السيد عبدالملك يدشن المواجهة مع الحرب الناعمة

‏موقع أنصار الله || مقالات || حميد رزق

 

من ساحة جامعة صنعاء وفي ذكرى المولد النبوي الشريف دشن السيد عبد الملك مرحلة المواجهة الجادة لأشكال الحرب الناعمة التي يتعرض لها المجتمع اليمني وبقية المجتمعات العربية والاسلامية .

لربما تفاجأ الجميع بإطلالة السيد عبد الملك في فعالية ذكرى المولد النبوي بجامعة صنعاء الاحد الماضي حيث القى كلمة تناول فيها الابعاد التربوية والثقافية لذكرى المولد .

اللافت في المشهد ان السيد عبد الملك حرص يوم الخامس من شهر ربيع الاول على مخاطبة الشباب والطلاب الجامعيين بما تمثله هذه الفئة من اهمية وحيوية في رسم مستقبل البلاد

وكما هي العادة انطلق قائد الثورة في مقاربته لمخاطر الحرب الناعمة من هدي القران الكريم مشيرا الى حالتين متناقضتين وردتا في النص القراني ؛ الحالة الاولى «الهدى» باعتباره حاجة ضرورية للإنسان في حاضره وحياته وكذا لمستقبله الأخروي بعد مماته ، قال تعالى : «فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى».

الحالة الثانية وهي النقيض من «الهدى» حالة الشقاء (الضياع والخسران) التي يعيشها كثير من الناس نتيحة وقوعهم فريسة للحرب الناعمة التي عرفها قائد الثورة بأنها حرب إضلال هدفها ابعاد الفرد والمجتمع عن هويته الاسلامية ، وتنشط هذه الحرب في ميادين الفكر، والثقافة، من خلال الترويج للمفاهيم الباطلة والخاطئة، أما وسائل الحرب الناعمة بحسب السيد القائد فكثيرة وجنودها كثر يتحركون في جبهتين الاولى تثقيفية تستهدف تخريف الفكر والثقافته ، والجبهة الاخرى «افسادية» هدفها اسقاط زكاء الإنسان، وطهره، وعفافه، وأخلاقه، وقيمه.

من الاشارات المهمة في كلمة القائد ان الحرب الناعمة ليست جديدة بل قديمة قدم هذا الكون وكان نبي الله آدم «عليه السلام» أول ضحاياها بعد نسيانه للتوصيات والتعليمات التي زوده الله بها {وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَه عزما)؛ النسيان والغفلة اوقعتا ادم ضحية لبريق الوعود الزائفة التي لوح بها ابليس لآدم ؛ قال تعالى ( فوسوس اليه الشيطان قال يا آدم هل أدلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى ). في الاية السابقة أوضح السيد عبد الملك ان كلمة (العزم) في اية (ولم نجد له عزما) تعني دوام الجهوزية العالية والوعي الكافي واليقظة المطلوبة لدى الفرد المسلم لتكون حائط صد يمنع تسلل مخاطر وافات هذا النوع من الحروب من نافذة الرغبات والشهوات .

آدم وزوجه خدعا بإبليس وأكلا من الشجرة ؛ فمالذي حصل بعد ذلك ؟؟ كانت النتيجة أنهما (ادم وحواء) خسرا كل شيءٍ حتى الملابس التي يرتدونها ( فبدت لهما سوءاتهما وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة؛ ثم أخرجا من الجنة بسبب الانسياق اللا واعي وراء الرغبات والبريق الزائف والوهمي (وسوسة ابليس) ووعوده السرابية.

وفي جانب العلاج والمواجهة لهذا النوع من الحرب اشار السيد عبد الملك الى وسيلتين اساسيتين الأولى تعزيز الارتباط بالقرآن والتثقف بثقافته، الوعي لمفاهيمه ، والثاني الاقتداء برسول الله (ص) كقدوة وأسوة وقائد وهادٍ ؛ حتى لا نعيش حالة الانفلات، والفراغ أو حالة التأثر بمن هبَّ ودبّ .

قائد الثورة خلص في نهاية كلمته بجامعة صنعاء الى ضرورة تعزيز الارتباط بالقرآن والرسول كحل واسلوب ناجح وناجع يوفر الحماية والحصانة للفرد والمجتمع في مواجهة اشكال الحروب الناعمة بما يحفظ للشعوب كرامتها ويؤسس لواقع سليم تبني عليه الجماهير حاضرها ومستقبلها وتتمكن بواسطته من ابتكار المعالجات لمشاكلها والصمود امام التحديات الماثلة امامها ..

قد يعجبك ايضا