الإرهاب المعرفي

|| مقالات ||  أحمد عبدالرحمن الوادعي

في ظل الأحداث الكبيرة والمتسارعة تباعا خصوصا بعد انتشار فيروس كورونا الذي جعل من هذه الأحداث تتشابه إلى حد كبير، ما كنا نشاهده في أفلام السينما عن انتشار وباء يقضي على عدد كبير من سكان العالم باعتبار ذلك لمجرد التسلية والمتعة يصبح اليوم واقعا مشاهدا مع الشعور بالقلق والخوف الذي ينتاب كل واحد منا خوفا من الإصابة..

 

انتشار كورونا بهذه السرعة كشف لنا مدى الضعف والقصور لدى المجتمعات البشرية خصوصا أولئك الذين كانوا يتباهون ويتفاخرون بمستوى ما وصلوا إليه من التقدم العلمي في العديد من مجالات الحياة ليظهر العجز الكامل ولو في الوقت الراهن أمام فيروس أصغر من حجمنا بملايين المرات..

 

لا أستبعد الرأي شخصيا أن هذا الفيروس ربما ظهر نتيجة خطأ بيولوجي في إطار البحث والدراسة لفئة من الناس تهتم بهذا المجال الخطير، المغامرة فيه أو ربما التعمد لإنتاج هذا الفيروس بدافع ما يمكن أن نطلق عليه (الإرهاب المعرفي) لتصبح هذه المعرفة قاتلة تستهدف شعوب ومجتمعات هذا العالم ليدخل هذا الفيروس ميدان المعركة والمواجهة ويستخدم كأداة سياسية وعسكرية واقتصادية وأمنية بعد فشل الأدوات المعروفة والتقليدية في عالمنا المليء بالصراعات..

 

يجب علينا أن نكون عند مستوى هذا الحدث الكبير ولنبدأ أولا باستيعاب حقيقة ما يجب أن نفعله وما الذي كان واجباً علينا القيام به في الماضي لنتلافى ما يمكن أن يزيد الأمور تعقيدا وصعوبة في بقية مشوار حياتنا والأجيال من بعدنا.

صحيح ان هذا الأمر طرأ على الناس فجأة وهم في غفلة يلعبون ولكن الأمل كبير بالله وكما قال السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي إن على البشرية أن تراجع تصرفاتها في هذه الحياة وعلى هذا الكوكب وان يكون هناك رشد في التعامل مع ما أنعم الله به علينا وسخَّره لنا فهو الذي جعل الأرض مستقراً ومستودعاً وملائماً لحياة هذا الإنسان..

 

لا شك في أن هناك من سيحوِّل هذا التهديد الكبير إلى فرصة وسيتم اكتشاف العلاج المطلوب لهذا المرض ولكن لا يعني ذلك أن أولئك سيتوقفون عن ممارسة (أخطائهم) أو القيام بـ (الإرهاب المعرفي) .

وهكذا تستمر حلقة الصراع بأشكالها وألوانها بين بني البشر إلى أن يأذن الله بما شاء من العواقب والتي لا شك ستكون في نهاية المشوار لمن اتقى..

قد يعجبك ايضا