دمشق تلوح بخيار المقاومة الشعبية لطرد المحتل الأمريكي من شمال البلاد
موقع أنصار الله || صحافة عربية ودولية || العهد الاخباري
في حديثه لوسائل إعلام محلية نهاية شهر تشرين الأول/ أكتوبر الماضي لمح الرئيس السوري بشار الأسد إلى إمكانية دعم مقاومة شعبية في شمال شرق سوريا بدلا من ممارسة فعل العنتريات بزج الجيش السوري في معركة مباشرة مع المحتل الأمريكي، المقابلة اللاحقة مع قناة “روسيا اليوم” عززت هذا التوجه حين جزم الرئيس الأسد بأن الوجود الأمريكي في سوريا سوف يولد مقاومة عسكرية تؤدي إلى خسائر بين الأمريكيين وتخرجهم لاحقا من البلاد.
الأمر الذي يثير التساؤلات عن قوام المقاومة الشعبية التي ستدعمها الحكومة السورية لمواجهة المحتل الأمريكي وأي صنوف من الأسلحة يمكن أن تحتكم عليها.
أكد الخبير العسكري السوري اللواء محمد عباس بأن سوريا تحتكم في شمال شرق البلاد على كل ما يمكن أن يؤسس لمقاومة شعبية يمكن أن تثخن في الجيش الأمريكي وتطرده خارج البلاد، وفي حديث لموقع “العهد” الإخباري جزم اللواء عباس أن عقيدة الجيش السوري الوطنية لا تزال راسخة في نفوس متقاعدي الجيش السوري في تلك المنطقة الأمر الذي يؤهلهم لتشكيل خلايا عسكرية يمكن أن تمارس حرب العصابات والضربات الخاطفة وزرع العبوات الناسفة واستعمال الصواريخ المحلية الصنع ذات المدى القصير وتلك المضادة للدروع ضد المحتل الأمريكي، إضافة إلى إمكانية استخدام طائرات مسيرة من نوع (الدرون) والتي يمكن تحميلها بعدة كيلو غرامات من مواد شديدة الإنفجار وهي غالبا ما تصيب أهدافها بدقة عالية .
اللواء عباس أكد كذلك أن بنية هذه المقاومة قد تنطوي كذلك على مقاتلين من صفوف الدفاع الوطني السوري من أبناء البادية السورية والمناطق الشرقية ممن ثبت ولاؤهم للجيش السوري بعدما قاتلوا معه في عديد الجبهات ضد داعش وغيرها من المجموعات الإرهابية، مشيرا إلى أن معرفة السوريين بطبيعة أرضهم وجغرافيتها تسهل عليهم العمل المقاوم وتعطيهم التفوق على المحتل.
وإذ جزم الخبير العسكري السوري بنزعة الجشع عند الرئيس الأمريكي وسيلان لعابه للنفط السوري هناك إلا أنه أكد أن دونالد ترامب لن يقوى على تحمل الخسائر في أرواح جنوده في مواجهة الشعب الأمريكي والكونغرس سيما وأن حملته الإنتخابية قامت على فكرة إنهاء الحروب وعودة الجيش الأمريكي إلى بلاده حيا وليس بالتوابيت أو بأكياس النايلون ” كما قد يحدث في سوريا”.
اللواء عباس استعرض كل المراحل التاريخية للمقاومات الشعبية مستحضرا مقاومة فيتنام والعراق ودرة المقاومة الشعبية في لبنان المتمثلة في ( حزب الله ) ليخلص إلى النتيجة التي تقول بأن التاريخ يؤكد على عجز الجيوش النظامية أمام المقاومات الشعبية التي ” يمكنها وبتقنيات وإمكانيات بسيطة ردم الفجوة التكنولوجية مع أقوى الجيوش في العالم”.
جيش العشائر متأهب
بدوره أكد الشيخ حيدر الحمادي عضو لجنة الحوار الوطني وملتقى القبائل والعشائر السورية في حديث لموقع “العهد” الإخباري أن العشائر العربية في الشمال الشرقي جاهزة لأداء دورها الوطني في بلورة مقاومة شعبية يكون (جيش العشائر) قوامها الحقيقي لمواجهة كل من المحتلين الأمريكي والتركي منوها إلى قيام الكثير من أبناء العشائر هناك بإبداء رغبتهم في التواصل مع الحكومة في دمشق لبدء العمل المقاوم هناك.
الحمادي نوه إلى أن الرغبة في المقاومة الشعبية لا تقتصر فقط على أبناء العشائر هناك بل على كل مكونات الشعب السوري من عرب وكرد وآشوريين وسريان وكلدان وغيرهم ” فالهوية السورية هي الجامعة والعدو واحد ” كما يؤكد الزعيم العشائري.