قراءة في خطاب السيد نصر الله.. ساحات الرد مفتوحة، أياً تكن التبعات والتهديدات!

أتى خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في ذكرى أسبوع الشهيد سمير القنطار أشد وقعا من النار على مسامع الصهاينة وقادة الكيان الاسرائيلي. حيث كانوا يتوقعون وينتظرون تخفيفا في اللهجة وسقف الخطاب للسيد نصر الله. ففاجأهم بخطاب ناري وبعبارات تختزل الكثير من المعاني والدلالات أعادتهم إلى القلق والرعب الكبيرين الذين ترافقا مع عملية الاغتيال التي أدركوا بعد تنفيذها بأن تقديراتهم لها كانت شديدة السذاجة.

وبالعودة إلى خطاب السيد نصر الله فقد جاء فيه ما مختصره “الرد قادم لا محالة أيا تكن التبعات والتهديدات” كما أكد على ضرورة أن يقلق الاسرائيليون وليس فقط عند الحدود بل في الداخل والخارج أيضا. هذا الكلام يختصر الكثير الكثير في طياته من المعاني التي يدركها قادة الکيان الاسرائيلي جيدا. ومن تلك الرسائل التي يمكن قراءتها بوضوح هي رسالة الاقتدار والعزيمة التي تختزنها المقاومة الاسلامية بالاضافة الى القرار الحتمي بالرد على استهداف الشهيد سمير القنطار وإجبار العدو على دفع أغلى الأثمان مقابل دماء شهداء المقاومة. هذا من جهة ومن جهة أخرى فان هذا الكلام يؤكد على أن الکيان الاسرائيلي قد تخطى الخطوط الحمراء وسيتم الرد دون الأخذ بالاعتبار التهديدات والتبعات لأن دماء الشهداء فوق كل اعتبار.

فحزب الله حاليا وبالخصوص بعد التطورات الأخيرة في سوريا والدور الأساسي الذي لعبه طيلة السنوات الماضية للوصول الى هذه المعادلة في الداخل السوري قد وصل الى مرحلة من القدرات العسكرية تسمح له بتهديد الصهاينة والتجربة قد أثبتت للكيان الاسرائيلي أن الحزب سينفذ تهديداته بشكل حتمي. ومن المؤشرات التي تؤكد مستوى الهلع الاسرائيلي ما تناقلته وسائل إعلامهم حول تجهيز الملاجئ في شمال فلسطين المحتلة، بالاضافة إلى الاجراءات غير المسبوقة على طول حدود فلسطين المحتلة من الناقورة وصولا إلى الجولان المحتل مرورا بمزارع شبعا وجبل الشيخ. حيث يختبئ جنود الکيان الاسرائيلي وآلياته وأفراده داخل التحصينات. وكل ذلك بانتظار الرد الحتمي الذي وعد به السيد نصر الله.

وأما المرحلة السابقة التي كان عنوانها صهيونيا “اضرب وتراجع”، فقد ولت إلى غير رجعة وأتت مرحلة يستطيع فيها حزب الله رد الصاع صاعين وتوجيه ضربات موجعة تجعل الاسرائيلي يندم على كل خطوة قام بها. طبعا قد يفترض البعض أن رد حزب الله سيجر ردا اسرائيليا عليه، هذا التحليل يجيب عليه الوضع الداخلي الاسرائيلي الذي يضغط باتجاه تقبل أي ردة فعل من قبل حزب الله دون الرد عليه والسبب هو عدم جهوزية الكيان لخوض حرب على الحزب هذا من جهة ومن جهة أخرى فقد أصبح الاسرائيلي يدرك جيدا أن كلفة مواجهة حزب الله قد ارتفعت كثيرا إلى حد لا يمكن تخيل سيناريوهاته. مما يعني أنه منذ اليوم فصاعدا فان الضربة الأخيرة واليد العليا ستكون للمقاومة التي أثبتت أن أمامها مروحة خيارات واسعة إلى حد لا يمكن للاسرائيليين تصوره حتى.

أما احتمالات الرد والخيارات المطروحة فقد أصبح من المؤكد أن حزب الله قادر على ضرب مناطق حساسة وأساسية في الکيان الاسرائيلي بما في ذلك منشآت حيوية وخدماتية من قبيل المطارات والمرافئ ومصافي النفط. اضافة إلى مراكز عسكرية ومنشآت حساسة أخرى، هذا داخليا ناهيك عن دائرة الأهداف الكبيرة التي يمكن الوصول اليها خارج حدود فلسطين المحتلة. أما الأكيد من حيث طبيعة الرد بأنه سيكون ردا غير متوقع لدى الاسرائيليين. ردا يقلب الطاولة ويثبت المعادلة الجديدة التي تقول إن اليد العليا للمقاومة.

البديع / وكالات

قد يعجبك ايضا