لا عاصم لكم اليوم
|| مقالات || محمد الفرح
أعلن رئيس هيئة الأركان الأمريكية أنهم سينشرون قوات أمريكية في السعودية قوامها 3000 جندي إضافية، وذلك -حسب قوله- لحماية قواتنا وردع الإيرانيين، ولإرسال رسالة ألا يقصفوا المنشآت، وإلا سنرد.
تأتي هذه الخطوة بعد المواقف الأمريكية التي لم تكن بمستوى ما يأمله النظام السعودي ورآها محبطة، وذلك بعد ضربة “أرامكو” النفطية، وهو من كان يطمح إلى أن تفجر حربا في المنطقة ضد خصوم السعودية.
ومما زاد من خيبة آمال النظام السعودي والكيان الصهيوني معاً، هو موقف الأمريكيين من الحملة العسكرية التركية شمال سوريا ضد حلفائها الأكراد، بعد أن تحركت القوات التركية بضوء أخضر من الإدارة الأمريكية، فاعتبروها طعنة في الظهر، وخيانة لكل شركائها في الشرق الأوسط، وفي مقدمتهم الإسرائيليون، حسب صحيفة “هارتس”.
فأتى إعلان رئاسة الأركان الأمريكية في هذا التوقيت بغية ترميم الثقة الهشة، وإعادة الأمل في نفوس شركائهم، ومحاولة لرفع معنوياتهم المنهارة وتخفيف حدة القلق الذي يتعاظم لديهم يوما بعد يوم، وخشية من أن تدفعهم تلك المخاوف إلى التقرب والتصالح مع إيران، إضافة لكونها عملية حلب جديدة للأموال السعودية.
بالنسبة لما أشارت إليه رئاسة هيئة الأركان من حديثها عن ردع أية ضربات قادمة ضد المنشآت النفطية، فهي مجرد حرب نفسية بالتأكيد لن تغير في المعادلة شيئاً، رغم أنها تشجع العدوان على إجرامه، وتدفعه للاستمرار، والمهم ما هو الرد المتوقع من قبل الجيش واللجان اليمنية، والذي أتوقع أن تأتي دراسة الرد وفق خيارين؛ إما أن يحشروا السعودية في زاوية فيرسلوا رسائل للمملكة سرا أو علنا بأنها إذا لم تعلن وقف العدوان وترفع الحصار هذه الأيام، فإنهم سيستهدفونها قبل أن تتمكن وتسوي وضعها.
الخيار الثاني، وهو الأفضل، وهو الانتظار حتى تكتمل التجهيزات الدفاعية للمملكة، وبالتالي سيضربون ضربات أقوى، لأن الضربات هنا ستكون مؤلمة نفسيا أشد من ألمها الاقتصادي، حيث سيثبتون للعدو أنه لن يحميه أحد في العالم ما لم يكف عدوانه، ولا عاصم له اليوم من ضربات اليمنيين.