مهلاً بني قومي

‏موقع أنصار الله || مقالات || حميد دلهام

من سقطرى إلى أبين إلى شبوة وقبلها في عدن، وَغداً سينفجر الوضع العسكري في أية محافظة أُخرى من المحافظات الجنوبية للوطن، هكذا يستمر عبث حكومة المرتزقة والانتقالي ومن يقف خلفهم بتلك المحافظات والمناطق العزيزة والغالية من الوطن، وبكل صلف وبكل إصرار وعن عمد وبسابق إصرار على فرض وخلق المزيد من المعاناة للشعب اليمني..

سؤال كبير يطرح نفسه: لماذا أقدم الانتقالي على كُـلّ تلك التحَرُّكات، في الوقت الذي بدأ كورونا هجومَه ومعركته الخطيرة ضد الشعب اليمني، وتحديداً من مدينة عدن والتي شهدت أولى خطوات الانتقالي التخريبية ضد الوطن؟!

لماذا أصرت وتصر تلك الأداةُ المستعارة، وَذلك المعول الهدام على خلط كُـلّ الأوراق، وَفتح جولات صراع جديدة وتفجير الوضع العسكري في معظم مناطق المحافظات الجنوبية، في هذا الوقت الحرج والاستثنائي الذي تمر به تلك المناطق، كجائحة كورونا وَكوارث السيول وتفشّي الأوبئة الفتَّاكة التي لا ترحم ولا تبقي ولا تذر؟!

سؤال آخر وفي معطى آخر: لماذا يحصُلُ كُـلُّ هذا التصعيد اللافت في أكثر من جبهة من قبل العدوان وفي أكثر من محافظة يتواجد فيه الجيش واللجان الشعبيّة، من مأرب إلى البيضاء إلى الضالع إلى الساحل الغربي؟!

لماذا تضاعفت غاراتُ العدوان في هذه المرحلة، حتى أكثر من أَيَّـام دحر المرتزِقة في مديرية نهم، وكذلك في أجواء معركة تطهير محافظة الجوف وعودتها إلى حضن الوطن؟!

هذه الأسئلة وغيرها الكثير مما يتعين على كُـلّ اليمنيين الإجَابَة عليه، والوقوف عنده ملياً، في ضوء تسرب الفَيروس ووصول الوباء إلى البلاد، وَتسجيل أكثر من حالة إصابة، وَفي مناطق مختلفة من أرجاء الوطن..

هذه الجائحة التي لم تصمد أمامها كبرياتُ الدول، وَترنحت بفعل ضربتها القوية أقوى وَأضخم اقتصادات العالم، وأكثرها عراقة وتقدماً، وأعجزت أرقى الأنظمة الصحية في العالم وأكثرها تطوراً، هذا الوباء الذي لا يرحم ولا يفرق ولا يستثني ولا يتعاطف، ولا يتوقف عن حصد الأرواح وعن غزو البيوت وملاحقة البشر في أي ظرف وتحت أي سقف، ألا يُمثل خطراً محدقاً وحقيقياً، ويرقى إلى مستوى التهديد الوجودي للشعب اليمني من أقصاه إلى أقصاه؟! متى نعقل ذلك؟!

متى تصبح كُـلّ هذه المعارك التي تجوب أرجاء الوطن، وكل هذه الصراعات التي تستحدث وتستجد يوماً إثر آخر لتزيد جراحات الوطن المثخنة، متى يصبح كُـلّ ذلك شيئاً ثانوياً وأمراً مؤجَّلاً أَو معلقاً أمام من يلوح في الأفق من خطر داهم ومحقّق؟!

جيشُنا الأبيض ضعيف وَيفتقر لأبسط الأسلحة لمواجهة الوباء، نظامنا الصحي هشٌّ ويعاني من صعوبات جمة ومعوقات كثيرة؛ بفعل الحصار والعدوان، أما في المناطق المحتلّة فالوضعُ الصحي فيها أكثرُ سوءاً وأكثر تردياً، والواقع خير شاهد على ذلك..

أمام كُـلّ ذلك، فالجميعُ معنيٌّ وبلا استثناء بتحمُّلِ هذه المسؤولية التاريخية، وَتقديم حياة ومستقبل الشعب اليمني على كُـلّ اعتبار..

فهل ننتظر انفراجة؟!

قد يعجبك ايضا