القمح في مواجهة كورونا
موقع أنصار الله || مقالات || أيمن محمد قائد
(كوفيد-١٩) أَو ما يُعرَفُ بفيروس كورونا يثير مخاوف العالم من فزع نقص الغذاء، أعمال شغب حدثت في بداية أزمة تفشي الوباء في الكثير من الدول العظمى من العالم، فكوفيد-١٩ يهدّد الملايين حول العالم بالجوع ونقص الإمدَادات الغذائية.
بحسب ما أشارت إليه تقارير المنظمات الدولية، يمكن أن يدفع ٢٦٥ مليون شخص حول العالم إلى الجوع الحاد بنهاية العام ٢٠٢٠.
إجراءات الحجر الصحي والتباعد الاجتماعي، أفقدت الكثيرين أعمالَهم ومصادر دخلهم، ويرجح المراقبون إلى احتمالية التوقف التام لخطوط الإنتاج وخطوط الإمدَادات الغذائية، والدول الفقيرة في مقدمة المتضررين، خَاصَّة تلك الدول التي تعتمدُ على المساعدات الخارجية وتستورد المواد الغذائية من الخارج وفي مقدمتها اليمن.
فالوضع في اليمن يتطلب وعياً وتحَرّكاً من قبل المزارعين والمسؤولين في وزارة الزراعة ووزارة التجارة والصناعة؛ كون اليمن يعاني أَيْـضاً من المجاعة وتفشي الأوبئة وضعف المنظومة الطبية؛ بسَببِ الحرب والحصار الذي تسبب به التحالف الذي تقوده المملكة العربية السعودية.
حيث شن التحالف السعودي غارات جوية يومية، أسفرت عن مقتل وجرح ما يقارب 60,000 مدني، وتدمير كامل للبنية التحتية المدنية، فيما تم استهداف قطاعات الصحة والتعليم والغذاء إلى جانب شبكات التوزيع الخَاصَّة بهم.
وبالإضافة إلى الضربات الجوية اليومية، فرض التحالف حصارًا غير قانوني براً وجواً وبحراً على اليمن، بحجّـة تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2216، الذي يتضمن حظرًا للأسلحة وتجميد الأصول وحظر السفر على خمسة أفراد محددين.
لقد تسبّب الحصار المفروض على الغذاء والدواء والوقود إلى جانب الغارات الجوية على المرافق الصحية ومحطات توليد الكهرباء وشبكات المياه والغذاء، في معاناة جماعية بين السكان المدنيين، جعلت من اليمن أسوأ كارثة إنسانية في العالم منذ الحرب العالمية الثانية.
وبالنظر إلى ما تسبب به وباء كورونا في الدول الصناعية العظمى، خَاصَّة وأن العالم لم يتوصل حتى اللحظة لأي علاج أَو لقاح، بدأت الدول بمنع تصدير المستلزمات الطبية كما حدث في بعض دول الاتّحاد الأُورُوبي، مما قد يؤثر على تماسك هذا الاتّحاد مستقبلاً، وينذر بتفككه وخروج إيطاليا وإسبانيا منه؛ بحجّـة عدم التضامن في الأزمات، فسيأتي اليوم الذي يمنعون فيه تصدير القمح والمواد الغذائية..
فاللهَ اللهَ يا مزارعي اليمن السعيد، فلو عدنا بالزمن إلى الوراء قليلاً ورأينا تجربة دولة العراق الشقيقة أثناء حصارها حيث اكتفت ذاتياً من المواد الغذائية، وتشيرُ المعلوماتُ إلى أن العراق حينها كان لديه أكثرُ من ٣٠ مليون شجرة نخيل، فيما لو رأينا بلد الإيمان والحكمة فلن نجدَ سوى أكثر من ٣٠ مليون شجرة قات!!
العالم أمام أزمة حقيقية ويجبُ علينا في اليمن استغلالُ موسم الأمطار بزراعة القمح وأنواع الحبوب الأُخرى، كما أطالب وزارة الزراعة -بصفتي مواطن- إلى اتِّخاذ كافة الإجراءات اللازمة لاستغلال الأراضي الزراعية، بما يحقّق الأمن الغذائي للشعب اليمني، فلدينا كنوز مهملة من الوديان كوادي البون ووادي سردُد وغيرهما من الوديان الخصبة، التي لو استُغلت بالشكل الصحيح فستكفي اليمنَ من شر الاستيراد وستحقّقُ الأمنَ الغذائي لليمن.
وبارك اللهُ في شعبٍ يأكُلُ مما يزرع.