#شكرا_نصرالله

بقلم/ محمد الشامي


ما الذي يجعل العدوان على اليمن على رأس أولويات السيد حسن نصر الله؟
قبل لحظات انتهيت من مشاهدة كلمة السيد حسن نصر الله عن لبنان واليمن خصوصا والمنطقة عموما. دمعت اعيننا ونحن نستمع لكلماته التي شعرنا وكأنها تطبب جراحنا في الوقت الذي بدى فيه ان اغلب العالم العربي والاسلامي قد تخلى عن اليمن او كأقل تقدير اصبح ما يحدث فيها على هامش الاهتمامات ويتم التعاطي معه كشئ روتيني يومي. انا لا اتحدث هنا عن الانظمة التي جيرت لخدمة هذا العدوان بل اقصد الشعوب العربية والاسلامية اصحاب الضمائر الحية والاصوات الحرة والاقلام الصادقة.
هذا الاجرام الوحشي الذي اجتمع فيه شر الشر من كل بقعة من بقاع العالم مدة شارفت على عام كامل لا يستهدف فقط يمن الايمان بل يحاول ان يقضي على أي فرصة لبداية مشروع حقيقي أممي للتخلص من الهيمنة الغربية الصهيوامريكية على الوطن العربي والاسلامي بأكمله وكذلك الاستعمار الصهيوني للاراض المقدسة والمسجد الأقصى الشريف.

أهمية هذا المشروع الأممي هو ما يضع هذه القضية على رأس أولويات السيد حسن نصر الله وهو ما جعله يؤكد مستوى اهمية موقفه الشخصي من مظلومية اليمن بمالا يدع مجال للشك بان هذه القضية ليست خاصة باليمنيين فقط بل انها تمس كل شخص عربي ومسلم يستشعر أهمية وخطورة ما يحدث من مؤامرات ضد هذا الجزء المهم من الجسد الكلي للوطن العربي والعالم الاسلامي الذي اصبح من الواضح ان انتصار اليمن في هذه الملحمة التاريخية هو الخطوة الاولى الحتمية لقطع اذرع الهيمنة والسيطرة على المنطقة برمتها.
هذه الفكرة هي الهاجس الحقيقي لقوى العدوان الأمر الذي يدفعها للاستنفار الشامل والعمل بكافة قدراتها العسكرية والمخابراتية والاقتصادية والاعلامية وكذلك التآمر على مدى عام كامل والتحالف بشكل علني وغير مسبوق مع اسوأ الانظمة الدكتاتورية الاستعمارية حول العالم بقيادة ظاهرية للنظام السعودي وادارة حقيقية من قبل النظام الامريكي والصهيوني مما يصنفها كمعركة مصيرية لهذه القوى التأمرية وهو ذات الامر الذي يجب ان يكون دافعا حقيقيا وقويا لكل من مسه الضر من هذه القوى في المنطقة والعالم لكي يتجه نحو تكريس العمل للتكاتف والتعاون في التصدي لهذه القوى بل والثقة المطلقة ان في ذلك انتصار مؤكد للجميع.
الواقع اليوم يفرض على كل شعوب المنطقة التحرك الحقيقي والمستمر ضد قوى الشر هذه والعمل على كافة الاصعدة لاعادة بناء اللحمة العربية والاسلامية التي عمل العدو (ومازال) على تفكيكها وتبعثرها لعقود طويلة. مواجهة هذا العدوان والانتصار عليه اصبح مشروع مشترك يجب التعامل معه بشكل جدي لان فرص نجاحه كبيرة شرط زيادة الوعي والعمل الجاد والمسؤول من الشعب اليمني وبالتعاون مع كافة شعوب المنطقة وبصورة مستمرة .
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ * وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْساً لَهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ)
(وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا)

قد يعجبك ايضا