عملية البنيان المرصوص.. الدلائل والأبعاد
|| مقالات || منير اسماعيل الشامي
في عملية عسكرية كبرى أطلق عليها البنيان المرصوص تمكنت قواتنا المسلحة من تطهير جميع مناطق نهم وعدد من مديريات محافظتي مأرب والجوف، وبمساحة تفوق ٢٥٠٠ كم مربع وسيترتب على هذا الانجاز أبعاد إستراتيجية هامة ذات دلائل وأبعاد على مستقبل المواجهة مع قوى التحالف الإجرامي.
هذا الإنجاز العسكري الخارق بعملية البنيان المرصوص تمخضت عن القضاء التام على اكبر قوة عسكرية لقوى العدوان تم تجهيزها بكل الإمكانيات وأحدثها تكنلوجياً وأسلحةً للسيطرة على العاصمة صنعاء يعني القضاء الكامل على أي تهديد مستقبلي للعاصمة نهائياً، وهذا أهم بعد عسكري للعملية.
هذا الانجاز العسكري التاريخي نجحت فيه قواتنا المسلحة من دحر ١٧ لواء وأكثر من عشرين كتيبة تعتبر صدمة مزلزلة لقوى العدوان وسيترتب عليه تغيير في معادلة المواجهات لصالح قواتنا المسلحة وبنسبة ١٠٠٪
مسرح العمليات الواسع والذي تقدر ب ٢٥٠٠ كم٢ يعكس بلوغ قواتنا المسلحة مستوى عالي في إدارة المعركة والسيطرة على توجيهها كما يدل ويؤكد على الاحتراف العسكري لقواتنا وعلى دقة التخطيط الميداني وبراعة التكتيك الحربي، والتفوق الغير مسبوق في تحريك هذه العمليات وتوجيه مسارها نحو الانقضاض المحكم على قوات العدو في الزمان والمكان المناسبين، بأقل كلفة وبأسرع وقت، وتعكس أيضا كفاءة قواتنا المسلحة في تحويل التهديد إلى فرصة وقلب مسرح العمليات رأسا على عقب.
إحباط قوة عسكرية بهذا الحجم توازي جيش دولة مزودة بكافة الإمكانيات الحربية والتكنولوجية وتملك غطاء جوي قوي، والنجاح في دحرها وقتل وجرح الآلاف من أفرادها واسر المئات منهم، والسماح لمن تبقى من أفرادها بالفرار بفتح ممر آمن لها يقع تحت سيطرة قواتنا المسلحة واغتنام كل أسلحتها وفي زمن قياسي وفي بضعة أيام فيه دلالة على كفاءة أجهزة الاستخبارات العسكرية لقواتنا الباسلة وعلى حنكتها وذكاءها وعلى مستوى الأداء القتالي الرفيع لأفراد قواتنا المسلحة وبراعتهم في تنفيذ العمليات بدقة متناهية تفضي إلى التفوق العالي والقدرة على تحويل عوامل قوة العدو وتفوقه في العتاد والعديد إلى عوامل ضعف عليه وهذا هو الانتصار العظيم
التنسيق الفعال بين الوحدات المختلفة من قواتنا المسلحة وأداء كل وحدة مهامها في الوقت الذهبي المحدد لها يعكس مستوى كفاءة عسكرية وأداء عملياتي بالغ الدقة ووفقا لخطط عسكرية منظمة ومحكمة ويدل على تقنية حربية احترافية .
هذه العملية حسمت المعركة في أكثر من ثلاث جبهات قوية وظلت مشتعلة طوال السنوات الماضية في زمن قياسي يدل على أن المعركة في هذه العملية معركة نوعية غير عادية خاصة ومسرح العمليات مساحة واسعة ذات تضاريس صعبة جدا وفي ظل إمكانيات محدودة من حيث العتاد والآليات.
فرضت قواتنا المسلحة نفسها في مسرح العمليات كقوة متحكمة مطلقة على كل مجريات المعركة، وهو ما ساهم في ضرب النفسية القتالية وعزز الانهزام النفسي المسبق لهم الذي أفضى إلى هزيمتهم الفعلية في بداية المعركة.