اليمن والسعودية.. من نحن ومن هم ؟
|| مقالات || جبران سهيل
في الوقت الذي يسابق فيه النظام السعودي الزمن بإدخال ثقافات مغايرة لثقافة المجتمع السعودي المحافظ والمتمسك بعادات وتعاليم الإسلام وإن كانت منحرفة نوعا ما عن الثوابت والتعاليم الصحيحة للإسلام التي احدث فيها الفكر الوهابي الكثير من التغيير والتبديل كي تتماشى مع الطريقة التي يريد أن يكون عليها الإسلام النظام السعودي ومن وراءه أمريكا وحسب رغباتهم وسياساتهم، إلا أن النظام السعودي الحالي ايضا أراد للمجتمع السعودي ثقافة أكثر انحرافا ودخيلة ومنبوذة في المجتمع حتى قبل فترة قصيرة ومنها استقدام المغنيين العرب والأجانب وجعل المرأة أكثر تحررا كما يسمون ذلك وهو في الحقيقة أكثر سفورا وانحلالا، وتغيير نظرتهم لعدو الأمة المتفق عليه الكيان الإسرائيلي المحتل، واصطناع عدو وهمي آخر متمثلا في الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
هنا كان اليمن بشعبها العظيم على مر التاريخ محافظا على هويته الإيمانية ومتمسكا بنهج القرآن ورسالة النبي محمد صلاة الله عليه وعلى آله، ورغم أوجاع العدوان السعودي الأمريكي وحصاره الجائر الذي سيدخل عامه السادس بعد أيام ومن رحم المعاناة وفي ظل سطوة واجرام المعتدين كان ولا يزال المخلصين من أبناء اليمن يسابقون الزمن لتطوير ذاتهم وبناء بلدهم ودولتهم الحديثة، فانتجوا وعلى مراحل متعددة خلال مرحلة العدوان المستمر الكثير من سلاح الردع وفي شتى المجالات للتصدي للهجمة الشرسة التي يتعرضون لها والعالم أجمع صامت على مظلوميتهم علموا يقينا أن الأمر يتعلق بهم وبإرادتهم لا أحد سيقف معهم سوى الله .
قاموا ببناء وتجميع أفراد الجيش الذين تعرضوا لمؤامرة من قبل الفار هادي وحكومته تحت مسمى إعادة الهيكلة وحافظوا على ما تبقى من السلاح الذي تم نهب الكثير منه من قبل الحكام السابقين وصولا إلى استهداف عدد من مخازن ومعسكرات ومنشآت الدولة من قبل طيران تحالف العدوان الذي تسلم احداثيات تلك المعسكرات على طبق من ذهب من قبل خونة الوطن.
وبدأ الجيش اليمني واللجان الشعبية تحت قيادة المجلس السياسي الاعلى بصنعاء وبتوجيهات وحكمة القائد العلم المجاهد السيد عبدالملك الحوثي حفظة الله يستعيدون عافيتهم، ويصنعون المعجزة ويخوضون معركة النفس الطويل ببسالة وشجاعة لا شبيه لها ويواصلون بخطى متسارعة تطوير وصناعة سلاح ردع سيقلب المعادلة في يوما ما.
نظرة النظام السعودي لليمن وشعبها لا تتغير ،وهي مشكلتهم الوحيدة حين كنا في نظرهم ضعفاء وفقراء وان بإمكانهم اذلالنا دون معاناة فكم كان اعلامهم يسخر من مقاتلينا الحفاة الذين يواجهون أكبر طغاة الأرض، وكان على أيديهم وتحت أقدامهم الحافية أن داسوا كرامة هذا النظام وكشفوا حقيقته للمخدوعين به أنه ليس إلا كبيت العنكبوت وأهون من ذلك .
اعلام العدوان لطالما كان يسخر من سلاحنا البسيط وكأني أتذكر مشهد لمراسل باحدى قنواتهم وهو يتنزع بيديه الخائبة بقايا قذائف وصواريخ الكاتيوشا التي كانت تتساقط على حدودهم بداية العدوان، ظن هؤلاء المغفلين أن اليمن سيتوقف عند هذا الحد من القدرة فغرورهم وعنجهيتهم واستخفافهم بالآخرين هي أيضا مشكلتهم وخطأهم الفادح وهي من اوصلتهم لهذا الوضع المخزي .
الآن وبعد ما يقارب خمسة أعوام نسمع أصواتهم تتعالى وبكائهم واستنجادهم بالدول يتصدر المحافل، بأنهم يتعرضون لمخاطر محدقة وحقيقية نتيجة الصواريخ الباليستية اليمنية والطيران المسير الذي وصل إلى أماكن ومواقع ومنشآت اقتصادية حساسة لم يكن في الحسبان أن يطالها الاستهداف والرد على جرائمهم المرتكبة في اليمن، وهو اليوم الذي لم تنفعهم فيه أمريكا ولا نفطهم وأموالهم الملعونة أنفقوها ستكون عليهم حسرة ثم سيُغلبون، وانهارت حصونهم وجيوشهم اللفيفة وتبخر تحالفهم وتلاشت فيه عاصفة وهمهم المعلنة .
اليوم اليمن بفضل الله ثم بتكاتف رجاله المخلصين أضحى رعبا حقيقيا لهم بعد أن كان ولسنوات بلدا حريصا على أمنهم ولم يتسبب مطلقا في أحداث أي قلق لهم رغم حجم العداء والكراهية التي يحملها نظام آل سعود لليمن وشعبها المؤمن و المسالم ،وهذه القضية أيضا هم المتسبب فيها حين هاجموا أراضيه غدرا وسفكوا أرواح شعبه ظلما وعدوانا دون وجه حق تارة تحت مبرر إعادة شرعية رئيس منتهي الصلاحية وشخص فاشل هو وكل من ارتمى في حضن المعتدين على اليمن، وتارة تحت مبرر حماية حدودهم وامنهم، وتارة أخرى تحت مبرر إيقاف المد الإيراني أو الروافض والمجوس والكثير من المسميات الساذجة .