الرد اليومي على الشبهات اليومية
موقع أنصار الله || مقالات || د.يوسف الحاضري*
ومازال المروجون للإشاعات يشتغلون ليل نهار في موضوع فيروس كورونا ودخوله الى اليمن تاره وفي مواضيع اجراءات اللجنة العليا لمكافحة الأوبئة تارة وفي اجراءات وتحركات وزارة الصحة وبقية القطاعات تارات اخرى والهدف من كل هذه التحركات والشائعات لإرعاب الناس ثم تفكيك تماسك الجبهة الداخلية ثم انعكاساتها على مصير معركة التاريخ التحررية من الأستعمار الأمريكي والأستبداد الخليجي ، وهذا ما يتضح من مقالاتهم ومنشوراتهم ، ولأن الكثير من ابناء اليمن مازال غير واعي وغير مدرك لخطورة ان يضع نفسه وعقله سوقا لبضاعة هؤلاء الذين لم يتركوا النشر منذ اكثر من شهرين (وكل يوم إشاعة او اكثر) لذا ومن منطلق المسئولية سأسعى الى الرد عليهم لتطمين ثم توعية المجتمع من جانب ولفضح الكذابين من جانب آخر .
إشاعة مقال بعنوان (هل وصل الوباء إلى صنعاء؟ لكاتب رمز لأسمه ب “م.غ” والذي كانت اطروحته واضحة وفاضحة انها من داخل غرف العدوان لانه استخدم مصطلحات (السلطات الحوثية و اسقاط مأرب وغيرها من عبارات ) وربط مقالاته بما يتداوله عدد ممن هم محسوبون على القطاع الصحي في صنعاء ،حيث بدأ اطروحته بالحديث عن عودة الآلاف من الخارج الى اليمن خلال الأسابيع الماضية وكانت عودتهم من بلدان موبوءة بكورونا ليمهد النفوس القارئة لأستيعاب خبث ما سبطرحه والوقوع في فخه خاصة انه هدف مقالته الجبهات والمجاهدين ، ثم بدأ يتحدث بلغة طبية منمقة مستخدما مصطلحات طبية ليجعل القارئ يثق فيه كل الثقة كأستخدام (إكلينيكا – سي تي – وغيرهما) ثم بعد ذلك سحب القارئ في مقالته الى التاريخ وللخلف بحديثه عن مرض انفلونزا الخنازير وتاريخ ظهوره في اليمن 2009 ، ليهيأ النفوس اكثر لتقبل ما يهدف له ، ثم استخدم بعد ذلك مصطلح التضليل الاعلامي الشهير عالميا واعلاميا وهو (مصدر مسئول) والذي طالما استخدمته وسائل الاعلام الخبيثة عندما تريد ان تدعم طرحها بقولها (وصرح مسئول في كذا وقال مسئول في كذا ) دون ان يذكر اسمه ، ثم يستدرج في طرحه بقوله (انه يمتلك معلومات لكنه لن يسردها خوفا من الهلع ) ليشكك بعد ذلك في دور وما تقوم به سلطات صنعاء ليرسل هذا التشكيك الى العقل الباطن في المتابعين والقراء ، ثم يربط الامر بالجبهات والتحشيد ثم ينتقل من الطرح العلمي الطبي الذي اوهم الناس به الى الطرح العسكري الأستخباراتي مما يعكس ان المقال هذا تم كتابته عبر عدة ادوات ومستخدما عدة اساليب وطرق نفسية للمتابعين لاهداف عدة ، ثم ينهي مقالته ب(لا شيء يفيد الناس ) لا عن توعية ولا عن توصيات ولا ادنى شيء من ذلك ، لذا سأرد على هذا المقال بالنقاط التالية :-
1.هناك حملة منظمة وخبيثة لها عدة أوجه وأدوات ومتنوعة في الطرح والطول والقصر لهذه المنشورات لتستوعب في ذلك كل الفئات المجتمعية ومستواهم التعليمي وقابليتهم لقراءة المقالات الطويلة من عدمه (فهذا ينشر منشورات مقتضبة وهذا يكتب مقال طويل ) والفكرة النهائية واحدة (استهداف العقل الباطن للافراد في المجتمع اليمني ) وزرع بعض الافكار لتكون موجهات يستخدمونها في الوقت المناسب .
2.تنوعت اطروحاتهم ما بين (محب وخايف على اليمن ) وفي ثياب المقاومين الرافضين للعدوان ، ما بين (مؤيد للعدوان ورافض للحوثيين) من خلال أستخدام مصطلحات تعكس ذلك والكل مشترك في الفكرة الأساسية والهدف الاساسي ليحاصروا المتابعين فالذي سيهرب من مقاله كتبها من يرفض الحوثيين (ولكنه قد قرأها ووجد فكره معينة ) صم يلجأ الى كاتب اخر ظاهره انه مع انصار الله (الحوثيين) وضد العدوان سيجد طرحا في ظاهره مختلف ولكن يحتوي نفس الفكرة التي ساقها الأول وهنا ييدأ الشك والريبة تسيطر على المتابع فيبدأ يترنح (قبل السقوط بالضربة القاضية).
3.وجدنا الذي يدعي حبه للوطن وضد العدوان يستخدم مصطلح (مرض الخنازير ومرض كورونا ) ووجدنا الذي يدعي رفضه للحوثيين يستخدم مصطلح (مرض H1N1الخنازير ومرض كورونا) وايضا كلاهما يشكك في ان الذي تم فحصهم وتبين انهم مصابون بمرض الخنازير انهم مصابون بالكورونا ، وايضا كلاهما يشكك في اجراءات الصحة في التعامل مع هؤلاء (مع اختلاف لغة التشكيك) ما بين مشكك من بعيد وما بين متهم مباشر ولكن الهدف النهائي صنع فجوة عميقة وواسعة بين المجتمع والقيادة الصحية وتوجهاتها وتحركاتها .
4. الذي يدعي رقضه للعدوان يقوم من وقت لآخر بتخدير متابعيه ببعض المنشورات التي يهاجم بها العدوان ويتغنى بأنتصارات الجيش واللجان الشعبية (أسلوب عفاش تماما) ليجعل المتابعين يؤمنون باطروحاته التالية من منطلق انه يحب الوطن ويرفض العدوان والذي يظهر بأنه مرتزق يقوم بتبني اطروحات الأول كمعنى وفكرة في الجوانب المتفق عليها في جزئية حبهم للانسان اليمني وخوفهم من ان يصابوا بكورونا .
لذا اقول للجميع ان كل ما يطرحه هؤلاء له أهداف يتجاوز مسألة كسر الثقة بالسلطة الصحية في صنعاء ويصل الى الجبهات واضعافها واضعاف الحشد والانفاق في سبيلها واضعاف الزخم العظيم الذي عجز عليه من سبقهم خلال 5 اعوام مستخدمين كل وسائل وادوات واساليب متنوعة ومنها يجب الحذر كل الحذر فهذا اسلوب المنافقين وخطورتهم التي استحقوا بها ان يكونوا في الدرك الأسفل من النار .
لا يوجد كورونا في اليمن حتى اليوم منذ 100 يوم على ظهوره في الصين وانتشاره عالميا بفضل الله سبحانه وتعالى والدليل ان المجتمع اليمني الإجتماعي بطبعه كان ربما الآن يتصدر قائمة العالم في الاصابات والوفيات وكان هؤلاء الذين يكتبون الاطروحات الخبيثة أول من سيصابون لان نسبة الانتشار ستكون سريعة وشديدة لاننا لو نظرنا الى مجتمع كأوروبا (المفكك اجتماعيا) ينتشر فيهم كالنار في الهشيم فكيف باليمن المترابط اجتماعيا حيث يمرض واحد او يموت مثلا نجد المئات من الأهل والأقارب والاصحاب يتهافتون عليه من كل حدب وصوب اما في الغرب فلا يوجد مثل هذه علاقات اجتماعية ، كما ان 100 يوم من انتشار الوباء كفيلة لتدخل المجتمع اليمني في وضعية لا يحسد عليها كما رأينا ما حصل لهم في اوبئة سابقة كالكوليرا والضنك وغيرهما فما بالكم بكورونا الاسرع انتشارا من اي وباء اخر.
أيضا اطروحات هؤلاء اكدت صوابية اجراءتنا في منع الواصلين من السفر من الدخول حتى يمضي عليه 14 يوما في الحجر لأنهم حاولوا ان يربطوا بينهم وبين المرضى الذين استندوا عليهم في اثبات حديثهم لاننا لولم نقم بهذه الخطوة انهم الآن يتراقصون عليها بشكل اوسع ، فقد رأيناهم يستندون عليهم وهم اشخاص معدودون تهربوا من الحجر فكيف لو لم يكن هناك حجر
ايضا هؤلاء لم يتطرقوا لا من قريب ولا من بعيد على دور تحالف العدوان في سعيه لادخال المرض لليمن عبر تكثيف الرحلات الى اليمن وفتح منفذ الوديعة للخارجين من السعودية لليمن وقصف الطيران للمحاجر بل اشار احدهم في طرحه بسخرية موضوع رمي الطيران لأشياء فوق رؤوس اليمنيين قد تحتوي على فيروسات ليبرأ التحالف حاليا وايضا مستقبلا من القيام بخطوة مشابهة لأدخال الفيروس .
الاطروحات تتكلم عن وضع مثالي في بقية الأمراض في المستشفيات وأن المشكلة هي كورونا فقط بمعنى ان كل حالة وفاة يتم مباشرة ربطها بكورونا وكأن اليمن قبل كورونا لم يكن هنا حالات وفيات بأمراض تنفسية وربو وقلب وغيرها فتحولت هذه الوفيات بلؤم منافقين الى كورونا .
المرضى الذين ماتوا في مستشفى س او مستشفى ص وتم الصراخ والعويل والبلبلة واستغلال توجس وترقب الناس للسماع لدخول كورونا اليمن بهذا العويل لو نرجع لاحصائيات المستشفيات في الاعوام الماضية سنجدها ممتلأة بالوفيات وربما اكثر فليست هذه المستشفيات اكسيرا للحياة تعيد الحياة للاجساد حتى يتم المطالبة بالتحقيق والتشريح ووو فلو كان كورونا كان أهل المتوفى واقاربه والحارة وسوق القات وقريته مصابون بل كان الممرضين والاطباء الذين تعاملوا معهم واقاربهم ايضا مصابون وكنا الان نتكلم عن مئات الآلاف من اليمنيين مصابون .
تقنن وزارة الصحة من اجراء الفحوصات المخبرية للمرضى المشتبه بهم لأنها لا تمتلك من الفحوصات سوى 2000 فحص لا أكثر وهذه ما جلبته المنظمات لها وتقوم الوزارة بالفحص بعد ان يتم ظهور علامات معينة على المريض بمعايير معينة لأن الصحة لو تفحص على كل من سعل او حصل معه نزول وعطس او ربو وضيق تنفس (كما يطالب المنافقون) كنا استهلكنا هذه الفحوصات في 3 ساعات لان الاصابات اليومية بهذه الاعراض بالآلاف وهذا لا يحدث حتى في امريكا ان يفحصوا للجميع بفحص كورونا رغم ان العدد عندهم بمئات الآلاف .
اضعاف الجبهة والحشد ومنع تحرير مأرب هو هدف من اهداف هؤلاء مهما امتلات مقالات بعضهم بالدموع فقد قال عنهم الله ( لا تعلمهم نحن نعلمهم) وهنا تكمن الخطورة خاصة والتهويل الذي يظهرونه في اطروحاتهم يستهدف نفسيات بني فيها ان كورونا قاتل مباشرة وان نسبة إماتته 100% وليس 2الى3% فقط كما ان نسبة التعافي منه تصل الى 80% وهذه بيانات لم ولن يتطرق اليها هؤلاء لأنها بيانات مطمئنة للناس وهم لايريدون الطمأنينة لهم وإلا كانوا تعاطوا مع الأمر بمسئولية أكبر وأوسع وأشمل فمالفائدة من اطلاق مثل تلك المنشورات للمجتمع التي لا ترفع وعيه ولا تحصن نفسيته ولا تؤدي الى الأرتباط اكثر بالله ثقة وعملا وتحركا فكلها مستشفى س ماتوا فيه وفلان مرض واسعفوه وما فحصوا له وبعد يومين مات وهذا الكشافة له قبل يومين وهذه بعد يوم انظروا للفارق يعني انه كورونا (وكيف يعرف من لم يدرس طب هذه الكشافات وقراءتهن ؟؟؟) .
عموما يجب الحذر ثم الحذر ثم للحذر من هؤلاء فلو كان فيهم خيرا لظهر الخير في النتائج النفسية الإيجابية التي يخرج بها القارئ لما يكتبونه ولكن الرعب والقلق والخوف والارجاف والتشكيك وبناء ردود افعال محتارة في العقول الباطنية هي حصيلة منشوراتهم فالوعي ثم الوعي ثم الوعي فالمعركة معركة وعي فأمام الوعي يبقى كيد الشيطان ضعيفا كما وصفه الله .
اليمن مازالت وستبقى خالية من كورونا بفضل الله ورأفته ورحمته ولطفه بس يجب ان نتسبب ونتحرك ونعمل ونتبع كل الاجراءات والقرارات التي تصدرها الجهات ذات العلاقة ولا نخشى شيئا فنحن منبع الحكمة واصل الإيمان.
*مدير عام المركز الوطني للتثقيف والإعلام الصحي والسكاني بوزارة الصحة