لماذا هم ضعفاء ، و نحن أقوياء ؟
بقلم / علي احمد جاحز
رغم الفارق الهائل بيننا كيمنيين شعبا وجيشا وبين العدوان ومرتزقته في امتلاك ما يسمى نظريا أسباب القوة ! ، فإننا لا يمكن أن نقول هناك فارق كبير في القوة، لكن يمكن أن نقول أن لا مقارنة ممكنة بين ما يمتلكون من قوة وما نمتلكه نحن من قوة ، سواء بمفهومهم المادي النظري العلمي ، ولا حتى بمفهومنا الروحي العملي الواقعي ..
إن جئنا لنقرأ الفارق بمفهومهم المادي النظري العلمي ، سنجد أن ما نمتلكه نسبة لا تكاد تذكر إلى ما يمتلكون ، على مستوى العتاد والعدة والمال والدعم اللوجستي الدولي والغطاء الأممي والصمت الحقوقي والإعلامي والآلة الإعلامية التابعة لهم ، بمعنى لا يمكن مقارنة ما نمتلك و ما يمتلكون ماديا ، ولكن هل نستطيع أن نقول أنهم رغم هذا كله أقوياء ؟ بالطبع لا .. أثبتت الأيام الماضية أن تلك الأسباب ليست الأسباب الواقعية للقوة .
وان جئنا لنقرأ الفارق بمفهومنا الروحي العملي الواقعي ، سنجد أن ما يمتلكونه في هذا الجانب نسبة لا تكاد تبين أمام ما نمتلكه من قوة روحية وثقة ويقين وحب وتضحية وقضية واقعية، وتحرك عملي يلامس الواقع و ينطلق منه ويتحرك فيه ويؤثر عليه ويستمد منه المدد والقرار والتأييد ، لا يمتلكون الإيمان بالحق و بالمبدأ وبالأرض وبالتضحية وبشرف الموت في سبيل الحرية والاستقلال والكرامة ، وهذا يجعلنا أقوياء على أرضنا ومع قضيتنا ومبادئنا وقيمنا .
هم يقاتلوننا من منطق اعتداء ونحن نقاتلهم من منطلق دفاع ، لا يحملون قضية سوى إرضاء غرورهم ، ونحن نمتلك قضية هي الدفاع عن الأرض والحق والحرية ، هم يقاتلون خائفين من الموت ومستعجلين الإنجاز والخلاص، ونحن نقاتل من منطلق عشق الشهادة وألفة الموت ولا نستعجل الخلاص بقدر ما نسعى للخلاص وإن طالت الطريق .
يجد العدوان ومرتزقته صعوبة في تحقيق أصغر إنجاز رغم أنهم يمتلكون أحدث العتاد والأسلحة والإسناد الجوي والبحري واللوجستي ، ويفشلون في اغلب الأحيان ، ولو لم يكونوا يفشلون لما كانت عشرة أشهر قد عبرت وهم لم ينجزوا أهدافهم التي أعلنوها في اليوم الأول .
هم اوهن من بيت العنكبوت واضعف مما نتصور ، ونحن أقوى مما يتخيلون، على أرضنا وفي وسط مجتمعنا نحمل قضيتنا وحقنا ، ومعايير وأسباب القوة التي ننطلق منها لا يفهمونها ولن يمتلكوها، ليس لأنهم لا يفهمونها أو لا يعون أهميتها فهم جاءوا لقتالنا لعلمهم أننا نمتلكها وهدفهم الأول والأساسي أن نتخلى عنها، لكن لأنهم لا يستطيعون امتلاكها، فمشروعهم وأهدافهم تحول دون ذلك، ولأن امتلاك أسباب القوة وعواملها يحتاج تربية روحية ومشروع حق ومبدأ، إذ لا يمكن أن يجتمع مشروع الباطل والظلم والعدوان وعوامل القوة الحقيقية .
مهما امتلك العدو من سلاح ومال واشترى من الذمم والولاءات والصمت فإنه لن يكون قويا، وبالمقابل صاحب الحق والقضية والمبدأ يمكن أن يقاتل بسلاحه الشخصي وبقلمه وبفكرته وبتصميمه وبالحق الذي يحمله فيغلب أعتى الجيوش ، كما أن صاحب الحق والمظلومية يكون مسنودا بقوة خفية هي أقوى من كل طغاة الأرض وأباطرة الباطل ، هي قوة الحق العدل الحكيم الله جل تعالى .