سقطرى والدور الإماراتي- السعودي المشبوه!
|| صحافة ||
عندما نتحدث عن الدور الإماراتي أو السعودي في جزيرة سقطرى وما تمارسه قوى الدولتين ومرتزقتهما في الجزيرة فهذا لا يعني أنهما تمارسان تلك الأدوار من تلقاء نفسيهما أو لأهداف خاصة بالرياض وأبوظبي وفي الحقيقة أن الدولتين ليستا سوى قناعين وأدوات لقوى الهيمنة والاستعمار وفي مقدمتها الولايات المتحدة والكيان الاسرائيلي.فالاطماع الأميركية في السيطرة على المحيط الهندي الذي يعتبر مفتاحا لسبعة أبحر تعود إلى أكثر من قرن من الزمان وجزيرة سقطرى بموقعها الاستراتيجي يسيل لها لعاب الأميركيين على الدوام خلال الخمس عشرة سنة الماضية حيث عملت الولايات المتحدة بشتى السبل على أن تحصل على موطئ قدم لها في الجزيرة من خلال علاقتها بالقطاع السابق وبذرائع مختلفة ابرزها الشراكة في مكافحة الإرهاب وبدأت تلك المشاركة بمنح التسهيلات للسفن العسكرية الأمريكية وإمدادها بالوقود وصولا إلى منحها قواعد لطائراتها المسيرة ولا تزال خطط الولايات المتحدة سارية في الهيمنة على الجزيرة وتعمل من خلف الإمارات والسعودية وبتنسيق كامل معهما.
الإمارات ومحاولات سلخ الجزيرة من هويتها
تسببت الأوضاع التي تمر بها اليمن جراء العدوان السعودي الإماراتي في سيطرة السعودية والإمارات وأدواتهما في الداخل على الكثير من المناطق اليمنية وكانت سقطرى وبسبب وجودها في المحيط لقمة سائغة للاحتلال الإماراتي وبموافقة وترحيب سعودي وبتغطية وتبرير من قبل ما يسمى السلطة الشرعية المقيمة في فنادق الرياض، وبعدم اكتراث منها بتبعات والنتائج الكارثية للتدخل السعودي الإماراتي.
الأعمال التنموية والإنسانية مفتاح الإمارات الناعم للسيطرة على الجزيرة
لم ترسل الإمارات جحافلها العسكرية إلى سقطرى مباشرة أو تدعم أدواتها المحلية بالمال والسلح كما فعلت في عدن لقد كان لها في جزيرة سقطرى أسلوب مختلف وناعم قادم من بوابة الأعمال التنموية والإنسانية التي تستهدف سكان جزيرة سقطرى في مجالات الصحة و التعليم وتقديم العون الغذائي ومشاريع مياه الشرب و دعم السكان مستفيدة من إهمال الحكومات المتعاقبة في اليمن للجزيرة أرضا وإنسانا رغم المميزات الاقتصادية الكثيرة والفريدة لجزيرة سقطرى التي لا تزال بكر ا ومستفيدة من غياب الدولة وأجهزتها عن الجزيرة.
استخدمت الإمارات في جزيرة سقطرى اليمنية كل ما تملك من أموال ومن إمكانات في مختلف المجالات والغرض عمل فارق عند السكان من أبناء جزيرة سقطرى فارق بين سلطة غائبة وشقيق يعمل على استغلال ظروف اليمن التي تمر بها فقدموا العديد من المبادرات والبرامج وجميعها تستهدف المجتمع السقطري وجعل السكان يلعنون الماضي ويقدسون القادم من خارج الحدود يظهر الحرص ويقدم العون لأبناء الجزيرة في مختلف المجالات لتخدير عقول أبناء الجزيرة وبالتالي سهولة التبعية بعد ذلك للإمارات والطاعة العمياء لها.
تنظيم رحلات لشباب من أبناء الجزيرة إلى الإمارات
نظمت الإمارات وفي اطار سعيها لخلق وعي مجتمعي ينسلخ من تاريخه ويتنازل عن هويته اليمنية العديد من الرحلات لشباب من أبناء الجزيرة إلى الإمارات.. صور وفيديوهات لشباب من أبناء سقطرى وهم في زيارة للإمارات يتم تداولها في العديد من منصات التواصل الاجتماعي صور وفيديوهات تمجد الإمارات ودورها في الجزيرة والحقيقة أن كل تلك المبادرات والبرامج التنموية والإنسانية للإمارات تخفي خلفها هدفا استراتيجيا وهو سرقة الجزيرة فالإمارات دولة تفكر بعقلية شركات الاستثمار مع كثير من الخساسة وأدركت أن كل ما تنفقه في الجزيرة لا يساوي شجرة واحدة من أشجار دم الأخوين وأن كل ما تنفقه سيعود إليها على هيئة مشاريع واعدة تحقق أرباحا خيالية في قطاعات السياحة والسفر وغيرها من القطاعات وسيعمل ذلك على تمزيق الهوية اليمنية في قلوب أبناء الجزيرة فالسيطرة على الجزيرة كجغرافيا لا يمكن أن يكتب لها النجاح إلا بالسيطرة على إنسان الجزيرة وتفكيره وجعله يقتنع أن الإمارات بديل مناسب لغياب الدولة وغياب كثير من المشاريع والخدمات التي فقدوها في الماضي وأن الدولة الغائبة تركت أبناء الجزيرة يواجهون مصيرهم لوحدهم.
أطماع الإمارات في سقطرى تتكشف
وكان تحقيق صحفي استقصائي عن جزيرة سقطرى والأطماع الإماراتية نشره موقع العربي الجديد قبل سنوات هو أول من ركز على ممارسات الإمارات في جزيرة سقطرى وكشف أطماعها غير المعلنة في الجزيرة حيث أفرد الموقع مساحة لتناول السفن والطائرات الإماراتية التي تصل تباعا إلى الجزيرة وعدم سماح الإمارات للجهات الأمنية المتواجدة على الجزيرة بتفتيش سفنها القادمة إلى جزيرة سقطرى وكذلك الطائرات وهو التحقيق الذي كشف الأطماع الإماراتية في الجزيرة والمتخفي بعباءة الحرص على سكان الجزيرة وتقديم العون في المجالات التنموية والإنسانية.
إذ جاء في التقرير الاستقصائي (من بين السفن التي تصل إلى جزيرة سقطرى السفن الإماراتية هي الوحيدة التي يمنع الموظفون اليمنيون من تفتيشها ومعرفة ما تحتويه حمولاتها ) وهو ما اعتبره محامون يمنيون بمثابة جرائم توجب العقاب استنادا للقوانين اليمنية وتعطي الحق في رفع دعاوى قضائية ضد الإمارات وحجز سفنها لمخالفتها للقوانين اليمنية النافذة وقوانين الملاحة الدولية كما تمثل هذه الأعمال عدوانا سافرا على السيادة الوطنية اليمنية.
تزايد الأصوات الرافضة لممارسات الإمارات في سقطرى
لم تنجح ردود الأفعال المنددة والغاضبة على مختلف المستويات في إيقاف الدور الإماراتي المشبوه في جزيرة سقطرى لكنه كان بمثابة جرس إنذار لليمنيين للتركيز على ما خلف اكمة الحرص الإماراتي على اليمنيين من أبناء الجزيرة حيث ظهرت الكثير من الدعوات من قبل الكثير من رجال الإعلام والصحافة في الداخل والخارج ومن مختلف الأطراف لرحيل الإمارات من سقطرى.
الإمارات وصناعة الأدوات
وصلت الإمارات في جزيرة سقطرى إلى قناعة من أن الأعمال التنموية والإنسانية وتنظيم زيارات للشباب من سكان سقطرى إلى الإمارات وغيرها من البرامج وإن هزت ولاء البعض من أبناء الجزيرة لكنها لم تصل إلى مستوى سلخ الجزيرة من هويتها ولهذا كانت وسيلة الإمارات الأخيرة في الجزيرة هي صناعة الأدوات التابعة لها من خلال بناء كيانات عسكرية تدين لها بالولاء المطلق أغدقت عليها بالأموال كما تفعل في عدن وحولتها إلى بؤرة مواجهات مسلحة لا تكاد تتوقف وصل إلى مستوى سماح الأدوات التابعة لها التي صنعت في الجزيرة السماح للطيران الإمارات بنقل مواطنين إماراتيين وآخرين من جنسيات مختلفة من داخل الإمارات إلى جزيرة سقطرى وتنظيم برامج سياحية لهم ودخول هؤلاء إلى الجزيرة دون اتباع الطرق المعتادة في دخول المسافرين وخاصة الأجانب إلى أي دولة من خلال تأشيرات في السفارة اليمنية على جوازات السفر والسماح لهم بالدخول من قبل الجهات المختصة في الجزيرة وهو الأمر الذي مثل إهانة قاسية لمن صفقوا للتدخل الإماراتي في اليمن.
ولأن الإنسان اليمني الأصيل لا يقبل الذل منعت طائرة إماراتية من الهبوط على مدرج مطار سقطرى من قبل طقم عسكري وهو الأمر الذي جعل الرد قاسيا من قبل الإمارات من خلال الضغط على الفار هادي وإجباره على تغييرات فغ حكومته العملية.
إعجاب سعودي بأساليب الإمارات
البعض يعتقد أن الإمارات مختلفة مع السعودية في اليمن وهذا الاعتقاد خاطئ فحين تصعب بعض الملفات على السعودية كدولة احتلال تتركها للإمارات عبر أدواتها لأن تلك الملفات تحتاج إلى أسلوب التفتيت والفوضى التي تتقنها الإمارات وليس لأن السعودية أفضل فكلاهما دولتا احتلال.
في ابريل 2018م وصل السعوديون إلى الجزيرة بذريعة إنهاء التوتر بين الإمارات وحكومة الفار هادي على اثر المواقف التي أعلنها رئيس الوزراء الحكومة العميلة السابقة أحمد عبيد بن دغر والتي شكا فيها من سيطرة إماراتية تصل حد الاحتلال.. وفي الحقيقة لم تكن مواقف بن دغر سوى وسيلة لجر القوات إلى الجزيرة.
وبحسب تقرير نشره موقع كارنيجي للشرق الأوسط في يناير 2020م فإن السعوديين هم من دفعوا بن دغر للسفر إلى الجزيرة وإدانة سلوك الإمارات وعلى طريقة الإمارات سارت السعودية أيضا ونصبت شبكة اتصالات خاصة بها وبحسب كاتب التقرير فإن عبارة ” أهلا بك في السعودية” هي أول رسالة يستقبلها هاتفك في مطار الجزيرة.
فشل الدور الإماراتي وبقاء خطرها على الجزيرة
ربما فشل الدور الإماراتي في جزيرة سقطرى لكن خطر الإمارات على الجزيرة يظل قائما طالما وأدوات الاحتلال لم تع الدرس بعد ولم تقدم المصالح الوطنية على المصالح الذاتية والحزبية وطالما ظل هذا الانقسام وإفشال خطوات ومبادرات فيها الخلاص من الاحتلال وفيها تحرير جزرنا وموانئنا فربما خرج أبناء الجزيرة في مسيرات جماهيرية يحملون أعلام الجمهورية اليمنية مناهضين للإمارات ودورها التخريبي في جزيرة سقطرى لكن الخطر لا يزال يتربص بالجزيرة ولن تتركها الإمارات تنعم بالاستقرار لأنها تدرك أنها كنز للأسف تعامل معه اليمنيون كقطعة فحم.
إرادة الشعوب الحرة من إرادة الله
وحتى تتوفر الظروف الملائمة لتحرير جزيرة سقطرى من دنس الاحتلال الإماراتي والسعودي مطلوب يقظة أبناء الجزيرة والدفاع عن جزيرتهم بما يملكوه من إمكانيات متواضعة (فالأرض تقاتل مع أهلها) ودروس التاريخ تؤكد أن المحتل جبان وسيرحل وهو يجر أذيال الهزيمة يوما ما فإرادة الشعوب من إرادة الله.
صحيفة الثورة