السعودية والإمارات تتقاسمان حكومة الفنادق “فيفتي فيفتي”

|| متابعات ||

تسببت المقترحات الإماراتية بتأجيل التوقيع على “اتفاق جدة” بين حكومة الفنادق ، وما يعرف بالمجلس الانتقالي التابع للإمارات ، بعد أن كان الطرفان على وشك التوقيع عليها، الخميس الماضي بشكل كلي.

وقالت مصادر سياسية، إن التوقيع على الاتفاق أُحبط بسبب مقترحات إماراتية على المسودة التي قدمتها السعودية ، سعياً منها للاحتفاظ بنوع من النفوذ، وفرض بعض القيود على بعض الأسماء ، لعدم توليهم مناصب في أي حكومة جديدة مُقبلة.

يأتي ذلك في الوقت الذي تواصل فيه القوات السعودية عملية الانتشار في أكثر من منشأة داخل مدينة عدن، تمهيداً للإعلان عن توقيع اتفاق جدة، الذي يخول المملكة الوصاية على القوات المحلية في عدن.

ويرى مراقبون أن انتشار القوات السعودية في عدن، يعتبر مؤشرا واضحا على التحولات المترتبة على حوار جدة، ومن شأنه أن ينزع القرار في المدينة، من الإماراتيين، الذين كانوا أصحاب الكلمة الأولى . لكن الإمارات تحاول تعويض ذلك من خلال “حصتها في حكومة الفنادق”. .

وكانت وسائل إعلام سعودية كشفت أمس عن بعض تفاصيل مسودة اتفاق بين حكومة الفار هادي والمجلس الانتقالي التابع للإمارات ، ونقلت صحيفة الشرق الأوسط عن مسؤولين سعوديين قولهم: إن الاتفاق ينهي النزاع في المحافظات الجنوبية، و ينص على حكومة “فنادق” من 24 وزيراً مناصفة بين المحافظات الجنوبية والشمالية .

ويتضمن الاتفاق إعادة الترتيبات للقوات العسكرية والأمنية في المحافظات الجنوبية.

وقال المصدر إن “التحالف بقيادة السعودية سيشرف على لجنة مشتركة تتابع تنفيذ اتفاق الرياض”.

الاتفاق الذي سربت وسائل سعودية بعضا من مضمونه لقي معارضة العديد من المكونات الجنوبية ، وفي هذا السياق ، أكد الناطق الرسمي لمجلس الإنقاذ الوطني اليمني الجنوبي أحمد الحسني، أن المجلس يرفض أي صيغة جديدة يرعاها التحالف تشرعن وجودا في الجنوب، في إشارة إلى اتفاق جدة الذي ترعاه السعودية بين حكومة هادي والمجلس الانتقالي الجنوبي الموالي للإمارات.

وأوضح الحسني أن أولوية مجلس الإنقاذ وقف الحرب ورفع الحصار وخروج القوات الأجنبية، في إشارة إلى خروج القوات الإماراتية والسعودية.

وكانت مدينة الغيظة عاصمة محافظة المهرة ، شهدت الأسبوع الماضي إشهار مجلس الإنقاذ الوطني الجنوبي والذي من أبرز أهدافه خروج القوات السعودية الإماراتية من الجنوب باعتبارها قوات احتلال .

وفي حضرموت، أعلن مؤتمر حضرموت الجامع رفضه لمخرجات أي اتفاق سياسي سيوقع في مدينة جدة ما لم يتم إشراك أبناء حضرموت في الاتفاق.

وحذرت رئاسة مؤتمر حضرموت الجامع في بيان لها من تجاوز حضرموت التي تعتبر ركيزة لمحافظات الجنوب، معتبرا تجاوزه غير مقبول ولن يعترف بأي اتفاق.

وكان رئيس المجلس الأعلى للحراك الثوري فؤاد راشد أكد رفض المجلس لأي نتائج لاتفاق حوار جدة بين حكومة هادي والانتقالي الموالي للإمارات ما لم يتم إشراكه في الحوار

إلى ذلك ، حذرما يسمى “تجمع شباب عدن المستقل” من أي اتفاق منفرد للقضية الجنوبية في حوار جدة، مشيرا إلى أن ذلك لن يقود إلى سلام في عدن.

وقال تجمع شباب عدن في بيان له : إن الأزمة المزمنة يجب أن لا تختزل في مكون لأحد المكونات الجنوبية وإنما في مشاركة جميع المكونات الجنوبية عامة و العدنية على وجه الخصوص لأن عدن هي مفتاح الحل بحسب البيان..

وأضاف تجمع شباب عدن أن أي اتفاق قد يتم دون مشاركة الجميع وخصوصاً عدن لن يكون حلا لسلام بل العكس سيكون لغما سيفجر أزمة كارثية لن يكون بعدها أي بوادر تهدئة أو بصيص أمل لسلام.

من جهته ، قال وزير النقل بحكومة الفارهادي صالح الجبواني أن قيادات المجلس الانتقالي يجب أن يساقوا إلى قاعات المحاكم وليس إلى كراسي الحكومة.

وفي تغريدة للجبواني على “تويتر” أوضح أن أي اتفاق ترعاه السعودية لن يُكافئ المتمردين بكل تأكيد لأن هذا يخالف نهج ومهمة المملكة في اليمن ـ حسب وصفه ..

وأضاف الجبواني:” أما إذا ذهب في غير هذا الاتجاه فإنه لن يرى النجاح وبالتالي سيعني هذا فشل التحالف ومهمته في اليمن ، فيما لخص مراقبون نتيجة الاتفاق بأنه مجرد تقاسم لحكومة الفنادق بين السعودية والإمارات “فيفتي فيفتي” .

قد يعجبك ايضا
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com