إنتقاماً لدماء الشهداء؛ الصواريخ الإيرانية تكسر شوكة الغطرسة الأمريكية

|| صحافة ||

في الساعات الاولى من فجر يومنا هذا، شنت قوات الحرس الثوري الإيرانية هجومًا صاروخيًا هو الاول من نوعه على قاعدة “عين الأسد”، التي تستضيف القوات الأمريكية، في محافظة الأنبار العراقية، وذلك ردًا على الضربة الغادرة الامريكية التي نفذتها طائراتها المسيرة فجر يوم الجمعة الماضي واستشهد على إثرها عدد من رموز محور المقاومة وعلى رأسهم الشهيد البطل اللواء “قاسم سليماني”، قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري و”ابو مهدي المهندس” نائب قوات الحشد الشعبي العراقية ولقد أثارت تلك الجريمة البشعة التي نفذتها أيادي الغدر والخيانة الامريكية سخط الملايين من أبناء الامة الاسلامية والعربية وذلك لأن هؤلاء الشهداء كان لهم الدور الابرز في مقارعة ومحاربة الكثير من العناصر الارهابية التي كانت منتشرة في سوريا والعراق وعقب تلك الجريمة الوحشية أعلنت الحكومة الإيرانية بأنها لن تظل مكتوفة الايادي ولن تظل ساكتة عن هذه الجريمة التي قامت بها أيادي الغدر والخيانة وصرحت بأنها لا تنوي الدخول في حرب مع الولايات المتحدة ولكنها سوف تقوم بالانتقام من تلك الايادي التي تلوثت بدماء الشهداء وأن الرد سوف يكون قاسي وسريع.

وحول هذا السياق، ذكر المصدر الاعلامي التابع لقوات الحرس الثوري الايراني في بيان إلى أنه “فجر اليوم ورداً على العملية الإرهابية للقوات الأمريكية وانتقاماً لاغتيال واستشهاد قائد فيلق القدس التابع لحرس الثورة الاسلامية الفريق الشهيد قاسم سليماني ورفاقه، نفذت قوات الجو فضاء التابعة لحرس الثورة الاسلامية عملية ناجحة تحمل اسم الشهيد سليماني باطلاق عشرات الصواريخ ارض – ارض على القاعدة الجوية المحتلة من قبل الجيش الارهابي الامريكي المعروفة باسم عين الاسد حيث سيتم اعلان الشعب الايراني الشريف واحرار العالم عن تفاصيل تلك العملية تباعاً”.

وحذرت قوات الحرس الثوري الايرانية قادة البيت الابيض من أن اي عمل شرير او اعتداء او تحرك آخر سيواجه رداً اكثر ايلاماً وقساوة”. واضافت بالقول “نحذر حلفاء امريكا التي لديها قواعد للجيش الارهابي الامريكي، بأنه سيتم استهداف اي ارض تكون مصدر اعمال عدائية ضد الجمهورية الاسلامية الايرانية.” واكد بيان قوات الحرس الثوري الايراني انه “لا نعتبر الكيان الصهيوني بأي شكل من الاشكال منفصلاً عن النظام الامريكي المجرم”. وفي السياق نفسه، أعلنت قوات الحرس الثوري الايرانية في بيانها هذا أن “الهجوم الصاروخي ما هو إلا خطوة أولى، وأن على ترامب أن يفكر بقواته وألا يتركهم بعيدا عن وطنهم وفي مرمى نيران إيران”. وحذرت قوات الحرس الثوري الولايات المتحدة من ان اي رد على القصف سيكون شعلة لرد واسع النطاق وموجع جدا على أميركا في المنطقة. كما هددت قوات الحرس الثوري الإيرانية بضرب الداخل الأمريكي في حال قرر البنتاغون توجيه ضربة مضادة لطهران ردا على استهداف القاعدتين الأمريكيتين في العراق.

وفي سياق متصل، كشفت العديد من وسائل الإعلام الايرانية أن الصواريخ التي اطلقتها قوات الحرس الثوري الايرانية فجر يومنا هذا على قاعدة عين الاسد التي تتمركز فيها العديد من القوات الامريكية هي من نوع “قيام” التي يبلغ مداها ٨٠٠ كيلومتر، وتحمل ذخيرة حربية بوزن ٦٥٠ كيلوغرام، استخدمت في قصف القواعد الأميركية في العراق، بالإضافة إلى صواريخ ذوالفقار الباليستية، فيما رجحت وكالة تسنيم أن يكون صاروخ “فاتح 313” الذي يعمل بالوقود الصلب، من ضمن الصواريخ المشاركة في العملية. وفي سياق متصل، نشر وزير الخارجية الإيراني “محمد جواد ظريف” تغريدة قال فيها إن بلاده أنهت اتخاذ إجراءات “مناسبة” للدفاع عن النفس وفقا للمادة رقم 51 من ميثاق الأمم المتحدة مؤكدا أن إيران لا تريد التصعيد لكنها ستدافع عن نفسها في وجه أي “عدوان” عليها.

وهنا تجدر الاشارة إلى أن الآلاف من أبناء الشعب الايراني العزيز خرجوا فجر يومنا الى الشوارع في مدينة “مشهد” بعد بدء الضربات الصاروخية التي أطلقها الحرس الثوري على القوات الامريكية في قاعدة “عين الاسد” في محافظة الانبار العراقية، ثأرا للشهيد “قاسم سليماني” والشهد “أبو مهدي المهندس” ورفاقهما واطلق المواطنون شعارات “الموت لامريكا” و”الموت لإسرائيل”، ورددوا هتافات مؤيدة للعمليات العسكرية ومناهضة للولايات المتحدة والكيان الصهيوني وبعض الانظمة العربية المنبطحة والموالية للإدارة الامريكية.

وفي هذا الصدد، ذكرت بعض التقارير الميدانية بأن هذه الهجمات الصاروخية تسببت في وقوع الكثير من القتلى والجرحى في صفوف القوات الامريكية التي كانت تتمركز في قاعدة “عين الاسد”، بالاضافة إلى وقوع أضرار جسيمة في المعدات والتحصينات العسكرية الامريكية ولفتت تلك المصادر إلى مقتل أكثر من 80 وجرح ما لا يقل عن 200 من الجنود الامريكيين في ذلك الهجوم المفاجئ الذي جاء انتقاماً لدماء الشهداء الذي استشهدوا فجر يوم الجمعة الماضي على أيادي الغدر والخيانة الامريكية وفي هذا السياق، أعلن الجيش الأمريكي أنه يجري تقييما للأضرار ولإصابات البشرية التي سقطت في قاعدة عين الأسد بالعراق، والتي زارها الرئيس دونالد ترامب في ديسمبر/ كانون الأول 2018، وبمنشأة أخرى في أربيل وقال “جوناثان هوفمان”، المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية، في البيان “من الواضح أن هذه الصواريخ قد أُطلقت من إيران وانها تسببت باضرار جسيمة وبسقوط الكثير من القتلى والجرحى في صفوف القوات الامريكية”. وأضاف قائلا:”نعكف على تقييم الوضع، وسنتخذ كل الخطوات الضرورية لحماية الجنود الأمريكيين والشركاء والحلفاء في المنطقة والدفاع عنهم.”

وتجدر الاشارة إلى أن هذه الهجمات الصاروخية التي نفذتها قوات الحرس الثوري الايراني على قاعدة عين الاسد جاءت بعد ساعات فحسب من قول وزير الدفاع الأمريكي “مارك إسبر” إن للولايات المتحدة أن تتوقع ردا إيرانيا على قتلها القائد العسكري الإيراني “قاسم سليماني” في ضربة بطائرة مسيرة يوم الجمعة. وقبل لحظات خرج الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” عن صمته وعلق على الهجومين الإيرانيين الذين استهدفا قاعدة “عين الأسد” الأمريكية بالعراق. وزعم “ترامب” في تغريدة عبر حسابه بتويتر قائلا: “كل شيء بخير وعلى ما يرام .. صواريخ أطلقت من إيران على قاعدتين أمريكيتين بالعراق”. ومن المتوقع أن يدلى قائد الثورة الايرانية سماحة السيد آیة الله “علي خامنئي” بتصريحات بعد عدة ساعات حول هذه الهجمات التي استهدفت قوات امريكية في قاعد “عين الاسد”. وفي الختام تجدر الاشارة بأن القوات الايرانية اوفت بعهدها لشعبها وتمكنت خلال الساعات الماضية من تكبيد القوات الامريكية المتمركزة في قاعدة عين الاسد الكثير من الخسائر في الارواح والعتاد وهذا الامر يؤكد بأن إيران لا ترعبها الغطرسة الامريكية.

 

الوقت التحليلي

قد يعجبك ايضا