من مواطن يمني إلى السيد نصر الله

بقلم / بندر الهتار


 

إلى القائد العربي السيد حسن نصر الله،
بعد السلام عليك ورحمة الله وبركاته، نود أن نبلغك بعض الكلمات التي تعبر عن وجدان كل الأحرار والشرفاء في اليمن، ونلخص مشاعرنا بما يزيل كربة الاحتباس الذي في قلوبنا من فرط حبك.

سماحة السيد، منذ سنوات ونحن نرى فيك ترجمة حقيقية لمشاعرنا وطموحاتنا وأحلامنا وآمالنا، لقد كنا ولا نزال وسنبقى نرى فيك القائد العربي الذي حوّلنا من زمن الهزائم إلى زمن الانتصارات، وأكثر من ذلك، فأنت اليوم نصر الله والناطق بالحق في زمن السكوت والهوان والذل، وأنت الناصر في زمن قلّ فيه الشرفاء والأحرار، يا أشرف الناس.

يا سيد العرب، لقد صرخت في وجه أدعياء العروبة قبل قرابة عام من الآن وقلت لهم “إن لم يكن الشعب اليمني من العرب فمن العرب؟”، ونهضت حين قعد الجميع – عرباً وغير عرب – يتفرجون على قتل وحصار شعب عزيز وكريم وصابر ومجاهد، وقد قلتها بنفسك إنه لا شعب على وجه الكرة الأرضية غريب ومظلوم كالشعب اليمني، وقلت إن أشرف وأعظم وأفضل موقف في حياتك كان خطابك ثاني أيام العدوان علينا، وأكدت يومها أن لهذا الموقف العظيم تبعات وأحداث، وها هي المؤامرات تتجلى يوما بعد آخر ضدكم وانتقاماً من موقفكم، ومع ذلك فقد ازددتم تمسكا بموقفكم وأعلنتم الاستمرار.

نحن اليمنيون سماحة السيد لن نعتذر إليك عن هذه التبعات التي جلبها موقفك من العدوان علينا، والتي تمس شخصك والمقاومة الإسلامية وجمهورها، لأنك إنما صرخت بما يناسب قيمك وطهارتك وأخلاقك وتاريخك وجهادك واستقامة منهجك، وأنّى لسيد كحسن نصر الله أن يسكت، وأنت تهوى الجهاد وعشت معه أغلب سنين عمرك حتى أصبح الجهاد هو من ينجذب إليك، وأي جهاد أعظم من كلمة حق مع اليمن في وجه تحالف سعودي أمريكي إسرائيلي.

سماحة السيد، لو تعلم كيف أن مئات الآلاف من اليمنيين على أتم الجهوزية ليفدوك بأرواحهم وبأغلى ما يملكون ولا مبالغة، فلو نظرت إليهم يوما وأنت تخطب أو تطل على جمهورك والدموع تغص في أعينهم شوقا تصديقا بكلامك ويقينا بوعدك ووعيدك، ولو تعلم كيف تكون النفوس مشدودة إليك عندما تتحدث وبشكل خاص عن اليمن، عند ذلك نشعر بقربك منا وقربنا منك، ونشعر كم تبادلنا الثقة والمحبة، وكم تؤمل بنا كما نؤمل بك، وقد أفصحت عن ذلك بخطابك التاريخي عندما قلت إن اليمن مستعد لأن يقدم مئات الآلاف من المجاهدين في سبيل فلسطين والأمة.

سنقول لك يا سيد المقاومة إننا قد أسمينا مواليدنا نصر الله، وسيظل هذا الاسم حاضراً في صبرنا وصمودنا وجهادنا، وسنستبدل الأسماء بنصر الله، وحتى صواريخنا التي ندك بها حصون وتجمعات الغزاة والمحتلين، أسميناها نصر الله، حتى انتصارنا في نهاية المطاف سيكون نصر الله.

أيها السيد المعمم بالنصر –جملة لأحد أبناء اليمن- ستظل تاجاً على رؤوس اليمنيين، ولا يسعنا إلا أن نقول لن نبادلك إلا بالوفاء ولن ترانا إلا حيث تحب، وموعدنا النصر، وما النصر إلا صبر ساعة.

قد يعجبك ايضا
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com