من الذي يتوسع في اليمن؟!!
موقع أنصار الله || صبري الدرواني
هناك ادعاءات عدة نسمعها هذه الأيام منها على سبيل المثال ما تشنه صحف أهلية من حملات إعلامية مفادها أن الإخوة الحوثيين يتوسعون في البلاد بشكل كبير بقوة السلاح.
والمراجع والمتأمل في الأحداث بإنصاف يجد أن هذا الموضوع يحتاج إلى بحث حول: من هو الأصل في هذا المكان؟ ومن هو الذي يتوسع فيه؟!!
ولكي لا نخرج عن موضوعنا الأصلي وهو التوسع نحاول أولًا معرفة الفكر الحوثي إلى أي مدرسة ينتمي، ومن خلال هذه المعرفة تكون النتيجة. إذًا النتيجة بعلم الجميع أن الحوثي ينتمي إلى المدرسة الزيدية والدليل على هذا أن والده بدرالدين الحوثي يعتبر من كبار المراجع للمذهب الزيدي.
وبالتالي نجد أن الفكر الحوثي هو زيدي، والمذهب الزيدي هو السائد في المناطق الشمالية والشمالية الغربية؛ وبهذا نعرف بهتان ما تدعيه بعض وسائل الإعلام من النائحين والنائحات في أرجاء السرادقات الممتدة تشتكي من التوسع الحوثي، وتميل إلى تزيين ادعاءاتها الكاذبة بأن الحوثيين يتوسعون بقوة السلاح.!!
ونقول: إن الحوثيين لا يتوسعون؛ لأنهم الأصل الذي له جذور ثابتة لم يستطع الزمان اقتلاعها، ولكن من هو الذي توسع..؟ ولو تأملت أخي القارئ العزيز في التوسع بإنصاف ستجد أن السعودية توسعت إلى اليمن وغيرت المناهج من الزيدية إلى الوهابية المتشددة، وسخرت كل طاقاتها لخنق منهج الزيدية، وكبت أبنائه؛ ونتيجة لهذا العمل حدثت تفريق بين المرء وزوجه، وبين الأخ وأخيه، وحولت البلاد والعباد إلى متناحرين متفرقين لا يجتمعون على شيء فيه مصلحة لهم.. وهذا ما نعرفه جميعًا.
وما أستغربه في مهنية الأبواق الإعلامية التي ضاعت واضمحلت، كيف تتكلم عن توسع أحد أبناء اليمن في اليمن، أو أحد أفراد القرية في قريته ولا تتكلم عن التوسع الخطير الذي نراه ونشاهده برًّا وجوًا وبحرًا.
أقول أيتها الأبواق الإعلامية الرخيصة ألم تعلمي أن بحارنا كلها أساطيل للأعداء؟!! ألم تعلمي أن الطائرات الأمريكية تملأ الأجواء اليمنية؟ بل تعدت مجرد التحليق في سمائنا إلى الممارسة وضرب من تريد، فقد اغتيل أبو علي الحارثي في عام 2002م بصحراء مأرب بطائرة أمريكية والآن وفي هذا العام اغتيل أنور العولقي بطائرة أمريكية أخرى بحجة تافهة هي أنه من تنظيم القاعدة، وقصفت وتقصف الأبرياء في أماكن متعددة متى شاءت!!.
ومثال على ذلك عندما قامت بضرب أبين وراح ضحية هذا القصف العديد من المواطنين، والأسر، ولم نسمع منكم استنكارًا أو حديثًا عن التوسع أو إدانة على قتل أبناء بلدكم.
إن إشاعاتكم هذه وتغطياتكم هذه لا تفيد المواطن اليمني بشيء وإنما تعود بالفائدة على من يتربص بأهل اليمن جميعًا، ولن تهدأ له بال حتى يرى اليمن بلدًا ضعيفًا، ذليلًا، فقيرًا، أجزاؤه مقطعة، لا يستطيع حتى الدفاع عن نفسه..
فهل نعي ما نقول؟.