ما قبل دخول مارب ؟
موقع أنصار الله || مقالات || محمد صالح حاتم
تحتل محافظة مارب موقعا ً استراتيجيا ً،وموردا ًاقتصاديا ً وخدميا ًمهما ًبالنسبة لكل اليمنيين. فهي تتوسط عدة محافظات صنعاء والجوف وحضرموت والبيضاء وشبوة، وتختزن في باطنها ثروات نفطية وغازية كبيرة ،ويوجد فيها عدة منشآت اقتصادية وخدمية كبيرة، فمصافي مارب كانت تزود السوق المحلية بالمشتقات النفطية، والغاز المنزلي، ومحطة مارب الغازية للكهرباء كانت تغطي معظم محافظات الجمهورية بالكهرباء، وعوائد مبيعات الغاز والنفط كانت المورد الرئيسي للموازنة العامة للدولة، كل هذه المميزات تجعل من مارب محافظة مهمة، وأن يكون لها خصوصية في حسابات كل طرف .
بعد الانتصارات التي حققتها قوات الجيش اليمني واللجان الشعبية في عملية “البنيان المرصوص” ،بتحرير مديرية نهم ومحافظة الجوف وأجزاء من محافظة مارب، والتي أصبحت هذه القوات على بعد 10 كيلومترات من مدينة مارب ،نقول ليس من مصلحة المجلس السياسي الأعلى وحكومة الإنفاذ الوطني ،والجيش اليمني دخول مارب بالحرب ،لأن هذا يعني تدميرها وتدمير المنشآت الخدمية والاقتصادية التي تتواجد فيها.
السؤال الذي يتبادر إلى ذهن كل يمني: هل يمكن تجنيب مارب ويلات الحرب والدمار والحفاظ على المنشآت الاقتصادية والخدمية فيها؟
وبعد تقديم فريق المصالحة الوطني في صنعاء مبادرة السلام بشأن مارب ،أصبحت الكرة الآن في ملعب سلطات مارب، والعقلاء في الطرف الآخر ،للعمل على تجنيب مارب ويلات الحرب والدمار.
ونحن نعول كثيرا ًعلى أحفاد بلقيس وملوك سبأ من المشائخ ،والعقال والوجاهات الاجتماعية ،والمثقفين ،والقيادات العسكرية الوطنية من أبناء محافظة مارب ،سواءً من هم في صنعاء أو من هم في مارب ،للعمل على إيجاد حل ّيرضي الجميع ،بحيث تعود مارب إلى ما قبل 26مارس 2015م،تزود اليمن بالمشتقات النفطية والغازية، ومحطتها الكهربائية تضيء مدن اليمن، وطريقها يكون هو الشريان الذي عبره يسير الراكب إلى حضرموت وبقية المحافظات الشرقية والجنوبية والدول المجاورة أمنا ً،وعائدات نفطها وغازها تسلم مرتبات لجميع موظفي اليمن بدون استثناء، أو تمييز ديني أو طائفي أو هذا مؤتمري أو إصلاحي ،حراكي أو حوثي شمالي أو جنوبي، فمارب وثرواتها ملك لجميع اليمنيين.
يجب تغليب المصلحة الوطنية العليا ومعاناة المواطن اليمني، وأن يكون الحل ّوالمبادرة يمنية خالصة بإشراف حكماء وعقلاء ومثقفي مارب واليمن ،وأن لا ننجر وراء مخططات الأعداء والدخول في حوارات أو مفاوضات أممية ،لأنها ستطول ولن تنفذ ،ولنا في اتفاق السويد بشأن الحديدة خير شاهد ودليل.
وعاش اليمن حراً أبياً، والخزي والعار للخونة والعملاء.