اللبنانيون يواصلون مظاهراتهم الرافضة لزيادة الضرائب لليوم الرابع على التوالي
موقع أنصار الله – لبنان– 21 صفر 1441هـ
دخل الحراك الشعبي المطلبي في لبنان يومه الرابع على التوالي.. وتواصل امس توافد المتظاهرون يومياً إلى ساحات الاعتصامات لا سيما وسط بيروت، احتجاجا على فرض ضرائب جديدة والاوضاع المعيشة الصعبة، وسط دعوات رسمية للالتزام بسلمية التظاهر. وفيما بدا تحركات ومطالب الكثير من المتظاهرين عفوية متعلقة بالوضع المعيشي والبطالة والضرائب بدى قسم منها مدفوعا من احزاب لاهداف سياسية.
حشود كبيرة من اللبنانيين المحتجين على قرارات الحكومة بفرض ضرائب، شهدتها مختلف المناطق اللبنانية يوم أمس السبت، في بيروت ساحة رياض الصلح، طرابلس، صيدا، صور، النبطية، بعلبك، ومناطق لبنانية مختلفة، والعلم اللبناني وحّد المشهد.
وفي أول بيان له بعد ليلة من الكر والفر بين المتظاهرين والجيش اللبناني ، دعا الأخير جميع المواطنين المتظاهرين والمطالبين بحقوقهم المرتبطة مباشرةً بمعيشتهم وكرامتهم إلى التعبير بشكلٍ سلميّ وعدم السماح بالتعدي على الأملاك العامة والخاصة”. وأكدت قيادة الجيش تضامنها الكامل مع مطالبهم المحقّة، مجددة الدعوة إلى التجاوب مع القوى الأمنية لتسهيل أمور المواطنين.
مشهد الاعتصاماتِ والتظاهرِ إستمر جنوباً بوتيرة مرتفعة ، حيث أحكم المتظاهرونَ قبضتهم على مداخلَ المدن الرئيسية . وفي مناطق الشمال تواصلت التحركات الشعبية حيث قطع المحتجون الطريق عند مستديرة ساحة عبد الحميد كرامي بأكياس الأتربة بعدما أزيلت الاطارات المشتعلة.
وفي الضنيه، فتح الجيش اللبناني طريق الضنية الرئيسية التي تربطها بمدينة طرابلس بعدما أقفلها محتجون بواسطة الاتربة والسيارات. كما قطع أوتوستراد الضنية المنيه عند مفرق بلدة الروضة، فيما أقفلت الطرقات المؤدية الى عكار عند مستديرة العبده . وفي جبل محسن، نصب الأهالي خيمة وسط الطريق مؤكدين استمرار تحركاتهم حتى تحقيق المطالب.
طريق مطار بيروت الدولي بقي مفتوحا امام حركة السيارات والمواطنين بعد يوم من الأقفال التام أحكم خلاله المتظاهرون قبضتهم على مداخله ، وأجبر المسافرين على التنقل مشياً على الأقدام إلى حرمه.
الوضع السياسي
ليل امس اعلن رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع انه طلب من وزراء القوات التقدم بطلب الاستقالة من الحكومة. وقال جعجع في مؤتمر صحافي عقده للغاية لان الناس فقدت الثقة بالطبيعة السياسية ولأن الناس الموجودة في الشارع تمثل كافة شرائح المجتع اعلن استقالة وزراء القوات من الحكومة الحالية .
رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط دعا الى التعامل بمسؤولية مع ما يجري واعلن انه يدرس الورقة الاقتصادية التي ارسلها رئيس الحكومة سعد الحريري وانه بصدد الاجابة عليها وقال: “سنحضر ورقة معدلة ومضادة للوصول الى الحد الادنى من تفادي الانهيار المالي”. وقال جنبلاط في مقابلة تلفزيونية اعلم ان ما اقوله صعب وغير شعبي لكن الذهاب الى الفراغ المطلق اصعب مضيفاً فلنتحمل سوياً انقاذ الوضع وعدم الدخول في الفراغ.
وكان بدأ رئيس الحكومة سعد الحريري مشاورات مع القوى السياسية حول ورقة إنقاذية لمعالجة المشكلة الإقتصادية، فيو وقت نُقل عن رئيس الجمهورية انه سيكون هناك حل مرضٍ للأزمة.
وصباح امس اكدَ الامين العامُّ لحزبِ الله السيد حسن نصر الله اَنَ من ينادي باسقاطِ عهدِ الرئيس العماد ميشال عون لن يستطيعَ ذلكَ . وفي خِتامِ مسيرةِ موكبِ الاحزان التي نظَّمَها حزبُ الله في بعلبك اعلنَ السيدُ نصر الله عدمَ تاييدِ حزبِ الله لاستقالةِ الحكومةِ الحالية، داعياً الى عدمِ تضييعِ الوقتِ بالكلامِ عن حكومةٍ جديدة وحكومةِ تكنوقراط والانتخاباتِ المبَكِّرة، مشدداً على اَنَ حزبَ الله لن يتخلى عن شعبهِ ولن يسمَحَ باغراقِ واحراقِ البلد.
السيد نصر الله شددَ على ضرورةِ أن يتحملَ الجميعُ المسؤوليةَ في الظرف الحالي، داعبا الدولةَ إلى اتخاذِ اجراءاتٍ حقيقيةٍ تُعيدُ ثقةَ الناسِ بها .
السيد نصر الله توجهَ الى المتظاهرينَ مؤكداً على اهميةِ تحركهم العفويِ داعياً اياهم الى الابتعادِ عن التدخلاتِ الحزبية التي يمكنُ ان تَركبَ الموجةَ لغاياتٍ سياسية.
المصدر: قناة المنار