الحوار الحقيقي الذي سيحقق السلام في اليمن
موقع أنصار الله || مقالات || محمد صالح حاتم
بعد خمس سنوات من الحرب والقتل والدمار في اليمن، فشل تحالف الحرب السعوصهيواماريكي في اخضاع واستسلام الشعب اليمني، بل وأصبحت السعودية في مازق وتبحث عن خروج آمن من المستنقع الذي وقعت فيه.
إن ما بتنا نسمعه ونقرأه خلال هذه الفترة من أن هنالك حواراً في مسقط بين السعودية وأنصارالله والذي تناقلته عدة قنوات ونشرته عدة صحف ووكالات اخبارية والعديد من المواقع الالكترونية، وربطته بزيارة الامير خالد بن سلمان نائب وزير الدفاع السعودي مؤخراً إلى مسقط، فهذا يعتبر هو المسلك الصحيح والطريق الأقصر الذي سيحقق السلام في اليمن، رغم أنها تظل عبارة عن أخبار غير مؤكدة، لأنه لم يأت ما يؤكد أو ينفي صحة هذه الأخبار سواء ًمن صنعاء أو الرياض وكذا سلطنة عمان، فكل الأخبار تستند الى مصادر لم تسمها.
ولكن علينا أن نعلم جيدا ًأن السلام في اليمن لن يتحقق إلا ًبحوار مباشر وجاد بين السعودية واليمن ممثلا ًفي المجلس السياسي الأعلى وحكومة الانقاذ الوطني، وما سواه من حوارات أو مفاوضات ليست إلا ًمضيعة للوقت وكذباً على الشعب اليمني والمجتمع الدولي.
لأنه خلال الخمس سنوات من الحرب والعدوان على اليمن عقدت عدة جولات من الحوارات ومفاوضات بين وفد المجلس السياسي الأعلى في صنعاء وبين وفد حكومة الفار هادي ، بدءاً من جنيف واحد واثنين وبعدها مفاوضات الكويت الطويلة وكذا مفاوضات السويد ولكنها لم تحقق السلام ولم توقف الحرب والعدوان على اليمن، لأنها لم تكن حوارات ومفاوضات جدية أو حوارات بين اصحاب القرار ، وإنما كانت عبارة عن جلسات حوار تعقد بين من يسمونهم اطراف النزاع في اليمن ،وهذا هو الخطاء بعينه، لأن ما يحصل في اليمن ليست حرباً داخلية أو أهلية بسبب خلافات ونزاعات سياسية بين أحزاب وقوى سياسية يمنية .
وإنما هو عبارة عن حرب وعدوان خارجي قام به تحالف عربي عالمي بقيادة السعودية والامارات ومشاركة دول أخرى وهذا التحالف أنشئ بتخطيط ودعم ومشاركة امريكية وصهيونية وبريطانية،
والسبب في فشل كل الحوارات السابقة يرجع إلى ّأن وفد حكومة الفار هادي لا يمتلك القرار وليس له أي صلاحية على الموافقة أو الرفض وإنما هو عبارة عن وكلاء، وليسوا أصحاب الشأن، والدليل على ذلك أن المجلس السياسي وحكومة الانقاذ في صنعاء وخلال الخمس السنوات من الحرب قدموا عدة تنازلات خلال المفاوضات السابقة وطرحت عدة حلول وقدمت العديد من مبادرات سلام والتي كانت آخرها المبادرة التي أعلن عنها رئيس مجلس السياسي الأعلى الاخ مهدي المشاط عشية الاحتفال بالذكرى الخامسة لثورة 21من سبتمبر والتي لازالت مطروحة حتى الآن، وقد نصت هذه المبادرة على وقف استهداف الأراضي السعودية بالطيران المسير والصواريخ البالستية والمجنحة وكافة أشكال الاستهداف، ودعوة جميع الفرقاء السياسيين من مختلف الأطراف إلى الانخراط الجاد والفعال في مفاوضات جادة وحقيقية تفضي إلى مصالحة وطنية شاملة لا تستثني أحداً، وكذا مبادرة صنعاء اطلاق مئات الأسرى ومنهم سعوديون ،وكل هذه المبادرات تأتي من جانب واحد، وهو ما يؤكد جدية صنعاء في تحقيق السلام وإنهاء الحرب والعدوان وانهاء معاناة الشعب اليمني، ولكن كل هذا يقابل بالنكران من جانب الرياض وحكومة هادي.
وعلينا جميعا ًأن نثق في أن تحقيق سلام دائم وشامل في اليمن ليس بالأمر الصعب والمستحيل ولكنه يحتاج الى نية جادة وصادقة من قبل المجتمع الدولي وعلى رأسهم الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن، من خلال تشخيص المشكلة تشخيصا ًحقيقيا ًوتسمية الأمور بمسمياتها الحقيقية، والاعتراف بأن ما يحصل هو حرب وعدوان خارجي تقوم به السعودية وبقية تحالفها وان الحل يكمن في الجلوس على طاولة الحوار بين السعودية واليمن ممثلا ًفي المجلس السياسي الأعلى في صنعاء، وأن يكون الحوار على أساس حق الجوار والاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لكلا البلدين وعدم اعتداء أي طرف على الآخر، وبما يحفظ لليمن استقلاله وسيادته ووحدته وسلامة أراضيه وامنه واستقراره واستغلال ثرواته، وعقد مؤتمر دولي لإعادة إعمار اليمن تكون السعودية والأمارات اكبر المساهمين والداعمين في إعادة الإعمار.
وعندها سيحل ّالسلام والأمن والاستقرار في اليمن والسعودية والخليج والمنطقة بشكل ٍعام، وستحل ّلغة السلام محل ّلغة الحرب وستتوقف أصوات البنادق ودوي المدافع وهدير الطائرات وسينمو غصن الزيتون محل البارود وتحلق الحمام بدلا ًعن الطائرات في سماء اليمن والعالم اجمع.
وعاش اليمن حرا ًابيا ً، والخزي والعار للخونة والعملاء.