خارطة التقدمات في عملية البنيان المرصوص
|| صحافة ||
تجاوز نصر البنيان المرصوص حدودَ جغرافية نهم، ممتداً مع جبالها إلى مجزر مأرب غرباً، وبراقش الجوف.
التفافاتٌ متعددةٌ رئيسية وفرعية، أحاطت في لحظة هجوم متزامنة بالجبال الحاكمة عسكريّاً على المنطقة، بدءاً من عيدة الشرقية وسلسلة المرتفعات المتصلة به، وصولاً إلى رشا ووادي ملح، حيث أُحكم الطوقُ على جبلي القرن والقتب وجبل المنارة الأعلى في المنطقة.
كما تُعتبر عملياتُ السيطرة الخاطفة التي جسدها أبطالُ الجيش واللجان الشعبيّة خلال العملية “البنيان المرصوص”، نموذجاً لمدى التكتيك القتالي والعسكريّ الذي باتت قواتُنا تتسلحه في غمارِ معاركِها ضد قوى العدوان ومرتزِقتها، في أيِّ محور من محاور القتال، بغض النظر عن طبيعة التضاريس والوعورة الجغرافية.
صورة من أعلى جبل المنارة، الجبل الذي لا يعلوه جبل في نهم، وهي القمةُ الحاكمةُ والمسيطرةُ على كافة الجبال والمساحات الجغرافية في مديرية نهم.
وقد أدّت عمليةُ الاقتحام والسيطرة على هذا الجبل، إلى تقهقرِ قوى العدوان ودحرها من مناطقَ واسعة محيطة بهذا الجبل الاستراتيجي، حيث وقد مكّن من السيطرة النارية الكبيرة على مناطقَ عديدة مجاورة وغير مجاورة، وهو العاملُ الآخرُ الذي حاصر تمركز المرتزِقة، وأدّى إلى سقوطِهم كلياً من المنطقة الجغرافية الواسعة التي يطلُّ عليها هذا الجبلُ الاستراتيجي.
من الخلف، حوصرت القواتُ، ومن الأمام هوجمت، اشتعلت خطوط التماس، من بطون الأودية إلى أعالي الجبال، أَو العكس، كما جرى الوضعُ في وادي ملح والمدفون نزولاً من أعلى المنارة حتى بوابة معسكر فرضة نهم.
عند معسكر الفرضة، التقت بعضُ مسارات الهجوم الرئيسية، وواصلت تقدّماتها صوب الجبال التالية وصوب نقيل الفرضة وحيد الذهب ومناطق جديدة من مجزر.
الفرضة ملتقى الحسم العسكريّ المرتبط بمرتفعات يام، بدءاً من تبة القناصين وسلطاء والحول وبران، والتحاماً مع بقية المحاور المجتاحة لمواقع المرتزِقة في جبل يام، الجبل الأكثر امتداداً والمحصن بوعورته وتضاريسه والمعسكِرِ عليه الآلاف من المرتزِقة من ألوية وكتائب متعددة، وهنا أَيْـضاً واصل أبطالُ الجيش واللجان الشعبيّة تلقينَ الأعداء دروساً قتالية، اتّسمت بالتنسيق والتسلسل للعمليات الهجومية التي تنوعت براً وجواً.
يزداد عددُ وانتشار المعسكرات طردياً مع الأهميّة الاستراتيجية للجبال، فكلما كان الجبلُ ذا موقع حساس، زاد عددُ المعسكرات في المواقع المستحدثة عسكريّاً، وعلى هذا الأَسَاس وزّع المرتزِقةُ معسكراتهم ومراكز قواتهم.
وفي ظلِّ التقدّم المستمر والمتسارع لأبطال الجيش واللجان الشعبيّة، وما قابله من سقوط أكثر سرعة لقوى العدوان على الأرض، تشتّت قواتُ المرتزِقة وفقدت في أول ضربة ميزةَ تفوقها العددي والنوعي، واحترقت في غضون ساعات من بدء الهجوم خطوطُ الدفاع الأولية والثانوية، وشرعت قوات الجيش واللجان في استغلال الثغرات وتوسيعها إلى أن تدحرجت كرةُ النصر من نقيل الفرضة وحيد الذهب غرباً، صوب مديرية مجزر ومديرية مدغل المحاذية لمدينة مأرب، وشمالاً من يام والحيد والجرشب صوب براقش، وعند مفترق طرق المحافظات الثلاث، حيث التحمت المحاور والجبهات ساعة نزولها من جبال نهم.
وبعد هذه العمليات الخاطفة، كانت النتيجةُ هي تطهير جبهة نهم وشق طريق المعركة لمسرح عمليات يمتدُّ إلى ما بعد نهم بعشرات الكيلو مترات، وهو ما جعل قوى العدوان ومرتزِقتها في الجوف ومأرب، في لحظة انتظار وتوجس للضربة التالية التي ستوجّـهها قواتُ الجيش واللجان الشعبيّة المنتشية بالانتصار الساحق على خصومها في جبهة نهم الاستراتيجية، والتي يقف إلى جانبها أَيْـضاً حالة الرعب والدهشة لدى خصمها في الجوف ومأرب، جرّاء السيناريوهات التي احتوتها عمليةُ البنيان المرصوص.
وعند مفترق طرق محافظات ثلاث (صنعاء – الجوف – مأرب)، التقت مساراتُ الهجوم للجيش واللجان الشعبيّة، وواصلت تقدّماتها صوب المناطق التالية من مأرب والجوف.
المسيرة| يحيى الشامي