المقاطعة الاقتصادية للمنتجات الأمريكية والإسرائيلية ( 3_ 3 )

موقع أنصار الله  || تقارير  || خاص

 

بإمكان الجميع أن يقاطع المنتجات الأمريكية والإسرائيلية:

يؤكد الشهيدَ القائدَ على أهمية المقاطعة الاقتصادية لمنتجات الأعداء، حيث يقول:

“المقاطعة الاقتصادية كذلك، يجب أن الناس يهتموا بها…”

وإذا كانت المقاطعة مؤثرة بهذا الشكل، يدعو الشهيدَ القائدَ الناس لأن ينطلقوا فيها وأن يكون عندهم اهتمام لاسيما وأنه يوجد بدائل وأرخص من المنتجات التي سيتم مقاطعتها، يقول:

“فإذا كانت مؤثرة بهذا الشكل ينطلق الناس فيها, ومعظمها أشياء يوجد بدائل لها، يوجد بدائل أرخص منها وأفضل منها, الإنسان المؤمن يكون عنده هذا الشعور، عنده هذا الإهتمام، حتى ولو عندك إن ما بلا أنت إعمل هذا الشيء, ما تشتري بضائع أمريكية”.

ويضيف بالقول: “نزلت قوائم فيها أسماء بالبضائع الأمريكية التي يقاطعها الناس, يهتم كل واحد أنه يقاطعها, يهتم كل واحد أنه يذكِّر صاحب دكان أو صاحب متجر أنه لا عاد يورد منها, إذا قد ورَّد كمية يحاول أنه يصرفها وبسْْ، ما عاد يستورد شيء جديد”.

وفي سياق ذلك، يؤكد الشهيدَ القائدَ أن إمكانية المقاطعة الاقتصادية ليست قضية صعبة، وأن بإمكان الجميع أن يقاطع المنتجات الأمريكية والإسرائيلية، حيث يقول:

“أنت عندك إمكانية أن تقاطع امتنع، لا تشتري. هل هي قضية صعبة أنك لا تشتري بضاعة أمريكية أو إسرائيلية؟“.

ويضيف: “…لأنه هكذا من واجب المؤمنين وإن كان عملاً يبدو بسيطاً مثل شعار يرفعه يقاطع بضائع توجيهات للناس أن يعودوا إلى دين الله”.

وفي مقابل ذلك، يبين الشهيدَ القائدَ أن الخسارة الحقيقية تبرز في أشياء هي سهلة جداً ولا تؤدي أي خسارة من أجلها، يقول:

“…وفعلاً ترى بأنه الفئة السابقة: {مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ} في خسارتهم تبرز أشياء هي سهلة جداً وهي جهاد فلا يعد يتوفق أن يصل إليها، شعار يرفعه، أو بضاعة أمريكية وإسرائيلية يقاطعها، لا يعملها، يشتري قمحاً أمريكياً وهناك قمح آخر أمامه! أليست هذه خسارة، يتوقف أن يرفع شعاراً في مسجده، لا يحتاج يخسر من أجله ولا ريالاً واحداً، أليست هذه تعتبر خسارة؟ ..”.

ويبدّد الشهيدَ القائدَ المزاعم التي تراود البعض بعدم جدوى المقاطعة طالما وأن معظم الناس قد تعودوا على شراء منتجات الأعداء، وهنا يؤكد أن هناك أناس أخرين في البلاد العربية يقومون بمقاطعة المنتجات الأمريكية والإسرائيلية، وأن يحسب كل شخص نفسه بأنه رقم يضاف إلى الآلاف من الأرقام الأخرى في البلاد العربية التي تقاطع، حيث يقول:“المقاطعة مؤثرة جداً وحتى لو لم يكن إلا منطقة واحدة، ما يقول واحد كم يا ناس بيشتروا, في ناس آخرين بيقاطعوا في البلاد العربية، فأنت لا تحسب نفسك مع الذين لا يقاطعوا، احتسب نفسك رقم إضافة إلى آلاف الأرقام الأخرى في البلاد العربية تقاطع”.

ويدعو الشهيدَ القائدَ إلى أن يترك الناس تلك التفسيرات بعدم جدوى المقاطعة، وينطلقوا في المقاطعة من منطلق أنه ما دام وأن المقاطعة الاقتصادية تؤثر علة الأعداء، يقول:“يتركوا الناس كلمات: [أن هذا العمل ما منه شيء، وهذا ما منه فائدة، مه بايجي ذا، مهذي با يسوي؟ مهذي با أؤثر عليهم إني ما عاد أشتري كوب عسل، لا.]. هذه التفسيرات الناس يتركوها, وينطلقوا من منطلق أنه ما دام المقاطعة الإقتصادية تؤثر، إذاً سنقاطع، وسترى بأنك أنت شخص واحد كم ستكون مشترواتك في السنة الواحدة، ستطلع أرقام كبيرة, خلي عنك آلاف معك, وإذا أنت ترى أهل بلادك ما بيقاطعوا ما بيهتموا، فاعتبر نفسك ما أنت رقم غريب، أنت رقم مع مقاطعين كثير في أندونيسيا في ماليزيا في مختلف البلاد الإسلامية، والبلدان العربية الأخرى، احسب نفسك واحد مع هؤلاء في المقاطعة, ما تحسب نفسك واحد مع الذين ما بيرضوا يقاطعوا وما بيرضوا يفهموا من أهل البلاد”.

والجدير بالذكر أنه ظهرت حركات شعبية لمقاطعة المنتجات الإسرائيلية ولعل أبرز ذلك في حركة مقاطعة إسرائيل العالمية BDS)) التي انطلقت من فلسطين المحتلة في يوليو 2005 لتصبح اليوم حركة عالمية تهدف أساساً لمقاطعة “إسرائيل”، وسحب الاستثمارات منها، وفرض العقوبات عليها، كما تسعى الحركة إلى تشجيع المنتج الوطني وتوفير البديل للمنتج الإسرائيلي من حيث الجودة والسعر، الأمر الذي دفع إسرائيل إلى التحذير بأن الحركة يمكن أن تشكل خطراً استراتيجياً على دولة “إسرائيل” مستقبلاً.

ويمكن معرفة مدى تأثير حركة المقاطعة من خلال الحرب الصهيونية المضادة، حيث تصريحات وزراء العدو مدى الضرر الذي تسببه حركة المقاطعة لنظامهم الاستعماري؛ حيث وصى وزير المخابرات “يسرائيل كاتس” بالقيام بعمليات تصفية مدنية موجهة واغتيالات بحق نشطاء المقاطعة البارزين بالتعاون مع أجهزة المخابرات الصهيونية والدولية.

وحركة مقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها هي حركة فلسطينية المنشأ عالمية الامتداد تسعى لمقاومة الاحتلال والاستعمار الاستيطاني الإسرائيلي، من أجل تحقيق الحرية والعدالة والمساواة في فلسطين وصولاً إلى حق تقرير المصير لكل الشعب الفلسطيني في الوطن والشتات.

وانطلاقاً من فشل الحكومات والمجتمع الدولي في وقف الاضطهاد الإسرائيلي المركّب ضد الشعب الفلسطيني، أصدرت أغلبية المجتمع المدني الفلسطيني نداءً تاريخياً في عام 2005 موجهاً لأحرار وشعوب العالم، يطالبهم بدعم مقاطعة إسرائيل كشكل رئيسي من أشكال المقاومة الشعبية الفلسطينية، وكأهم شكل للتضامن العالمي مع نضال الشعب الفلسطيني من أجل حقوقه، حيث شارك أكثر من 170 مكوناً من اتحادات شعبية ونقابات وأحزاب ولجان شعبية ومؤسسات أهلية فلسطينية في إطلاق النداء التاريخي لمقاطعة إسرائيل، ناشد أحرار وشعوب العالم بمقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها.

ويؤكد الشهيدَ القائدَ بأن الجهاد في سبيل الله ومواجهة أعداء الله لا يعني أن مجالات الرزق ستقفل كما كان يعتقد الكثير، بل أن الطيبات من أمطار وبركات قد تأتي من عند الله سبحانه وتعالى عند مواجهة الأعداء فعلاً، يقول:“… يقدر الإنسان بأن الجهاد في سبيل الله ومواجهة أعداء الله يعني: ستقفل مجالات الرزق، كثير كان يعتقد هذه، عندما بدأنا نرفع شعاراً يكون عنده أنهم سيقطعون [البر] علينا، ألم يكن البعض يقولون هكذا؟ طلعوا إلى الأسواق براً آخر، ألم يطلع بر آخر إلى الأسواق؟ لا يقدر الإنسان أنه إذا تحرك في سبيل الله، أو أمام أعداء من هذا النوع الذين هم أعداء، يعملون بكل وسيلة بما فيها الحرب الاقتصادية، أو وسائل كثيرة، أنك عندما تواجههم سيتمكنون من أن يقطعوا رزقك، بل ربما لا يقطعون الطيبات، بل قد تأتي الطيبات عندما تواجههم فعلاً من عند الله سبحانه وتعالى؛ لأن الطيبات هي من عنده، أمطار ينزلها، وبركات ينزلها، وتحصل طيبات للناس.

ويضيف بالقول: “… لا تقعدوا تحت أي خوف من ماذا؟ أن لا يحصل رزق، أو لا تحصل طيبات، أو أشياء من هذه.لاحظ بعض الناس هنا هم في مقام أن يقال لهم: واتقوا الله، عندما يأتي يريد يأكل براً أمريكياً؛ لأن لونه أبيض، يوجد فيه قليل بياض فهو غير مستعد أن يضحي بقليل لون قد يكون هذا اللون الفارق بينه وبين بر آخر متوفر في السوق وأرخص منه أرقام قليلة جداً، فهو غير مستعد، يريد الطيبات، هذه هي الحالة السيئة، لا يريد أن يضحي بلون بر مع وجود بر آخر، في سبيل أن يؤثر على العدو، ويقاطعه اقتصادياً، ويكون عاملاً في سبيل الله، {كُلُواْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللّهُ حَلاَلاً طَيِّباً} وسيوفر لك شيئاً آخر، لو تنازلت عن لون في هذا البر، قد يجعل في البر الآخر بركة، وقيمة غذائية لك أحسن من مجرد اللون؛ لأن لون القرص ماذا يعمل لك، هل لون القرص يعطي قيمة غذائية؟ قد يكون لونه معه سموم في الواقع، وقد يكون بر آخر، ما يزال يزرع زراعة طبيعية، وهو أرخص، يكون لونه أسود، قد يكون له قيمة غذائية أفضل.”.

ويبين الشهيدَ القائدَ الفقه القرآني للعديد من التساؤلات حول مقاطعة المنتجات الأمريكية والإسرائيلية، حيث يقول:“نقول: نقاطع بضائع الأمريكيين، يقولون: كيف نقاطع والله يقول: {وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ}(المائدة: من الآية5)؟ أليست هذه من التساؤلات؟ وسيقتنع ويستمر يشتري من طعامهم ويستمر يورد كل ما عنده إلى جيوبهم، وكل ما تقدم قضية يكون مليئاً بالتساؤلات ما تدري في الأخير وإذا هو أو أولاده هو باعتبار موقفه وأولاده قد حولهم إلى كفار.فعلاً الروحية هذه معناه أنها خطيرة، خطيرة جداً على الناس في زمن رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) أو في أي زمن هم فيه في حالة صراع مع أعداء الله وخاصة أعداء من هذا النوع من أهل الكتاب…”.

ويؤكد بالقول:“… لذلك نحن نقول عندما يأتي البعض يأتي بهذه الآية في موضوع المقاطعة، مقاطعة بضائعهم، قال إن الله يقول: {أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حِلٌّ لَّكُمْ} قلنا: نحن بحاجة إلى فقه قرآني، بحاجة إلى أن نعرف القرآن؛ لأن الذي يقول هذا لا يعطي معنى لكلمة {الْيَوْمَ}، {الْيَوْمَ} هي تحكي لك وضعية هامة جداً، وضعية من الذي يستطيع يشخصها إلا من يفهم كتاب الله…”

ويضيف:“…إذاً في وضعية كهذه لا يصح لأحد من الفقهاء يقول: {أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حِلٌّ لَّكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلُّ لَّهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ} نهائياً على أساس ماذا؟ على أساس {الْيَوْمَ} الذي هنا يقدم لك وضعية معينة…”.

ويؤكد بالقول: “إنها قضية توحي برؤية {الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ} اليوم توحي بماذا؟ توحي بتقييم لوضعية ولتعرف أن الآخرين إذا لم يعد لديه أمل في إقامة كيان له، وليس هناك كيان قائم له إذاً لن يفكر أن يحاول أن يعمل سم أو يحاول يعمل أشياء أخرى، قابل لأن يذوب، خاصة إذا وجد هناك مجتمعاً مسلماً متميزاً جذاباً يمثل الإسلام، لكن ما دام هناك فكرة لإقامة كيان لهم، وما دام هناك كيانات قائمة لهم ودول فهي خطيرة حتى لو أظهرت الإسلام.

ويردف بالقول: “إذاً في وضعية كهذه نقول: حتى لو أظهرت الإسلام، في وضعية كهذه حتى لو أظهرت اليهودية أو النصرانية الإسلام فيجب أن يكون الناس بعيدين عنها، إلا في تقديرات معينة، وقد أظهرت إيماناً، ألسنا ندعو إلى مقاطعة منتجاتهم؟ ندعو إلى مقاطعة منتجاتهم، ولا نعتبر أنه مقبول أن يقول أحد لكن الله يقول: {وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حِلٌّ لَّكُمْ} لأنه لا يعرف {الْيَوْمَ} ماذا تعني”.

الهوامش:

دروس من هدي القرآن الكريم، سلسلة دروس شهر رمضان المبارك، سورة النساء، الدرس الثامن عشر.

دروس من هدي القرآن الكريم، سلسلة دروس شهر رمضان المبارك، سورة النساء، الدرس العشرون.

دروس من هدي القرآن الكريم، سلسلة دروس شهر رمضان المبارك، سورة المائدة، الدرس الثاني والعشرون.

دروس من هدي القرآن الكريم، سلسلة دروس شهر رمضان المبارك، سورة المائدة، الدرس الثالث والعشرون.

دروس من هدي القرآن الكريم، سلسلة دروس شهر رمضان المبارك، سورة البقرة، الدرس السادس.

دروس من هدي القرآن الكريم، سلسلة دروس شهر رمضان المبارك، سورة المائدة، الدرس الحادي والعشرون.

 

قد يعجبك ايضا