الشدة في مواجهة الطواغيت من سمات المؤمنين

|| من هدي القرآن ||

من الأشياء التي تشد الناس إلى المؤمنين عندما يكونون أولي بأس شديد وعندما يكونون في نفس الوقت أوفياء مبدئيين الطرف الآخر يرى ضربات شديدة يراجع حساباته فيجد أمامه أمة ذات قيم ومبادئ وملتزمة تمثل نموذجاً عالياً عنده، يقول: إذاً لماذا أتحمل ضربات من هذا النوع على لا شيء وهي أمة عظيمة على هذا النحو فيكون هو قريب أن يدخل معهم، لاحظ كيف تربية القرآن تأتي بالشكل الذي يكون لها إيجابية، حتى الشدة، أليس هو يقول: {أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ} (الفتح: من الآية29) أشداء على الكفار ألست تتصور بأن معناه يقابَلون من هناك بشدة {فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ} (الأنفال: من الآية12) يقول: إذاً فمعناه سيزيدون أكثر ويتشددون أكثر، وأن يكونوا أولي بأس شديد فمعناه أن الآخر سيكون أيضاً زيادة.

هي تبدو توجيهات لا أحد يستطيع أن يوجه أمة من الأمم بهذه التوجيهات إلا ويحصل في الجانب الآخر سلبيات، أن يقول لأصحابه أن يكونوا أولي بأس شديد وفتاكين وأشياء من هذه إلا وتكون تربية تؤدي إلى أن الطرف الآخر يشتد أكثر ويقاوم أكثر، إلا التوجيهات الإلهية وتربية القرآن فتأتي على هذا النحو وتجدها في المقابل بالشكل الذي لها آثار إيجابية في الطرف الآخر، مما يمثل إيجابية في مقابلة الشدة في الموقف في ميدان القتال: المبدئية والوفاء، الآخر يعود يراجع حساباته ويرى أنه لماذا؟! في الأخير يقيِّم مجتمعه ويقيِّم هذا المجتمع يقيِّم ما لديه من مبادئ وقيم يتلقى من أجلها ضربات شديدة وما الآخرون عليه، وفي الأخير يصبح موضوع القوة والشدة شيء يجذب الآخر فعلاً، في الأخير قد عنده رغبة أن يكون مع أمة على هذا النحو: قوية في مواقفها ثابتة في مواقفها مبدئية وفية، قيم، صدق، أمانة .. إلى آخره.

الدرس الرابع من دروس رمضان صـ27.

 

قد يعجبك ايضا
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com