تجربة عالمية للشهيد القائد في استثمار مبدأ التربية لبناء الإنسان
|| مقالات || د/ عبدالله سعد الحيمي
إذا عدنا إلى بداية مشروع المسيرة القرآنية – وبالتحديد إلى صعدة -, نجد أن هذا المشروع بدأ بمنهج عظيم, وأفراد قلائل, وقائد يجيد فن التربية ويُتقن فن بناء الإنسان وتطويره وتنمية قدراته, واستغلال طاقاته, فظل- الشهيد القائد- يتعهد هؤلاء الرجال بالتربية, والتعليم, والتدريب, وتطوير الذات. ظل يربيهم, وينميهم, ويرعى قدراتهم, ويطور مهارتهم دون فصلٍ بين العلم والعمل، أو تفريقٍ بين الفكر والممارسة.
لقد ركز- الشهيد القائد– على مبدأ التربية القرآنية – في صبر وأناة دونما تضجر أو تأفف – حتى صلبت أعواد الرجال, وتشربت روح المنهج. وقبلها لم يفكر الشهيد القائد في القفز صوب الأهداف الكبرى إلا بعدما بلغت التربية – بشعابها المختلفة – مبلغها في النفوس, وبعدما تغلغل الفهم العميق لهذا المنهج العظيم قلوب الرجال, وبعدما فهم كل فرد منهم دوره في هذه الحياة, وبعدما برزت الأهداف أمامهم في وضوح وبساطة, بعدها خرج هؤلاء الرجال المغاوير يواجهون قوى الباطل المحلية والعالمية شيئا فشيئا, يروضونها تارة, ويقومونها تارة, ويسحقونها تارة أخرى حتى دانت لهم الأرض في فترة زمنية قصيرة, وسعد بهم الزمان والمكان, فهاهم ينتقلون من نجاح إلى نجاح, ومن نصر إلى نصر وأصبح صوتهم الأعلى نبرة, والأكثر سمعاً, ولأوجب طاعة، مما جعلهم يحققوا الكثير من الاهداف التي رسمها وخطط لها الشهيد القائد. وإذا أردت أن تتأكد بأم عينيك فما عليك إلا أن تقرأ محاضرات وملازم الشهيد القائد ستجد نسبة كبيرة من الأهداف المخطط لها قد تحققت وأصبحت واقعاً أليما يتجرع آلامه ومضاره كل اعداء الامة الاسلامية.