المستقبلُ المقاوِم
موقع أنصار الله || مقالات ||أحمد بدر الحاضري
شكّلت التطوراتُ الأخيرةُ في الشرق الأوسط، وأبرزُها العدوانُ الأمريكيّ على العراق واستشهاد القائد الإسلامي قاسم سليماني والقائد المهندس، نقطةَ تحوُّلٍ كبيرةً في مختلف الاتّجاهات بالنسبة لمحور المقاومة ولدول الاستكبار العالمي أَيْـضاً.
فمحورُ المقاومة كان قبلَ هذا الحدثِ يعمَلُ في اتّجاهات مختلفة رغم واحدية الهدف المنظور، ما جعل الاستكبارَ العالميَّ والشيطانَ الأكبرَ الأمريكيّ يستهدفُ كُـلَّ فصيل أَو مكون مقاوم بشكل منفرد والضغط عليه وربما إنهاكه وكَبْته والسيطرة عليه، كما حصل مع الأحرار في البحرين والقطيف بالحجاز المسمّى بالسعودية، لكن هذا التطورُ جعل كُـلَّ مكونات المقاومة متوحِّدة وبشكل علني قد يجعلها كالجسد الواحد ستتداعى كُـلُّ قواته لحماية أيِّ عضوٍ فيه، ما سيجعل دولَ الاستكبار أكثرَ خوفاً وتحسبًا أمام أية خطوة عدوانية مستقبلاً.
خطاباتُ قادة المقاومة السيد الخامنئي والسيد نصر الله والسيد القائد عَبدالملك الحوثي كانت خطوةَ البدء والتدشين للمرحة الأَهَـمّ والأخطر أمام هذا المحور المتمثلة بتطهير المنطقة من الوجود الأمريكيّ الذي عاث فيها فساداً وتدميراً، لكن هذه المرحلة لن تكونَ سهلةً كما يتوهم البعض بل ستكون الأصعب، خُصُـوْصاً وأن الطاغوتَ الأمريكيّ جنّد الكثير من أبناء الأُمَّــة العربية كمرتزِقة بهيئةِ الإسلام الأمريكيّ، بالإضافة إلى الوسائل الخبيثة التي سيستخدمُها الشيطانُ الأمريكيّ؛ مِـن أجلِ البقاءِ والاستمرار في نهب ثروات الشعوب التي تمثِّلُ عاملاً اساسياً في بقائه على الوجود.
إنَّ السناريوهاتِ الخبيثةَ لدول الاستكبار والمخطّطات الشيطانية واستهدافَ وعي المجتمعات لن يكونَ السبيلَ لدحرها سوى ثقافة الشهادة والجهاد التي تعرضت لحملة تشويه كبيرة من خلال ربطها بالتنظيمات الإجرامية التابعة لأمريكا والصهاينة خلال الأعوام الماضية، لكن ما لم يحسب له الشيطانُ الأكبرُ حساباً هو ظهورُ أَعلامٍ للهدى كالسيد القائد عَبدالملك الحوثي الذي صحَّح المفاهيمَ وأَعطى للشهادة والجهاد حقَّها ومستحقَّها.