المواطنون الإماراتيون ضحايا مشروع التجسس لحكام أبوظبي
|| صحافة ||
يظهر تقرير مثير للجدل في وسائل الإعلام الغربية أن الإمارات تتجسس على مواطنيها. وفي هذا الصدد، قال العديد من المسؤولين الأمريكيين لصحيفة نيويورك تايمز، إن حكومة الإمارات تستخدم تطبيق المراسلة “توتوك” لمراقبة مواطنيها.
ووفقًا لتقرير سري، تستخدم حكومة الإمارات تطبيق “توتوك”(ToTok) لمراقبة الدردشات، تتبع الموقع المکاني عبر الطقس، معرفة التواصلات الاجتماعية، وكذلك تصفح المحتوى الصوتي والفيديو للمستخدمين الإماراتيين.
إذا كان هذا الخبر صحيحاً، فذلك يعني خداع ملايين المواطنين الإماراتيين، وتقديم معلوماتهم الشخصية إلى جواسيس حكومة الإمارات.
ما هو تطبيق توتوك؟
يحتوي تطبيق توتوك على ملايين المستخدمين، يعيش الكثير منهم في الإمارات.بالطبع، هذا التطبيق شائع في البلدان الأخرى أيضًا، وقد أقبل عليه المستخدمون الأمريكيون أيضاً.
يتصدر هذا التطبيق قائمة التطبيقات المستخدمة في دولة الإمارات، ويستخدمه أيضًا مستخدمون في أوروبا وأمريكا والشرق الأوسط ودول أخرى.
يحاول مطورو تطبيق “توتوك” إخفاء جذور تطبيقهم. والمطور الرسمي لهذا التطبيق شرکة تدعی(Breej Holding)، ولكن يقال إن ثمة شركةً إماراتيةً أخرى وراء الكواليس تسمى DarkMatter، يديرها مسؤولو المخابرات في الإمارات وأعضاء سابقون في وكالة الأمن القومي ومكتب الاستخبارات في الجيش الإسرائيلي.
تم ربط شركة أخرى باسم Pax AI بالتطبيق أيضاً، وهي في الواقع شركة لاستخراج البيانات تديرها شركة DarkMatter. يقع المقر الرئيسي للشركة في وكالة المخابرات الإماراتية، وکانت شرکة DarkMatter في هذا المبنی لبعض الوقت أيضاً. ويقال إن هذا البرنامج هو نسخة معدلة من التطبيق الصيني YeeCall.
لم تصدر شركة Breej وحكومة الإمارات ووكالة الاستخبارات المركزية أي تعليق في هذا الصدد حتى الآن. وقد أشارت الشرطة الفيدرالية الأمريكية أيضاً إلى أنها لا تعلق على التطبيق المحدد، وحذرت المستخدمين من إدراك المخاطر ونقاط الضعف المحتملة للتطبيقات.
قامت جوجل وآبل بإزالة تطبيق ToTok من متجر التطبيقات الخاص بهما، تقول جوجل إن التطبيق انتهك قوانين الشركة غير المصرح بها. کما أعلنت شركة أبل أيضًا أنها تراجع عميل هذا التطبيق. بالطبع، ترك هذا التطبيق أضراره، لأن العديد من المستخدمين قاموا بتثبيته.
التجسس الإماراتي في الفضاء الإلكتروني
لقد حظرت حكومة الإمارات لسنوات وسائل التواصل الاجتماعي وأدوات المراسلة الخارجية، مثل واتساب وفيسبوك وفيس تايم وآبل. كما قامت وسائل الإعلام الإماراتية منذ فترة طويلة بالترويج والدعاية لـ “توك توك” كوسيلة للاتصال والتواصل المجاني بين الأشخاص، أو المواطنين الأجانب مع عائلاتهم داخل البلاد.
المراقبة والتنصت الحكومي قويان للغاية في دولة الإمارات، وهذه الدولة متهمة باستخدام مجموعة متنوعة من التقنيات الرقمية والتكنولوجيات الجديدة، بما في ذلك الهجمات الإلكترونية المسماة “يوم الصفر”، لاستهداف نشطاء حقوق الإنسان والمعارضين.
صحيفة نيويورك تايمز أكدت في تقريرها أن هذا يعدّ تطوراً جديداً في تاريخ التجسس الرقمي من قبل الأنظمة الاستبدادية، وعلى الرغم من أن العديد من الحكومات تتسلل بانتظام إلى هواتف مواطنيها، ولكن نادراً ما يحدث أن تنظِّم دولةٌ ما تطبيقاً بشکل قانوني وتطلب ببساطة الوصول إلى بيانات مواطنيها.
لقد أجری باحث أمني يدعی “Patrick Wardle” مراجعةً مستقلةً تمامًا لتطبيق “توك توك”، وقال في مقابلة مع صحيفة نيويورك تايمز، إنه في هذا الأسلوب، لم تعد هنالك حاجة إلى اختراق هواتف المواطنين للتجسس عليهم، عندما يمكنك تشجيع الناس على تثبيت هذا التطبيق مجانًا على هواتفهم. فما هي المعلومات التي تحتاجها أکثر من إمکانية الوصول إلى جهات الاتصال ومكالمات الفيديو ومكان وجود الشخص؟
بحسب تقرير صحيفة نيويورك تايمز، إن شرکة “Breej Holding” التي تدير برنامج “توك توك”، من المرجح أنها غطاء لشرکة (DarkMatter) “دارک متر” للأمن السيبراني في أبو ظبي. کما يرتبط هذا البرنامج أيضًا بشركة Pax AI الإماراتية لاستخراج البيانات، والتي ترتبط هي الأخری بدوائر المخابرات في الإمارات.
ومع ذلك، ليست هذه هي المرة الأولى التي تُتهم فيها حكومة الإمارات بالتجسس. ففي وقت سابق من فبراير من العام الماضي، وبعد الكشف عن رسائل البريد الإلكتروني لسفير دولة الإمارات في أمريکا، وفضح الدور الإماراتي في الانقلاب في تركيا، ومحاولة ضرب إيران وقطر، كانت رويترز قد كشفت في تقارير عن تجسس واسع النطاق تقوم به الإمارات في المنطقة.
رويترز ذکرت في التقرير أيضاً إن فريقاً من الجواسيس والمتسللين الأمريكيين المرتزقة يعملون في الإمارات في هيئة مشروع يسمى “الغراب”.
وكتبت رويترز في تقرير خاص أن هذه المجموعة تضمنت أكثر من اثني عشر عميلاً سرياً أمريكياً سابقاً، وظَّفتهم حكومة أبو ظبي. وتتمثل مهمة هؤلاء في مساعدة المسؤولين الإماراتيين لمراقبة تحركات البلدان الأخرى في المنطقة، ونشطاء حقوق الإنسان ومنتقدي سلطات الإمارات في الداخل.
وفي وقت سابق، ذكرت صحيفة “يني شفق” التركية أن دولة الإمارات تخطط لإنشاء مركز تجسس على أحدث طراز في أبو ظبي، حيث تم تدريب جميع ضباطه ومسؤوليه من قبل المديرين القدامى لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية.
ويشير التقرير أيضًا إلى أنه على الرغم من أن الإمارات تبدو صديقةً وحليفةً للسعودية، إلا أنها تتواطأ بشكل خطير مع الکيان الإسرائيلي في مجال توفير المعلومات والأنشطة الاستخبارية التي تخدم مصالحها الخاصة، ولن يكون للتعاون السعودي الإماراتي تأثير على وقف هذا النشاط.