أشار رسول الله في يوم خيبر إلى أن صراع الأمة سيكون مع اليهود؛ ولن يُهزموا إلا تحت قيادة أهل البيت.

موقع أنصار الله | من هدي القرآن |

القرآن الكريم يؤكد، ويشير، ويدلل على أن الخصومة والمواجهة الحقيقية فيما بين المسلمين على امتداد التاريخ ستكون مع أهل الكتاب، ستكون مع أهل الكتاب، وفعلاً في التاريخ كان العداء فيما بين هذه الأمة وأعداء آخرين كان مع أهل الكتاب. المشركون الكافرون لم تقم لهم قائمة، أو ظهر كفرٌ من صنع أهل الكتاب، ظهر كفر من صنع أهل الكتاب.

فالقرآن الكريم في [سورة آل عمران] وفي [سورة المائدة] وفي [سورة البقرة] يشير إلى أن المواجهة الحقيقية مع هذه الأمة ستكون مع اليهود، ومع أهل الكتاب جميعاً من اليهود والنصارى.

وعندما أشار هذه الإشارة نرى الحكمة العجيبة، نرى الحكمة العجيبة من قِبَل القرآن، ومن قِبَل الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) كيف أنه قد تكفل بهداية الأمة إلى ما يجعلها – كما كررت أكثر من مرة – في مستوى المواجهة مع أهل الكتاب، الذين سيكونون هم الخصوم الحقيقيون والأعداء الألداء لهذه الأمة على طول تاريخها.

ومع من الآن نصارع؟ ومن الذي قهرنا؟ من؟ أليسوا أهل الكتاب من اليهود والنصارى؟ أليست هي أمريكا وإسرائيل وبريطانيا وفرنسا وغيرها؟ هؤلاء منهم؟ يهود ونصارى، هم أعداؤنا الحقيقيون، وهم الذين أصبح واقعهم يشهد بأن هذا القرآن، بأن هذا القرآن حكيم من عند الله سبحانه وتعالى أنزله من قال عنه: {قُلْ أَنْزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} (الفرقان: من الآية6) نزله الذي يعلم السر في السموات والأرض.

ما أعظم هذه الآية ما أعظم هذه الآية لو أن هناك ثقة بالله، كيف من يعلم السر في السموات والأرض، يعلم الغيب في السموات والأرض لا يعلم مستقبل هذه الأمة؟! لا يعلم ما سيحصل لهذه الأمة، لا يعلم كيف يهدي هذه الأمة؟!.

لقد فعل كل شيء لكن هذه الأمة – كما قلنا سابقاً – هي التي ابتعدت عن القرآن, ابتعدت عن قرناء القرآن, ابتعدت عن الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله)، ثم انطلقت في الميدان مجردةً من سلاحها الحقيقي، من هديها، من هداتها، من قادتها .. ثم انطلقت لتصارع فهُزمت وأُذلت، وأصبحت أمةً تحت أقدام اليهود والنصارى.
الإخوة الذين تحدثوا سابقاً، أشار أحدهم – لا أذكر بالتحديد – إلى خيبر، خيبر كانت منطقة فيها يهود من أقوى اليهود وأثراهم، حاصرها الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) فترة, وأثناء هذا الحصار أعطى المسلمين درساً؛ لأن مهمة القرآن باعتباره كتاب للمسلمين إلى آخر أيام الدنيا يهديهم في كل مواقفهم, كذلك رسول الله هو خاتم النبيين ورسول لكل البشر يعطي هذه الأمة دروساً في مجال الهداية تستفيد منها إلى آخر أيام الدنيا.

أعطى درساً في وقعة خيبر عندما كانوا محاصرين لحصن من أمنع حصون يهود خيبر كان الإمام علي (صلوات الله عليه) أرمداً لا يبصر موضع قدميه، هناك أعطى الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) الراية أبا بكر ثم قال يمضي، ذهب أبو بكر بالجيش فهزمه اليهود فعاد.

ثم أعطى الراية في اليوم الثاني عمر اتجه إلى اليهود فهزموه فعاد، ولأن نفسه كبيره رجع يُجبن أصحابه ويجبنونه.

الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) لديه من الفرسان الأقوياء والقادة آخرين غير أبي بكر وعمر، لم يكونوا معروفين بالفروسية، لم يكونوا معروفين بالقوة في ميدان القتال. فلماذا أعطى الراية هذا، ثم أعطى الراية هذا، ثم في اليوم الثالث يقول: (لأعطين الراية غداً رجلاً يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله، كرارٌ غير فرار، يفتح الله على يديه). أعطى الإمام عليا (عليه السلام) بعد أن دعاه وهو أرمد.

لاحظ هذه كلها إشارات هناك فرسان عيونهم سليمة ومفتحة، هناك قادة آخرين .. لا، دعا علياً، دعا علياً وهو أرمد لا يبصر موضع قدميه فتفل في عينيه، ثم أعطاه الراية بعد أن قال على مرأى ومسمع منهم جميعاً، وظل كلٌ منهم يتطاول إلى هذا المقام أن يعطى هو الراية؛ لأنه هنا قُلد من سيُعطى الراية وساماً مهماً ((رجلاً يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله كرارٌ غير فرار يفتح الله على يديه)). أعطى الإمام علياً (عليه السلام) اتجه إلى خيبر وفتح الحصن الذي أرسل أبا بكر إليه أول يوم وعمر في اليوم الثاني ورجعوا منهزمين فتحه الإمام علي قبل أن يتكامل جيشه!.

ماذا يعني هذا؟ الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) في مواجهته مع اليهود، ومع أقوى اليهود، وأمام حصن من أمنع حصون اليهود .. يشير إلى أن صراع الأمة في المستقبل سيكون مع اليهود سواءً اليهود بأنفسهم، أو بمن يلفونه حولهم، هم أصبحوا المتغلبين على النصارى فيما بعد، فيما هو حاصل الآن، ويجندون النصارى لصالحهم .. أبو بكر لم يفتحه، عمر لم يفتحه، سيفتحه رجلٌ يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله هو علي.

يشير بهذا إلى أن من يمكن أن يكون قادراً على مواجهة اليهود، إلى أن أي فئة هي مؤهلة لمواجهة اليهود لا بد أن تكون على هذا النحو: تحب الله ورسوله، ويحبها الله ورسوله.

يشير إلى أن الأمة لن تواجه اليهود، ولن تهزم اليهود، ولن تحبط كيد اليهود إلا تحت قيادة أهل البيت الذين يتجهون على اتجاه علي، ويوالون علياً (صلوات الله عليه)، وإلا فهناك من أهل البيت كملك المغرب، وملك الأردن سلموا القياد لإسرائيل، لكنهم من أولياء الطرف الآخر.

أما أولياء الإمام علي (صلوات الله عليه) فنحن رأينا في هذا الزمن ما يشهد لما عمله الرسول في خيبر، ولما يشهد للآيات التي سنقرؤها فيما بعد فيمن هي الطائفة، وما مواصفات من يمكن أن يقهر اليهود.

فرأينا الإمام الخميني كيف هزم الغرب، كيف أرعبهم، كيف أربكهم. رأينا حزباً [حزب الله]، رأينا قائداً من أبناء رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) حسن نصر الله كيف أربك إسرائيل، وكيف قناة واحدة أربكت إعلام إسرائيل، وشَوَّشْت حتى على اليهود داخل إسرائيل.. قناة واحدة من حزب في بحر هذه الدول، وهذه القنوات العربية المتعددة.

فعلاً لن يُهزم اليهود إلا تحت قيادة أهل بيت رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله)، تحت قيادة من ينهجون نهج علي، تحت قيادة من يوالون عليا (صلوات الله عليه).

ومن العجيب ومن حكمة القرآن العجيبة أنه جاء الحديث عن ولاية الإمام علي (عليه السلام)، ثم الأمر للرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) بإعلان ولاية الإمام علي في خضم الآيات التي تتحدث عن أهل الكتاب، داخل الآيات التي تتحدث عن أهل الكتاب، بعد أن حذر من موالاة اليهود والنصارى، بعد أن حذر من موالاة اليهود والنصارى، وأن هذه هي القاصمة، أن هذه هي التي ستذل المسلمين إذا ما اتجهوا لموالاة اليهود والنصارى كما هو حاصل الآن.

أليست كل الدول العربية الآن تعتبر أمريكا صديقة! وأمريكا هي إسرائيل، تعتبر بريطانيا صديقة يوالون اليهود، يوالون النصارى فكيف يمكن أن ينصروا، كيف يمكن أن يحظوا بنصر الله. إن الله لا يعطي نصره إلا أولياءه، إن الله لا يعطي نصره إلا من يسيرون على هديه، لقد سلب أصحاب محمدٍ (صلوات الله عليه وعلى آله) وهم في ميدان المعركة وبحضور الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) عندما تنازعوا وفشلوا وعصوا الرسول سلبهم النصر، وضربوا في ميدان المعركة على أيدي الكافرين والرسول موجود فكيف يمكن أن يمنح نصره لدولٍ أو لشعوب تتولى دولاً هي صديقةً لليهود والنصارى، وتوالي اليهود والنصارى، وتوقّع بالحرف الواحد على زعامة أمريكا لتولي التحالف ضد الإرهاب كما يقولون.. كيف يمكن أن يحظوا بنصر الله؟!. فلهذا لما كانت الأمة ستظل دائماً في صراع مع أهل الكتاب من بداية النبوة وربما إلى نهاية التاريخ ذكر الله الكثير عن أهل الكتاب، ثم ذكر الحل داخل الحديث عن أهل الكتاب فجاء بالحديث التحذير عن تولي اليهود والنصارى. هذا قضية لا بد أن تتحقق وإلا فلن يحصل نصر للمسلمين أبداً ماداموا أولياء لليهود والنصارى.

ثم ذكر بعد أنه يجب أن ينقطعوا إلى الله، إلى رسوله، أن يتولوا الله ورسوله ويتولوا الذين آمنوا، ويأتي بالصفة التي تدل على أن المقصود بـ {الَّذِينَ آمَنُوا} هو شخص الإمام علي (عليه السلام) وكما ذكر ذلك المفسرون. فقال سبحانه وتعالى وإن أطلنا في قراءة هذه الآيات

[الله أكبرالموت لأمريكا / الموت لإسرائيلاللعنة على اليهود النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

(يوم القدس العالمي)

ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي / رضوان الله عليه.

 

قد يعجبك ايضا