يقرأ الشهيد الرئيس إبراهيم الحمدي في الأدب والتاريخ بحسب حوار له مع صحيفة اليمامة ،وعن هوايته يجيب بأنها ” هي الحياة البسيطة والعادية ” وأنه يكون سعيدا حين يكون في قريته .

الشيخ الأحمر: الحقوق التاريخية حفنة تراب

رفض الشهيد إبراهيم محمد الحمدي أن يوقع على ترسيم الحدود مع السعودية وفقا لاتفاقية الطائف التي تستلب الحقوق التاريخية لليمن ، فجاء خصومه كي يوقعوا على اتفاقية جدة عام 2000م ويمنحوا السعودية مئات الكيلومترات بما يتجاوز معالم اتفاقية الطائف . بل إن الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر قائد حركة التمرد ومؤتمر خمر الثاني 1975-1977م وصف التنازل عن الحقوق التاريخية بأنها حفنة تراب والأخوة مع السعودية أهم منها ! بل مارس ضغطا من أجل التوصل إلى التوقيع عليها ،ففي عام1995م كان الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر رئيسا للوفد اليمني للمفاوضات مع السعودية بخصوص ملف الحدود ” الذي جاء إلى الرياض قبل أكثر من شهر ،وقرر عدم مغادرتها حتى يتم التوصل إلى اتفاق ،إلى درجة جعلت المعارضة اليمنية تعتبر أن فترة بقائه الطويلة في المملكة هي ” سلوك مذل للشعب اليمني وكبريائه الوطني ” وانه استرخى في الرياض وبالغ في إطلاق التصريحات التفاؤلية الزاهية التي لا تعكس حقيقة الوضع على الأرض …”ص161 رياح الجنوب –رياض نجيب الريس .

وقد شبه عبد الله بن حسين الأحمر الرئيس صالح بأن سلوكه كسلوك الإمام يحيى مع مبعوثه عبد الله الوزير عند التوقيع على اتفاقية الطائف 1934م ،فقد كان صالح يؤكد وجود حشود عسكرية سعودية على الحدود كعادتها في فرض الحدود كأمر واقع بقوة الغلبة ،وكان الشيخ عبد الله الأحمر ينفيها .

قد يعجبك ايضا