اغتيال سليمان .. العراق تصعد والسعودية تعيش لحظة الخوف

تقرير – عبدالله الحنبصي

لم يكن اغتيال اللواء المجاهد  قاسم سليماني، قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الايراني، ضمن خطط الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وحده، فسبق أن كشفت “اسرائيل” عن رغبتها في تصفيته كما أشارت تقارير إلى رغبة السعودية بالتخلص منه، سيما بعد فشل مخططاتها في العراق وسوريا.

وقد ألمح وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، إلى تورط دول لم يسمها بعملية الاغتيال، من خلال حديثه عن أن “وزراء دول صغيرة وزعماء بالمنطقة” وراء ما أسماه “توريط واشنطن في اغتيال القائد العسكري الإيراني“.

مما يرجح احتمال الشكوك في التورط الخليجي في اغتيال الحاج سليماني والمهندي هي رسالة الشكر التي وجهها البيت الابيض لبن سلمان بعد عملية الاغتيال، فيما اكد الأخير دعم بلاده المستمر لواشنطن.

وبحث وزير الخارجية الأمريكي، خلال اتصال هاتفي مع بن سلمان، ما أسماه “إجراءات دفاعية حاسمة لحماية المواطنين الأمريكيين في الخارج”، وهو ما يعطي مؤشرات على وجود تنسيق أمريكي سعودي قبل اغتيال سليماني.

وسبق لولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، الافصاح عن خطط تشارك فيها السعودية لاغتيال من سماَهم “أعداء السعودية“.

 

الموقف الرسمي للسعودية

وكالعادة اتسم الموقف الرسمي السعودي من اغتيال سليماني بالفرح المبطن بالخوف، وهو ما يتضح من خلال اكتفاء السعودية في بيانها بالقول إن “تلك الحادثة جاءت نتيجة لتصاعد التوتر والأعمال الإرهابية التي نددت بها المملكة وحذرت في الماضي من تداعياتها”، داعية في الوقت ذاته لضبط النفس وعدم التصعيد.

وتخشى السعودية من ردة الفعل على استشهاد اللواء سليماني خاصة بعد صدور تهديدات من جهات وشخصيات إيرانية عديدة بالرد الانتقامي لمقتل سليماني ليس من امريكا وحسب بل ومن المتواطئين معها.

اما الوضع داخل السعودية فبدا على نحو واضح بأنه مؤيد للضربة الامريكية، فقد شهدت الصحف المحلية ومواقع التواصل الاجتماعي احتفاءً كبيراً بمقتل الشهيد سليماني.

ووصفت الصحف السعودية سليماني بأنه “إرهابي تم القضاء عليه، وبمقتله تم إنهاء مشاريع إيران التخريبية معه“.

كذلك أعاد السعوديون مقطع فيديو سابقاً لبن سلمان أكد فيه أن بلاده ستعمل على نقل المعركة إلى إيران قبل وصولها إلى السعودية.

 

الموقف العراقي

 

وحول الموقف العراقي من عملية الاغتيال قالت وزارة الخارجية العراقية أنها رفعت شكاوى رسمية إلى الأمين العام للأمم المتحدة وإلى مجلس الأمن الدولي بشأن الضربات الجوية الأمريكية على أراض عراقية وقتل القائد العسكري الإيراني قاسم سليماني وعدد من العسكريين العراقيين.

وقالت الخارجية العراقية في بيان إن “الشكوى تتعلق بالهجمات والاعتداءات الأمريكية ضد مواقع عسكرية عراقية، والقيام باغتيال قيادات عسكرية عراقية وصديقة رفيعة المستوى على الأراضي العراقية“.

واعتبر البيان الهجمات “انتهاك خطير للسيادة العراقية وبمخالفة لشروط تواجد القوات الأمريكية في العراق

وكانت الخارجية العراقية، قد قالت في وقت سابق اليوم، أنها “استدعت السفير الأمريكي بسبب تكرار الضربات الجوية الأمريكية على الأراضي العراقية والتي قتلت مقاتلين عراقيين والقائد العسكري الإيراني قاسم سليماني والزعيم بالحشد الشعبي العراقي أبو مهدي المهندس“.

ووصفت الخارجية العراقية الهجوم بالاعتداء الآثم على السيادة العراقية وكل القوانين والأعراف الدولية التي تنظم العلاقات بين الدول وتمنع استخدام أراضيها في تنفيذ هجمات على دول مجاورة“.

كما أقر البرلمان العراقي، بالاجماع، إلزام الحكومة العراقية بإنهاء الوجود الأجنبي في البلاد وحصر السلاح بيد الدولة، في وقت أعلن رئيس حكومة تصريف الأعمال العراقية، عادل عبد المهدي، موافقته على قانون يدعو لانسحاب القوات الأجنبية.

وقال عبد المهدي في كلمته التي ألقاها داخل قبة البرلمان بجلسته المنعقدة امس الاحد: إننا “أمام خيارين رئيسيين؛ إنهاء تواجد القوات بإجراءات عاجلة ووضع الترتيبات لذلك، أو العودة إلى مسودة قرار كانت مطروحة أمام مجلس النواب الموقر ينص أن شروط تواجد أي قوات أجنبية في العراق تنحصر بدورها بتدريب القوات الأمنية العراقية ومساعدة العراق في ملاحقة خلايا داعش الإرهابية تحت إشراف وموافقة الحكومة العراقية“.

وكشف في حديثه عن اعتراف أمريكي بتوجيه “إسرائيل” ضربات استهدفت قوات الحشد الشعبي في العراق، كاشفاً في الوقت ذاته عن أنه كان على موعد مع قائد فيلق القدس الإيراني، قاسم سليماني، صبيحة اغتياله “ليسلمني رسالة رسمية“.

قد يعجبك ايضا