في اليمن السعودية غرقت ويجب أن تغرق لوحدها
بقلم / عابد حمزة
بعد مرور أكثر من عشرة أشهر من العدوان على اليمن ودخول السنة السادسة من الحرب على سوريا يبدو أن العام الميلادي الجديد 2016 عام حصاد وجني ثمار ما زرعته مملكة نجد من اشواك وحروب وفتن في العالم العربي والإسلامية ومن يلحظ ما تقوم به اليوم من تصعيد خطير وخطوات استفزازية ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية وكذا محاولة جر العالم الإسلامي إلى حرب طائفية سنية شيعية تعرف مسبقا أن نتائجها ستكون كارثية على وجودها كقوة مغتصبة لأهم البقاع الإسلامية يدرك بأنها باتت على وشك الغرق والتفكك والإنهيار بعد أن أٌٌنهكت اقتصاديا وهي تقود حروب طائفية مذهبية لأكثر من عشر سنوات وأصبحت غير قادرة على مواصلة الحروب تلك ما لم تجر المنطقة إلى حرب شاملة يشترك فيها الصديق والعدو ويكتوي بنارها الجميع أصبحت السعودية بعد 6 سنوات من الحرب في سوريا و10 اشهر في اليمن كالكلب المسعور الباحث عمن يهاجمه لينقل دائه إليه لا تريد عجوز نجد أن تغرق لوحدها تريد أن تنتقم وتغرق الجميع معها بعد أن خذلها حلفائها الغربين في سوريا وتركوا سوريا للسوريين ولروسيا المجال واسعا لقصقصت أجنحتها والفتك ببسيجها وطابورها الخامس من القاعدة وداعش.
وفي اليمن كذلك فبعد عشرة أشهر من الحرب والعدوان بلا مبرر أو هدف أو غاية إلا ارضاءً لأمريكا وتنفيذا لرغباتها ومخططاتها الاستعمارية ها هي مملكة آلـ سعود تعاني من أزمة اقتصادية خانقة وعجز شبه تام عن الاستمرار في الحرب بسبب التكاليف الباهظة والرشاوي والمحسوبية وفساد الأمراء وكذا استغلالها من قبل أسيادها الأمريكيين الذين وجدوا في العدوان على اليمن سوقا مربحا لتسويق بضائعهم المكدسة من الأسلحة والمعدات العسكرية وبيعها بمليارات الدولارات ولهذا فعندما نرى السعودية تصعد اليوم بشكل جنوني وغير مسبوق ضد إيران وتحاول استدراجها بأي طريقة إلى حرب عسكرية شاملة فإنما لهذا السبب ولسبب أخر يتمثل في محاولة إفشال نجاح إيران في عقد اتفاق نووي مع الدول الست ونجاحها أيضا في فك الحصار واسترداد مليارات الدولارات المجمدة في البنوك الغربية .
بالمقابل من يدقق في التعاطي الإيراني مع هيجان السعودية بدبلوماسية عالية ومحاولته تحاشي الصدام مع مرض “جنون البقر” يدرك أن إيران ليست عاجزة عن المواجهة وخوض الحرب عسكريا بل إنها تعرف تمام المعرفة أن السعودية غرقت في اليمن وسوريا وتريد لها أن تغرق لوحدها لا تريد أن تتورط في حرب إقليمية مذهبية خططت لها إسرائيل في الوقت الذي هي بمنأى عنها كما تعرف أيضا أن الغرب لأكثر من 80 عاما أعتاد على شرب لبن بقرته الحلوب دون أن يقدم لها ولو قليلا من الزاد وفي حال أستمرت السعودية في الحرب والعدوان فإن كل الدلائل والمعطيات تؤكد أنها وفي القريب العاجل ستعلن الإفلاس والعجز وعدم القدرة على تمويل المرتزقة وشذاذ الأفاق الذين جلبتهم من شتى بقاع الأرض للعدوان على اليمن لن تستطيع ذلك ولن تستطيع أيضا أن تسكت الصوت العالمي إزاء ما ارتكبته من جرائم بحق الإنسانية كما كان في السابق بل إن تلك الجرائم التي ارتكبتها بدون وجه حق ستكون مبررا للدول الغربية قبل غيرهما للانقضاض عليها واحتلالها بنفس الحجة التي أحتلت أفغانستان والعراق بداية الألفية الثالثة “محاربة الإرهاب وإستئصاله من جذوره”