نص رسالة رئيس اللجنة الثورية العليا لأعضاء مجلس الأمن الدولي

السادة / رئيس وأعضاء مجلس الأمن الدولي المحترمون

تحية السلام المنشود ,,,,
من صنعاء عاصمة الجمهورية اليمنية …
يطيب للجنة الثورية العليا أن تنقل اليكم من خلال هذه الرسالة تحيات الشعب اليمني الممزوجة بآهاته ومعاناته وأمله منكم أن تضطلعوا بواجباتكم الموضحة في ميثاق الامم المتحدة كمقاصد وأهداف اساسية لنشوء هذه المنظمة الدولية وذلك تجاه اليمن ارضاً وأنساناً، وفي البدء نضعكم امام حقائق الوضع الانساني والقانوني والسياسي في اليمن، وذلك وفق التالي:
الحقيقة الاولى:
إن اليمن ومنذ اكثر من احد عشر شهرا تعرض ولازال يتعرض لعدوان خارجي بقيادة الولايات المتحدة الامريكية وحلفائها في المنطقة ودول وجماعات إرهابية وقد ارتكب هذا العدوان في حق الشعب اليمني كافة أنواع الجرائم وأبشعها بجميع اوصافها في القانون الدولي وذلك ابتداء بجريمة العدوان على دولة ذات سيادة وعضو في هيئة الأمم المتحدة واستهدف العدوان بحرب الإبادة وجود الانسان اليمني وطال بالتدمير بنيته التحتية و مقدراته ومعالمه التاريخية والحضارية التي بناها الانسان اليمني عبر مئات السنين والتي تعد إرثاً حضارياً للإنسانية بأجمعها ،كما اقترف العدوان جرائم حرب وجرائم إبادة من خلال الاستهداف المتعمد والممنهج والمستمر بالقتل للمدنيين في المدن والقرى والاحياء السكنية حتى باتت حصيلة الضحايا منهم بعشرات الالاف، ومن خلال فرض حصار جوي وبحري وبري على الشعب اليمني بمنع دخول الواردات والمساعدات الانسانية والتي تمثل ما يفوق 90% من احتياجات الشعب من غذاء ودواء ووقود وغير ذلك من أساسيات وضروريات العيش، وامعاناً في تحقيق جرائمه قام العدوان باستهداف الجسور والطرقات والموانئ وعلى رأسها ميناء الحديدة الذي يعد الميناء الوحيد المعتمد لدى الامم المتحدة ومؤسساتها والمنظمات الانسانية وذلك لمنع وصول أي مواد او مساعدات انسانية الى الشعب اليمني ، وكذلك تعمد العدوان الى استهداف المصانع وصوامع الغلال ومخازن الاغذية والمزارع النباتية والحيوانية ووسائل النقل وهو ما يرقى الى جريمة ابادة جماعية بحق الشعب اليمني بأكمله، حيث أكدت الإحصائيات والبيانات الصادرة مؤخرا عن مؤسسات دولية الى ان اكثر من 80% من الشعب اليمني بات يحتاج للمساعدة الغذائية العاجلة مالم فإن الوضع سينتهي بحالة المجاعة, كما استهدف العدوان السعودي الامريكي الاعيان المدنية بالقصف والتدمير على رؤوس ساكنيها حتى باتت الحصيلة بعشرات الالاف من منازل المواطنين وكذا استهداف الاعيان المحمية فلم تسلم المنشآت الطبية والتعليمية والخدمية ودور العبادة والرعاية الاجتماعية والاعيان الاثرية والتاريخية, وامعانا في الاضرار بالمدنيين استهدف العدوان ابار وخزانات وشبكات المياه التي تغذي المدن بهذه المادة الاساسية، كان آخرها استهداف خزان مياه رئيسي في أمانة العاصمة تقدر سعته التخزينية بـ( خمسة ألف متر مكعب) حتى بات الملايين من الشعب يعانون نقص حاد في المياه الصالحة للشرب وهو ما اكدته تقارير المؤسسات الدولية التابعة للأمم المتحدة ,واليكم الحقيقة بالأرقام في هذه الاحصائية المرفقة لكم والصادرة من منظمات حقوقية بحصيلة الاضرار الناجمة عن العدوان وكلما ذكر أعلاه تم تسليمه لممثل الأمم المتحدة “ولد الشيخ” .
الحقيقة الثانية:
للأسف ومنذ بداية العدوان لا يزال الشعب اليمني تحت وطأة حصار اقتصادي قاتل وشامل من قبل العدوان الامريكي السعودي ورغم رسائلنا العديدة للأمم المتحدة بهذا الشأن الا انها للأسف لم تتخذ أي خطوات ملموسة تمنع استمرار تلك الجريمة وترفع المعاناة عن الشعب اليمني وقد أكد تقرير البنك الدولي على أن الحصار تسبب في عجز تصل قيمته إلى أربعة مليارات دولار وهنا نكرر مطالبتنا لكم بسرعة التدخل بما يكفل رفع الحصار.
الحقيقة الثالثة :
أشار مجلس الامن في العديد من قراراته الى ادراكه خطورة تنامي الجماعات الارهابية في اليمن كما أكد على ضرورة اضطلاع المجتمع الدولي بواجباته القانونية والاخلاقية في مواجهة هذه الآفة التي تهدد السلم والأمن الدوليين , بيد انه وللاسف كانت مواقف وممارسات مجلس الامن تخالف تلك القرارات وتنافي ذلك الادراك, حيث أنه وبعد ان تمكن الشعب اليمني من قطع شوط كبير قارب على انهاء الوجود الخفي لتلك التنظيمات الارهابية جاء العدوان الامريكي السعودي الغاشم لإنقاذ تلك التنظيمات واعادة الروح فيها, من خلال تقديم الدعم الكامل والغطاء الجوي لها وتمكينها من الانتشار, بل وقام بتسليمها المحافظات والمناطق التي تمكن العدوان من احتلالها, وكل ذلك يتم بعلم مجلس الامن وادراكه دون أن يحرك ساكنا تجاه ذلك , وهو ما يضع الف علامة استفهام حول دور مجلس الامن و يضع مصداقيته على المحك خصوصاً بعد تأكيداته المتكررة في قراراته الصادرة بشأن بلادنا .
الحقيقة الرابعة :
ان التمثيل الدبلوماسي والخارجي للجمهورية اليمنية مغتصب من قبل نظام الرياض وقد مارست دولة العدوان هذا الاغتصاب من خلال اشخاص يمنيين استجلبتهم الى اراضيها بعد زوال شرعيتهم وان القضاء اليمني حاليا وبشأن افعالهم تلك يحاكمهم وعلى راسهم الخائن عبد ربه منصور هادي بتهم متعددة على رأسها التعاون مع دول العدوان لتدمير مقومات الشعب اليمني وقتل أبنائه وتؤكد لكم أن اغتصاب تمثيل اليمن في مجلس الأمن يهدف إلى الاتي-:
اولا: محاولة اعطاء العدوان الخارجي صبغة النزاع الداخلي وهو ما يتناقض مع نصوص واحكام دستور الجمهورية اليمنية والقوانين النافذة وكذلك الاعلان الدستوري.
ثانيا: محاولة تغييب الصوت الخارجي في اليمن حتى لا تتمكن دولته من الدفاع عن شعبها سياسيا وقانونيا.
ونحن اذ نضع هذه الحقيقة امام مجلس الامن فأننا نحمله المسئولية وندعوه الى الالتزام في مواقفه بنص الفقرة السابعة من المادة (2) والتي تؤكد على أنه:” ليس في هذا الميثاق ما يسوغ للأمم المتحدة ان تتدخل في الشئون التي تكون من الصميم الداخلي لدولة ما وليس فيه ما يقتضي الاعضاء ان يعرضوا مثل هذه المسائل لأن تحل بحكم هذا الميثاق 
مؤكدين في هذا السياق البديهيات القانونية والدستورية والسياسية بان الشعوب هي وحدها من تقرر مصيرها وتختار حكامها دون أي تدخل خارجي كون ذلك يمس بالسيادة الوطنية وعلى الامم المتحدة ان تتعامل مع النظام القائم والممارس السلطة والحكم على ارض الواقع وان تتعامل مع عاصمة دولته المحددة في دستورها ومؤسساته. 
وكون الامم المتحدة لم تنشأ الا لحماية سيادات الدول ومنع الاعتداء على الشعوب وتعزيز وحماية الحقوق وفقا لمبادئ العدل والمساواة وعدم التدخل في الشئون الداخلية للدول.
وفي ضوء ما تقدم فإننا نطالب مجلس الامن بالاتي:
1- إيقاف الغزو والاحتلال الذي تتعرض له الجمهورية اليمنية من جانب دول العدوان واتخاذ كافة الاجراءات لإيقافه ورفع الحصار عن الشعب اليمني وبما يحدد المادة (1) الفقرة (1) من ميثاق الامم المتحدة والتي تنص على أن” مقاصد الامم المتحدة هي:
حفظ السلم والامن الدولي وتحقيقا لهذه الغاية تتخذ الهيئة التدابير المشتركة الفعالة لمنع الاسباب التي تهدد السلم ولإزالتها وتقمع اعمال العدوان …الخ”.
2- تكليف المدعي العام بمحكمة الجنايات الدولية بالتحقيق في الجرائم التي ارتكبها ويرتكبها العدوان في حق الشعب اليمني واحالة مرتكبيها الى المحاكمة.
3- التحرك العاجل والسريع لإنقاذ الشعب اليمني من الوضع الانساني والمعيشي الكارثي الناتج عن جرائم العدوان.
4- التأكيد على حق الشعب اليمني في الدفاع عن نفسه في مواجهة هذا العدوان.
.
وتقبلوا خالص الاحترام،،،

قد يعجبك ايضا