الـ 14 من أكتوبر بين الماضي والحاضر
|| مقالات || نوال أحمد
ثورةُ الـ 14 من أكتوبر المجيدة، هي تلك الثورة اليمانية التي فجَّرها الأحرارُ من شمال اليمن إلى جنوبِهِ؛ غضباً وبغضاً وكُرهاً ورفضاً للاحتلال، وأشعلوها حرباً ضدَّ الاستعمار، ليبقى اليمنُ بلداً واحداً موحداً، ويبقى يمنُ اليمنيين لا يمن الأجانب والمستعمِرين.
ذكرى ثورة 14 من أكتوبر مناسبة عظيمة وغالية على قلوب اليمنيين، وَيفتخر بمآثرها كُـلُّ أبناء هذا الشعب الأبي العزيز، ويحتفي بها اليوم كُـلُّ الأحرار الصامدين، الذين بعزتهم ما زالوا متمسكين؛ ولأجل كرامة أرضهم وشعبهم نجدهم بكلِّ شموخٍ واقفين ضدَّ العدوان، وبوعيهم الإيماني والثوري يتصدون لقوى الغزو والاحتلال، ويفشلون مشاريعَهم الاستعمارية القديمة الجديدة.
تحل علينا هذه الذكرى العظيمة اليوم ووطنُنا الحبيبُ بكلِّ مناطقه شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً يتعرض لأخطر مؤامرة وأكبر مخطّط استعماري في التاريخ الحديث، تسعى لتنفيذها قوى الاستكبار العالمية الأمريكية والبريطانية والإسرائيلية بأدواتٍ عربية ومحلية، والتي تهدف إلى احتلال هذا البلد وإعادة مسلسلهم الإجرامي الخبيث في استعمار اليمن وَالسيطرة على كُـلِّ أرضه وإنسانه، متناسين أنَّ اليمنَ كانت ولا زالت وستبقى مقبرةُ الغزاة، وكما أثبته اليمنيون في الماضي، يثبته اليوم رجالُ وأحرارُ هذا الشعب، من خلال ثباتهم واستبسالهم في معركة التحرّر والاستقلال وَالتي يخوضونها بكلِّ شجاعة ورجولة، ملَقّنين الغازي والمحتلّ أقوى الدروس في معنى العزة والكرامة، وتعليم أولئك كيفية الدفاع عن تراب الأرض اليمنية في التحدي والتصدي لقوى الاستعمار الأجنبي وإفشال مخطّطاته وإسقاط كافَّة صوره وَأشكاله.
ومن هنا نقول لمن يتغنى بالوطنية ويتشدّق بشعارها وهو خائنٌ لترابِ وطنه وَمنبطحٌ لقوى الاحتلال والعمالة: عليك اليوم أن تستذكرَ مآثرَ وبطولات اليمنيين والوطنيين الصادقين، وأن تنهلَ من مناهل أولئك الأحرار صِدْقَ الانتماء لهذا الوطن العزيز والكريم، وإنه لمن الأمر المُخزي والمُعيب أن تكون يمنياً وأن تدَّعي الوطنيةَ وَتحتفي بهذه المناسبة التحرّرية، وأنت تبيع وطنك وكرامتك، تُسلِم أرضك للمحتلّ الأجنبي، وعارٌ عليك أن تبقى مسلوبَ الهُوية والإرادة، منتهكَ الكرامة تُداس بأقدام المحتلّين.
إن من يحِقُّ لهم أن يحتفلوا بهذه المناسبة العظيمة هم الذين يدافعون عن هذه الأرض ويذودون عن كرامة أهلها، هؤلاء الرجال الأحرار الذين يُثمنون التضحياتِ الجسيمة في الماضي والحاضر، ويتغالونها ولا يساومون عليها وهم يسيرون على خطِّ الحرية والاستقلال سالكين مسلكَ الأحرار، رافضين الذلَّ والاستعبادَ، هذا الشعار الذي لا يوجد ولن يوجد في قاموس اليمن واليمنيين الأُبَاة الأحرار وَأبناء الأنصار، والثورةُ باقيةٌ ومستمرة متَّقِدة في قلوب الثوار ما دام الأحرار ودامت الإرادة، وسيتطهر كُـلُّ شبر في هذا البلد، وقد كتب التاريخ أنه ما دام احتلال ولا داموا محتلّين، فلن يكون اليمن إلا اليمن وسيبقى واحداً موحَّداً رغماً عن أنوف المعتدين، وسينتصر اليمنُ بإرادة الشعب والتفافه حولَ قيادته الثورية والسياسية والعسكرية، وبشجاعة وكرامة رجال وأحرار هذا البلد العزيز الطاهر سيزول الاحتلالُ مُرغماً مدحوراً، وسيكون الخزيُّ والعارُ والشنارُ لكلِّ خونة اليمن وكلِّ المنافقين.