مخطط نجمة داود المشؤوم للحرم الإبراهيمي

|| صحافة ||

اعتبرت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية، موافقة الكيان الصهيوني على مشروع الاستيطان بالقرب من الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل اعتداء صارخاً على المقدسات الإسلامية.

وفي هذا الصدد ، أكد عبد اللطيف القانوع المتحدث باسم حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) ، ان “المشروع الاستيطاني الإسرائيلي يُهدد واقع مدينة الخليل، ويهدف لتغيير معالم الضفة الغربية”.

وشدد القانوع على أن “هذا المشروع يأتي في ظل انشغال العالم بمواجهة جائحة كورونا، وفي خطوة متسارعة من حكومة الاحتلال لتنفيذ صفقة القرن التي تهدف لفرض واقع جديد في الضفة المحتلة”.

 

مشروع استيطان الكيان الصهيوني الكبير في مدينة الخليل

والأحد الماضي، صادق وزير دفاع الكيان الصهيوني، نفتالي بينيت، وبشكل نهائي على تنفيذ مشروع استيطاني كبير بالقرب من الحرم  الإبراهيمي ، ويسعى وزير الحرب الصهيوني للحصول على إذن لتنفيذ هذا المشروع من القضاء ورئيس الحكومة ووزير الخارجية واكد على ضرورة تنفيذه دون تأخير.

وفي 21 ابريل من العام الجاري وافق المستشار القضائي للحكومة الصهيونية على قرار مجلس الوزراء بمصادرة أراضي الحرم الإبراهيمي في مدينة خليل وإخراجها من سلطة ادارة الأوقاف الإسلامية الفلسطينية.

إن تنفيذ خطة الكيان الصهيوني في الحرم الإبراهيمي هي محاولة للسيطرة على الأجزاء التاريخية القريبة من هذا الحرم ، وفي الحقيقة يريد الصهاينة اخراج ادارة الحرم الإبراهيمي من بلدية الخليل وتسليمها إلى إدارتهم المدنية التابعة لهم. حيث تتضمن الخطة مصادرة الأراضي الفلسطينية في مدينة الخليل ، والتي يقول الصهاينة إنها تتم بهدف تجديد الطرق المؤدية إلى الحرم الإبراهيمي حتى يتمكن زوار الحرم الإبراهيمي من المستوطنين ذوي الاحتياجات الخاصة واليهود والسائحين الأجانب من الوصول إلى هناك بسهولة.

هذا في وقت يعيش حوالي 400 مستوطن فقط في الجزء القديم من مدينة الخليل ، تضم هذه ​​المنطقة أكثر من 400 الف مواطن فلسطيني. ومنذ عام 1994، تم تقسيم الحرم الإبراهيمي إلى قسمين للمسلمين واليهود وذلك إثر قتل 29 مصليا فلسطينيا على يد صهيوني في هذا المكان المقدس ، لكن الفلسطينيين يتعرضون للاعتداء والتحرش يوميا من قبل المستوطنين الصهاينة.

 

الكيان الصهيوني يستغل ظروف كورونا

حذرت حركة الجهاد الإسلامي من محاولات الاحتلال الإسرائيلي استغلال التطورات المتلاحقة دولياً بفعل جائحة “كورونا”، وانشغال الرأي العالمي بها، من أجل فرض مزيد من الوقائع في مدينة القدس المحتلة، وتشديد القيود على أهلها.

وقال عضو المكتب السياسي للحركة محمد الهندي، إن “العدو يستغل بدون شك الظروف الحالية، لتصعيد إجراءاته التعسفية وقيوده ضد أهل القدس، الذين كانوا دوماً في صدارة المواجهات أمام الاعتداءات الصهيونية التي تستهدف مدينتهم، ومسجدها المبارك”.

وفي هذا السياق، اعلن المكتب الوطني للدفاع عن الأراضي ومقاومة الاستيطان التابع لمنظمة التحرير الفلسطينية، في تقرير، ان الولايات المتحدة والكيان الصهيوني يستغلون انشغال العالم بقضية كورونا وعلى وشك التوصل إلى اتفاق نهائي بشأن خطط ضم أراضي فلسطينية لإسرائيل.

ومنذ بداية أزمة كورونا، بذل الكيان الصهيوني على الصعيد الدولي جهوداً واضحة لضم الأراضي الفلسطينية إلى الأراضي المحتلة ، فقد مارس الكيان الصهيوني أقصى ضغط على مختلف الفصائل الفلسطينية. وفي هذا الاطار حاول التنصل من مسؤولياته في مجال العلاج الطبي وجعل الفلسطينيين منشغلين قدر الإمكان في جائحة كورونا واستغل غياب وسائل الإعلام الدولية بسبب الوضع الحالي ، ليقلل من قدرة المقاومة الفلسطينية لمخططاته التوسعية.

وفي هذا السياق ، انتقد وزير شؤون القدس في السلطة الفلسطينية مؤخراً المعايير المزدوجة للكيان الصهيوني في التعامل مع تفشي فيروس كورونا في القدس الشرقية والغربية. و قال الهدمي في حديث مع وكالة سبوتنيك إن الصهاينة يهملون علانية المناطق العربية في القدس المحتلة. ويعتقد هذا الوزير الفلسطيني أن الكيان الصهيوني يقوم عمداً بتسييس فيروس كورونا في القدس ويتصرف بشكل لاإنساني وغير أخلاقي.

واحتل الكيان الصهيوني القدس الشرقية عام 1967 واعتبرها جزءًا من عاصمته، في حين أصر الفلسطينيون على أن القدس هي عاصمة الدولة الفلسطينية المستقبلية.

 

ردود الفعل على الاجراءات الصهيونية المهيمنة

 

تستمر مواقف الرفض لخطط الاحتلال لسيطرة على الحرم الابراهيمي في مدينة الخليل ، فبالإضافة إلى إدانة المخطط من قبل حماس والسلطة الفلسطينية ، طالبت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ، بالتدخل الدولي للجم تمرد هذا الكيان ومنع الحرب ضد الحرم الإبراهيمي والبلدة القديمة.

وأكد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، أحمد سعيد التميمي، أن محاولات فرض الاحتلال هيمنته على الحرم والبلدة القديمة بالقوة، والتي يندرج في إطارها إعلان وزير جيش الاحتلال نفتالي بينيت مؤخرا، مصادقته النهائية على مشروع استيطاني يتضمن الاستيلاء على أراض فلسطينية في المدينة “يعد مجزرة جديدة عدائية واستفزازية بحق المقدسات، والتاريخ، والمواطنين الفلسطينيين، وعلى العالم الحر وجمعيات حقوق الإنسان أخذ زمام المبادرة بتحمل مسؤوليتها في مواجهة هذه الاعتداءات”.

وطالب التميمي الجمعيات التي تعنى بالحفاظ على الإرث التاريخي والحضاري وجمعيات حقوق الإنسان، ولجنة التراث العالمي التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “اليونسكو”، حماية الحرم الإبراهيمي والمسجد الأقصى، وباقي المقدسات الإسلامية والمسيحية “فعلا لا قولا”، والدفاع عنها، وفضح جرائم الاحتلال، واعتداءاته، وانتهاكاته، التي من شأنها تغيير الطابع المميز للمدن الفلسطينية، وفي مقدمتها مدينتا القدس والخليل.

وكانت السلطة الفلسطينية قد اعلنت مراراً وتكراراً أنه بموجب اتفاقيات أوسلو لعام 1993 ، فإن الحرم الإبراهيمي وإدارته هي مسؤولية بلدية خليل ولا علاقة لها بالكيان الصهيوني.

كما أدانت جامعة الدول العربية ، الخميس الماضي ، إجراءات الكيان الصهيوني في مصادرة الأراضي التابعة للأوقاف الإسلامية في الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل ، جنوب غرب الضفة الغربية.

ووصفت الجامعة العربية القرار الصهيوني بأنه “خطير” وقالت: “هذا يتماشى مع سياسة الاستيطان وضم الأراضي الفلسطينية المحتلة والصلف في الممارسات والاستعمار بهدف تهويد الجزء القديم من مدينة الخليل”.

 

الوقت التحليلي

قد يعجبك ايضا