” البنيان المرصوص” إعجـــاز الإنجــــاز .. وإقـــدامُ حُفــــــــاة الأقــدام
العملية أسقطت رهان العدوان على ضرب اليمن ببعض أبنائه
|| صحافة ||
• العمليات العملاقة التي ينفذها أبطال الجيش واللجان الشعبية عادة ما تتخذ لها أسماءً قرآنية، هذا لأن لها طابعها الخاص ( القرآني ) ، فعملية ( البنيان المرصوص ) ، وعملية ( نصرٌ من الله ) لا يمكن أن تكونا من العمليات العادية التي يمكن لأي جيش أن ينفذها، فبالنظر إلى التباينات الهائلة بين جندي حافي القدمين لا يحمل سوى سلاحه الشخصي ( البندقية)، وبين جيش يمتلك مختلف المعدات والآلات الحربية والعتاد الحربي الثقيل، ثم في وقت قياسي للغاية يسجل الجيش واللجان النصر الساحق، الذي يرهب بمَشاهِدِهِ التلفزيونية أعتى قادة العدوان، الذين تتملك الدهشة كيانهم، ويسيطر الذهول على وعيهم، وهم يقررون خلف مكاتبهم أنهم لا قبل لهم بالمواجهة مع هؤلاء الرجال، لأنهم يمتلكون شيئاً يختلف عما تمتلكه دول العدوان مجتمعة، يمتلكون الشجاعة التي لا تقهرها قوة الطيران، ولا تهزها قوة الدبابات، ولا تؤثر فيها غزارة الجيوش، ولا حجم التآمرات، ويمتلكون فوق هذه الشجاعة القضية، نعم قضية اليمن.
صلاح محمد الشامي
• العمليات العملاقة التي ينفذها أبطال الجيش واللجان الشعبية عادة ما تتخذ لها أسماءً قرآنية، هذا لأن لها طابعها الخاص ( القرآني ) ، فعملية ( البنيان المرصوص ) ، وعملية ( نصرٌ من الله ) لا يمكن أن تكونا من العمليات العادية التي يمكن لأي جيش أن ينفذها، فبالنظر إلى التباينات الهائلة بين جندي حافي القدمين لا يحمل سوى سلاحه الشخصي ( البندقية)، وبين جيش يمتلك مختلف المعدات والآلات الحربية والعتاد الحربي الثقيل، ثم في وقت قياسي للغاية يسجل الجيش واللجان النصر الساحق، الذي يرهب بمَشاهِدِهِ التلفزيونية أعتى قادة العدوان، الذين تتملك الدهشة كيانهم، ويسيطر الذهول على وعيهم، وهم يقررون خلف مكاتبهم أنهم لا قبل لهم بالمواجهة مع هؤلاء الرجال، لأنهم يمتلكون شيئاً يختلف عما تمتلكه دول العدوان مجتمعة، يمتلكون الشجاعة التي لا تقهرها قوة الطيران، ولا تهزها قوة الدبابات، ولا تؤثر فيها غزارة الجيوش، ولا حجم التآمرات، ويمتلكون فوق هذه الشجاعة القضية، نعم قضية اليمن.
• اليمن التي تنبض بها قلوبهم، اليمن التي قال فيها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم 🙁 الإيمان يمان والحكمة يمانية ).. ويمتلكون إرثاً تاريخياً عريقاً، ما تزال جيناته الوراثية في كل كيانهم، من شجاعة وقوة وبأسٍ شديد.
• العدو يدرك ذلك، ولذا فقد حسب حسبته، وأراد ضرب يمني بيمني، وينهي المعادلة، ولكنه لم يدرك أن معادلته تنقصها المعرفة، ويعوزها كثير من التجربة، ثم إنه يعتمد على الخارج في جلب قوالب جاهزة لا تناسب الوضع اليمني.
• اليمني لا يمكن أن يقف أمامه غازٍ ، أو يهزمه متسلط، حين يكون فقط على الحق ومع الحق، اليمني إذا امتلك الإيمان سطّر المعجزات، لذلك فقد خسر العدو رهانه على أن يضرب أبناء اليمن بعضهم ببعض، وفوق ذلك أدى لنا خدمة كبيرة، فوق كل ما يتوقع، فبتجنيده لبعض أبناء اليمن للعمل في صفوفه كمرتزقة، عمل – دون أن يشعر – على فرز الغثاء، عما ينفع الناس، فالزَّبَدُ من أبناء هذا الشعب، الذين كانوا تحت سيطرته الإعلامية، وتحولوا إلى سيطرته الفعلية، أفرزتهم هذه الحرب، وكانوا في صفوف العدوان، ولذلك لم يخسر اليمن من أبنائه الخيّرين أحداً، المرتزقة هم الذين خسروا أنفسهم، ولذلك لم يكن لهم وزنٌ في عملية ( البنيان المرصوص ) ، وكانوا في الفرار جديرين بتسجيل أرقام قياسية.
• ستتوالى وستتابع هزائمهم، وتتوالى انتصاراتنا، وفي كل يوم ستتزايد قدراتنا الدفاعية / الهجومية، وتتكامل مقاماتنا الإيمانية، وثقتنا بالمدد الربانيّ، لأننا متأكدون بأننا على الحق، ونمضي في طريق الحق، ونقاتل في سبيل الحق، ولا شيء لدينا إلا الحق.
• كان من المفترض أن تتكلم هذه المقالة عن التكتيك القتالي، أو الإبهار العسكري في صناعة النصر، ولكن انفعالي الشعوري، مع هذا الإنجاز العظيم، سرح بي للإطراء .. ولكن لا بد من الحديث عن التكتيك العسكري وسرعة الإنجاز ولو بعجالة.
• إن فرقة كاملة من القوات الخاصة، أو قوات العمليات الخاصة التابعة لأقوى الجيوش العالمية وأجهزتها الاستخبارية لا يمكنها أن تصنع مثل هذا الإعجاز العسكري، فما الذي صنعه أبطال الجيش واللجان الشعبية بأسلحتهم الشخصية، لتدمير 17 لواءً عسكرياً، تتسلح بكافة الأسلحة والعتاد الحربي الثقيل، بالإضافة إلى عدة كتائب متخصصة، وفوق ذلك غطاء من الطيران الحربي بتشكيلاته المتنوع من المقاتلات من طراز F16 ، والطيران العمودي الأباتشي الذي حُيِّدَ – تقريباً – عبر منظومات دفاعية لم يعلن عنها الجيش واللجان بعد.
3500 من جنود العدوان وقاداته ومرتزقته سقطوا بين قتيل وجريح وأسير، بإحصائية دقيقة خرجت في وقت قياسي أيضاً، ما دفع بالقيادة إلى التوجيه بالتعامل مع 1500 من جثث القتلى بطريقة إنسانية في الدفن، وعدم بقائها للسباع وكلاب البراري وذئاب الجبال، بينما تم التعامل مع الجرحى بأسمى الطرق الإنسانية والقيم الإسلامية الحقة، ولم يشكلوا – رغم عددهم الكبير ( 1830 جريحاً) – عبئاً كبيراً، رغم كونه كذلك، وذلك فقط لأنهم من أبناء اليمن، ويمكن إعادة تأهيلهم، وتعليمهم، ويكفي عودتهم مع الأسرى سالمين إلى حضن اليمن .. ويكفي أن العدوان الذي جندهم ضد وطنهم وأمتهم، قد خسرهم، وقد خسر تضليله، وفقدهم ولن يعودوا إلى صفوفه أبداً.. ويكفيهم أنهم قد ربحوا حياتهم وتبين لهم الحق ويمكنهم العودة إليه قبل أن يخسروا أنفسهم من خزي الدنيا وعذاب الآخرة.
2500 كيلومتر مربع تم تحريرها في أيام، ومشاهد مخزية للعدوان من طوابير طويلة لعتاده الحربي الذي دمره رجال الرجال، طوابير من مختلف الدبابات والمدرعات والأطقم والعربات القتالية، تظهر مدى دقة التنظيم في صفوف وتشكيلات العدو، ولكن ذلك كله لم ينفعه في شيء، لأنه لا يمتلك ما يمتلكه الرجال الرجال من الإيمان والقضية اليمنية، وحب اليمن، حب اليمن الذي يبعث الروح في الجسد، حب اليمن التي أحبها الله، وأحبها رسول الله، فمن أحبها نصره الله، ومن عاداها عاداه الله وخذله الله.
الجهاد في سبيل الله وفي سبيل المستضعفين، هو سر النصر، ففي سبيل من يقاتل أولئك الأوغاد، أهو المال، أم أمريكا وإسرائيل، اللتين خسرتا صفقة القرن في قرون قمم جبال نهم، حين اعتلاها رجال الرجال، ورفعوا عليها العلم اليمني، الذي سيعلو قمة كل أرض عادته وحاربته؟.
• هذه العملية التي تحمل من إعجاز الإنجاز ما لا يصفه لسان، ولا يسطره قلم، لا يمكن أن يصدقه ذو عقل إلا إذا شاهد تلك المشاهد من أرتال الدبابات والآليات المدمرة، ويشاهد صورة أحد الأطقم وهو يسقط هارباً، وتتابع كاميرا الإعلام الحربي سقوطه عبر منحدر الجبل السحيق، في مشهد قل أن تَصدُقَ فيه كاميرا أفلام هوليوود، لكنه مشهد حي وحقيقي، فالرعب الذي أصاب مرتزقة العدوان – رغم امتلاكهم كافة أدوات ومعدات وآلات الحرب الحديثة – فاق كل تصور، لقد فرت الدبابات من نوع ( تي 55 ) ، ( تي 62 )، ومدرعات ال ( بي إم بي )، وعربات ( بي تي آر 60 ) ومدعات ومصفحات وأطقم مصفحة ، كلها فرت أمام إقدام حفاة الأقدام.
• إن النصر الذي أُنجز ليس بالقليل، إن الفارق الكبير بين حجم قوات العدوان ومعداته وعدد الألوية وتنظيمها القتالي، وبين مشاة على الأقدام يضربون بالرشاشات الآلية ( الكلاشنكوف ) بالإضافة إلى بعض مضادات الدروع المحمولة على الكتف، هذا الفارق هو الذي صنع من هذا النصر نصراً عظيماً.
• إن دول العدوان بما تمتلكه من سلاح وعتاد وقوات وتدريب وإعداد وإعدادات وتحالفات وأموال وعبيد منقادين ووو…، لا يمكنها أن تقف أمام جيش متسلِّح بالإيمان ، جيش من القيم، جيش من المبادئ، جيش من كل هذا متشكل في رجال الرجال أبطال الجيش واللجان ، فهو جيش لا يحمل بين جنبيه إلا الإيمان بالله وبنصرة دين الله، ويحمل الغيرة على دين الله وشعائره، ويوالي من والاه الله، ويعادي من عاداه الله.
• عملية لم تسفر عن تكاليف عالية رغم شموخ الإنجاز، في تضاريس قلَّ أن توجد في الوطن العربي ككل، وبرغم التحصينات والثكنات العسكرية لقوات العدو، إلا أنها انهارت بأعجوبة أمام الإيمان وحب اليمن، والدفاع عن المستضعفين من أبناء اليمن.
• فقدت قوات العدو ميزة تفوقها العددي والنوعي أمام إصرار الصادقين، رفع العلم اليمني في كل المواقع، ومعه رفع الشعار الذي هزم دول الاستكبار، رفعت صرخة الحق، صرخة التحدي، صرخة الحرية والشجاعة والعدالة، صرخة : “الله أكبر ، الموت لأمريكا ، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام”.
الصرخة التي نسمعها من المجاهدين كلما حققوا إنجازاً، وكلما ضربوا دبابة للعدو، وكلما وجهوا رسالة للعدوان من مواقع ثباتهم وانتصاراتهم .. لذلك فهم يواجهون عدو الله وعدوهم صفاً واحداً كأنهم بنيان مرصوص..
التكتيك والتخطيط
• تبرز عملية ( البنيان المرصوص ) تفوقاً جديداً ومستحدثاً، في مجال التخطيط والتنفيذ الدقيق، وفي مجال التكتيكات الحربية الجديدة، بالتصدي لما أطلق عليه ( الحرب غير المتكافئة ) .. ففي ظل غطاء جوي للعدوان، وانعدامه بالنسبة للجيش واللجان، كان لا بد من التحرك بأبسط وأقل الآليات والمعدات القتالية، التي كانت منعدمة باستثناء الأطقم العسكرية، في مواجهة كافة أنواع المعدات الثقيلة للعدوان، وتحقيق النصر في وقت قياسي، وبأدنى الخسائر، وهذا ما لم تشهده المعارك الحديثة.
سلاح المعلومات
• يبرز بجلاء تفوق المخابرات اليمنية على قوى العدوان وأجهزته المخابراتية المتكاتفة لمجتمع دول العدوان، وهو ما يَسَّرَ لأبطال الجيش واللجان التحرك وفق أسس متينة لتنفيذ العملية بدقة متناهية.
• وعسكرياً فقد تحطمت نقطة التفوق الجوي التي كان يتمتع بها العدوان، ففي مناطق شاسعة من الصحارى والبراري المفتوحة، لا يمكن أن يتواجد الجيش واللجان في مواقع ثابتة، لكن تحييد الطيران العمودي، والحد من سيطرة سلاح الجو المعادي قد قلب المعادلة لصالح الجيش واللجان الشعبية، وبات اليمن قادراً على استعادة كل أراضيه التي احتلتها قوى العدوان، وستشهد الأيام القادمة مزيداً من العمليات النوعية، المختلفة بعضها عن بعض، لطرد المحتل، وتحرير الخارطة اليمنية، بمجملها.
استراتيجياً
• تعتبر عملية ( البنيان المرصوص ) نصراً استراتيجياً لمحور الممانعة ككل ، وليس نصراً استراتيجياً لليمن فحسب .. بالمقابل فإن نتائج العملية شكلت هزيمة استراتيجية للسعودية والإمارات، وهزيمة استراتيجية لأمريكا وللكيان الصهيوني، ولدول التحالف وقواتها، وهو ما حطم رهانات العدوان في أكثر من مجال استراتيجي، عسكري واقتصادي .. وبهذا يرى كثير من المحللين العسكريين والسياسيين أن عملية ( البنيان المرصوص ) حطمت آمال وأطماع تحالف العدوان الأمريكي والصهيوني في المنطقة العربية ككل، وكان لها الأثر الكبير في تحطيم الأحلام الصهيوأمريكية لتنفيذ (صفقة ترامب ) من جهة، ومن جهة أخرى تحطيم الحلم الكبير المتمثل بأمن وأمان الكيان الصهيوني، الذي كان قد بدأ بالاطمئنان بعد تهافت دول الخليج الأخيرة للتطبيع مع دولة الكيان، الذي دفعه لتوسيع أحلامه بعقد الصفقة المزعومة.. بينما يرى المحللون السياسيون والعسكريون أن السيطرة على مساحة 2500 كيلو متر مربع في وقت قياسي يوحي بمقدرة اليمن العسكرية في هزيمة الكيان الصهيوني في مستعمراته الفلسطينية، وأن هذه العملية تدفع باقتراب موعد المواجهة المباشرة مع دولة الكيان الغاصب، التي باتت تخشاه، وأكدوا أن دولة الكيان – الآن – تدرس باهتمام وخوف شديدين تفاصيل هذه العملية، وتعيد حساباتها في قدراتها التي تفتقر إلى ما يمتلكه اليمن من رجال يمتلكون مثل هذا الإيمان والإصرار والشجاعة، وكذلك القيم القتالية التي تضمن تحقيق الانتصار، في زمن اندحار الأنظمة العربية العميلة والخادمة لأمريكا وربيبتها دولة الكيان.
أخيراً
• إن اليمن الذي بدأت دول التحالف العدوان عليه بعد أن هيكلت جيشه، وفككت انتماءاته، واحتلت معظم أرضه، بنى نفسه من الصفر، وبدأ بتكبيد قوات العدوان الخسائر المتتالية، وانتقل لتحقيق العمليات النوعية، غير عابئ بالتباين الهائل بين ما يملكه العدو من إمكانيات وتحالفات، وانتصر عليه بأقل الإمكانيات وأبسط الخسائر، جدير بأن يمحو هيبة وتسلط ونفوذ أمريكا وقفازاتها الأعرابية، وتحالفاتها العالمية، ويؤسس لدول العالم المستضعفة لنفض بعبع أمريكا عن كاهلها، ويعيد الثقة للعالم العربي والإسلامي للمواجهة القادمة مع دولة الكيان الإسرائيلي الصهيوني، وطردها من أرض فلسطين بكاملها، وليس فقط تحطيم صفقة العار التي يسارع حكام دول النفط لإبرامها رغم أنف الشعب الفلسطيني صاحب الحق، والرافض لهذه الصفقة.
صحيفة الثورة