نغبطُهم ونسيرُ على دربهم
موقع أنصار الله || مقالات || كوثر محمد
نحنُ لا نحسدُهم ولكن نغبطُهم، هم نالوا إحدى الحسنيين وفازوا فوزاً عظيماً ونالوا الشهادةَ، وَها هم اليوم يحلّون ضيوفاً عندَ الله ورسوله -صلى الله عليه وعلى آله- وما أجملَها من صُحبة وما أجلَّه من مجلس!.
وبينما نحن نحيي ذكرى مولده الشريف في شهر ربيعنا المحمّدي، هم يحتفلون مع النبي -صلى الله عليه وعلى آله- بهذه المناسبة العظيمة، التي لطالما أحيوها حُبًّا فيه وهم يسيرون على هذه البسيطة رغم كُـلِّ الثقافات التي حاولت أن تحيدَ عن هذا الحب الكبير للنبي الخاتم، والتي ادّعت في إظهار حبه البدعةَ وادّعت أن حبَّه في القلب وكفى!!.. وما خوفُهم من حبِّه إلا كي لا نسيرَ على نهجه ولا نمضيَ على خُطَاه؛ ولكي لا يعودَ جيشُ محمد الذي هابه اليهودُ والنصارى قديماً.
ونحن نغبطُهم في مجلسِهم ولنا مجالسُنا وفعالياتُنا، ونُحْيي هذه الفعالية العظيمة؛ لننالَ هذا الشرفَ العظيم، وبينما هم يحيونه مع نبينا الكريم نحييه نحن مع حفيدِ المصطفى وننتظِرُ طلَّتَه المباركة كالبدر المُنير علينا، والتي تُرسِلُ إلينا كلماتِ السرور والبهجة بحشدِنا العظيم المبارك والمحبِّ لرسول الله، وهو يقولُ: “بارك اللهُ فيكم يا أهلَ الوفاء يا ذوي المحبّةِ لرسول الله، نفسي لكم الفداء”.
هذه الكلمات تحيي فينا العزّةَ والكرامة والبهجة والسرور والفخرَ والكبرياء بأنَّا أحباءُ النبي منذُ القدم، ولا زال الحبُّ متأصلاً فينا ومتجذّراً في أبنائنا، تحيي فينا رسولَنا الكريم متمثلاً بالسيد القائد في عصرِنا الحديث، تحيي فينا القيمَ والمبادئَ والطريقَ الحقَّة التي اخترناها.
ونحن اليومَ نتمسّكُ باحتفالنا أكثرَ فأكثرَ ليكونَ انطلاقةً قويةً؛ لنُكمِلَ مشوارَ الحرية الذي بدأ مع أجدادِنا ونبينا ويصل إلينا وينتهي لدى أحفادنا، سبقنا الشهداءُ وفازوا ونحن نسابقُ الأحياءَ؛ انطلاقاً في سبيلِ تحقيقِ حرية هذه الأُمَّةِ الإسلامية من براثن الحقدِ التي عاثت في الأرض فساداً وطُغياناً.
إمّا أن نواليَ اللهَ ورسولَه أَو أن نواليَ الطاغوتَ، هي طريقٌ رُسمت وعليها نسيرُ وفيها نكتُبُ انتصارَنا بدماءِ الحقِّ والشهداءِ والعِشقِ المحمّدي.