حيث الرغبة الأمريكية ثمة مال سعودي

بقلم / هاشم أحمد شرف الدين
خلال مناظرة تلفزيونية جمعته بالسيناتور الامريكي جون ماكين قبيل الانتخابات الرئاسية الأمريكية قال المرشح الديمقراطي باراك أوباما إن الإدارة الأمريكية تخطئ خطأ كبيرا حينما تستدين المال من الصين لشراء النفط من السعودية، معتبرا أن في ذلك دعما لأعداء أميركا، حيث أرباح فوائد الديون تذهب للصين العدو الاقتصادي والسياسي، فيما مال شراء النفط يذهب لتمويل السعودية راعية الإرهاب حد وصفه..
كلام أوباما أعطى مؤشرا عن توجهات الرجل نحو السعودية وعن سياسات سيتبعها بصددها إذا ما أصبح رئيسا للولايات المتحدة، كما مثل تهديدا مباشرا للنظام السعودي، جعل الأخير يبالغ في تقديم نفسه حليفا يمكن الركون إليه في تلبية الرغبات الأمريكية في المنطقة..
حين بحث الطرفان عن ورقة مشتركة للعب بها لم يجدا أفضل من ورقة الإرهاب، فأخذا يعملان على توسيع نشاطات الإرهابيين في أكثر من قطر عربي، إذ حظيت الرغبة الأميركية في تقسيم العراق وعدم استقراره بدعم سعودي كامل، وكذلك الرغبة في إسقاط النظام الممانع في سورية، حيث مول النظام السعودي أنشطة “القاعدة وداعش” في كلا البلدين..
وليبقى حاكما على أراضي نجد والحجاز ساعد النظام السعودي أوباما – الذي كان يشكو من تقديم الأموال للسعودية مقابل شراء النفط – على تبديدها في تمويل رغبات الإدارة الأميركية في المنطقة والتي تنفذها داعش والقاعدة، الرغبات التي تتجاوز التقسيم وإسقاط الأنظمة وتبديد الثروات، وتتجاوز صرف الأمة عن عدوها الرئيس الإسرائيلي، وإغراقها في حروب داخلية، تتجاوز ذلك إلى تشويه صورة الإسلام وتقديمه دينا دمويا وحشيا إجراميا لا نظير له..
وبالنظر إلى كون القاعدة صناعة أميركية فإن داعش أيضا كذلك، بل إن عهد أوباما هو عهد داعشي بامتياز، وفقا لمعطيات عدة من بينها نشوء هذا التنظيم خلال فترة رئاسته على الرغم من تبنيه سياسة مكافحة الإرهاب، وتمكين التنظيم من إقامة ما يسميها الدولة الإسلامية على أجزاء مهمة من العراق وسورية، واللقاء الشهير الذي جمع السيناتور الأمريكي “جون ماكين” بقيادات التنظيم في سورية..
وبالنظر إلى التحالف الأمريكي السعودي في العدوان على اليمن، وتمكينه للقاعدة وداعش من السيطرة على محافظة حضرموت، والانتشار الواسع في محافظة عدن وغيرها، وعدم التعرض لعناصرهما بأي غارة أو عملية عسكرية يتأكد لنا أنه حيثما تحضر الرغبة الأمريكية في احتلال بلد عربي ومسلم أو تخريبه يحضر المال السعودي والقاعدة وداعش كأدوات لتنفيذها، مشكلين بالفعل مثلثا للشر على رأسه أميركا وإسرائيل، وفي قاعدته كل من النظام السعودي، والقاعدة وداعش..
ومضة:
حيثما وجدت رغبة عربية إسلامية لمواجهة الرغبة الأمريكية تكسر مثلث الشر هذا، وانظروا إلى تكسره في كثير من مناطق اليمن، وكيف تكسر في الرمادي بالعراق، وكيف يتكسر في سورية..
وتتعاظم فرص القضاء عليه تماما كلما كانت مواجهته مستندة إلى الثلاثية التي أشار إليها السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي حفظه الله في كلمته بمناسبة المولد النبوي الشريف:
وعي حقيقي.
قيم تجسد عظمة الإسلام.
مشروع يتحرك الناس ليصبح حاضرا في الواقع..

قد يعجبك ايضا