تذكيرٌ بخطورة إلهاء الناس بالقضايا التافهة
|| مقالات || يحيى المحطوري
خطورة إلهاء الناس بالقضايا التافهة على حساب الموقف من العدوان وأهميّة الوعي مقابل ذلك.
يقول السيد عبدالملك الحوثي يحفظُه الله:
من الوسائل النفاقية للعملاء في الداخل هناك شغل كبير، شغل إعلامي وشغل اجتماعي وشغل سياسي.. وله أساليب مباشرة وأساليب غير مباشرة..
هناك شغل كبير جِـدًّا في واقعنا الداخلي، ويظهر بوضوح في وسائل الإعلام، ويظهر-أحيانا- في مقايل القات وفي التجمعات والمناسبات..
ولكن حينما يكون هناك وعي ما الذي يريده العدوّ من وراء كُـلّ هذا..
حينما يستهدفنا في هُـوِيَّتنا بنموذجه التكفيري والقاعدي والداعشي..
حينما يستهدفنا في هُـوِيَّتنا بنشاطه لإفساد الأخلاق ولإيقاع الناس في الرذيلة والجريمة، ونشر المخدرات وغير ذلك..
حينما يستهدفنا بهذا الأُسلُـوب الإرجافي والتهوِيلي، وأُسلُـوب الإرعاب والإرهاب والتخويف إلى غير ذلك..
حينما يعمل على النيل منا في روحنا المعنوية..
حينما يعمل على إلهائنا عنه، وعمّا يفعله بنا، وعن مؤامراته ومخطّطاته، وهو يُشَغِل بعض أبواقه في الداخل، التي تبقى دائماً تصيح وتصيح وتصيح بأعلى أصواتها كأبواق لصالح الأعداء، بقضايا أُخرى..
وكأنه ليس لهذا البلد من هموم ولا مشاكل إلا بعض المشاكل الداخلية والقضايا الداخلية، فيبقى أُولئك يصرخون [على طول وعلى طول وعلى طول] بتلك القضايا، في محاولة منهم لإلهاء هذا الشعب عما هو أكبر وأخطر وأهم بكثير بكثير، عما يشكل تهديداً وجودياً ومصيرياً، على وجودنا ككيان حر، وكبلد مستقل، وكشعب مسلم حافظ على هُـوِيَّته وعلى قيمه وعلى مبادئه وعلى أخلاقه..
يبقى البعض يصرخ في منابر إعلامية وفي منابر المساجد وفي المناسبات والتجمعات الشعبيّة، ويصيحون بشكل وكأن أبرز قضية أَو أهم قضية هي تلك القضية أَو تلك، هموم داخلية أَو شئون داخلية..
لا بأس أن يكون هناك اهتمام بأي شأن داخلي..
ولكن ليس بأُسلُـوب يحاول أن يُنسيَ هذا الشعبَ ما هو أكبر وما هو أهم، وأن يطغى على القضايا الرئيسة والمصيرية لهذا الشعب..
ولا بأُسلُـوب يهدف إلى إضعاف الجبهة الداخلية..
ولا بأُسلُـوب يهدف إلى إلهاء الناس عن القضايا المصيرية والرئيسة..
هو حينئذٍ أُسلُـوب نفاقي..
أُسلُـوب نفاقي يرفع عناوين أَو قضايا، إما مشاكل أَو خلافات داخلية، وإما مشاكل واقعية، ولكن هي في مستواها وفي حجمها، يمكن التعاطي معها بروح مسؤولة، وليس بروح منافقة..
وليس بأُسلُـوب نفاقي..
وليس بأُسلُـوب عدائي..
وليس بأُسلُـوب يخدم العدوّ بشكل واضح ومفضوح..
التعاطي بمسئولية نحن ننفتح ونرحب بالتعاطي بمسئولية مع أية مشاكل داخلية وقضايا داخلية، وشئون داخلية، تهمنا في بلدنا أَو حتى خلافات داخلية، ما عندنا مشكلة أبداً..
التعاطي بروح مسؤولة ومعالجة صحيحة وليس من خلال التعاطي النفاقي الإعلامي، ثرثرة، ثرثرة تحريض، تحريض..
هذا شُغل لصالح الأعداء.
من يشتغل على هذا النحو هو منافق عميل يعمل لخدمة الأعداء بكل وضوح، لا يهمه بلده.
حتى القضايا التي قد ينادي بها لا تهمه هي بذاتها، بقدر ما يهمه أن يوظفها لخدمة العدوّ.
وهو إنسان ليس بمسئول ولا يتعاطى بمسئولية، خسيس، رجس بكل ما تعنيه الكلمة، منافق بكل ما تعنيه الكلمة، مخادع بكل ما تعنيه الكلمة.
يجب أن يكون شعبنا على وعي بهؤلاء، وأن يتصدى لهم حتى لو استدعى الأمر -إن لم تنهض الجهات الرسمية بمسئوليتها- فيستحمل الشعب هذا المسئولية ويتحَرّك بها في وجه الطابور الخامس، الذي يحركه اليوم الأعداء..
البعض اليوم يشتغل بفلوس ولهم مرتبات من الإمارات ولهم مرتبات من السعودية، على أن يشتغلوا هذا الشغل القذر، إما في الوسط الإعلامي، وإما الوسط الشعبي..
نحن نعرف كيف نحرك هذا الشعب الحر في مواجهتهم إن لم تتحَرّك الجهات الرسمية، وكيف سيؤدبهم هذا الشعب؛ لأنهم خونة لقضيته، ولأنهم خونة لدمائه، ولأنهم لا يلتفتون إلى حجم المأساة التي يفعلها العدوّ اليوم، وحجم الجريمة التي يرتكبها العدوّ بهذا الشعب، جريمة لا أكبر منها حتى في الدنيا بكلها، ومأساة لا يساويها مأساة.
مع كُـلّ ذلك يتجاهلون كُـلّ هذا، ويبقون يصيحون ويثبطون ويخلخلون الصف الداخلي، لغرض خدمة العدوّ بؤساً لهم، ولعنةً عليهم، هم رجس، والقرآن الكريم ماذا يقول: {لَّئِن لَّمْ يَنتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا * مَّلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا}
إن الله لعنهم قبل أن نلعنهم نحن وقبل أن يلعنهم شعبنا الذي سيعلنهم ويتصدى لهم وينظف ساحته الداخلية منهم..
وأنا أتوجّـه إلى شعبنا بالجهوزية لهذا التصرف لتنقية الصف الداخلي والوضع الداخلي من هذا الطابور الرجس الذي يشتغل هذا الشغل الخطير لصالح العدوّ..