استخدام الكمامة يسبب نقص الأوكسجين.. ما حقيقة هذه المعلومة؟

موقع أنصار الله  – صحي– 29 رمضان 1441هـ

يعتبر استخدام الكمامة أحد أهم طرق الوقاية من فيروس كورونا المستجد، بالرغم من تداول الكثير من المعلومات عبر مواقع التواصل الاجتماعي تفيد بأن الكمامة تقلل من الأوكسجين، فما هي حقيقة هذا الأمر؟

وتداول أحد رواد موقع “فيسبوك” للتواصل الاجتماعي منشورا يحذر من ارتداء الكمامة الطبية ويقول: “لا شكّ أن ارتداء الكمامة يقلّل من استنشاق الأكسجين ويجبر على تنفس ثاني أكسيد الكربون (CO2) الخارج من الزفير. هذا الأمر خطير جداً على الصحة”.

وأضاف المنشور “من المستحسن استخدام كمامات القماش واستخدامها فقط عند الضرورة، يجب إزالة الكمامة فورًا عندما تشعر بالاختناق وضيق التنفس. وعلى الأشخاص الذين لديهم حالات مرضية تسبب صعوبات في التنفس أن يكونوا أكثر حذراً”.

وذكر المنشور تصريحاً للمعاهد الصحية الوطنية الأمريكية “NIH” عن مخاطر ارتفاع مستويات ثاني أكسيد الكربون في الجسم مثل الصداع والدوار وعدم القدرة على التركيز وصولاً إلى التلف في الدماغ.

وانتشرت عدة منشورات مماثلة بلغات عديدة، كالإنجليزية والفرنسية، وشارك المنشور أكثر من 1400 شخص.

لكن “الكمامات، إن استخدمت بشكل صحيح، لا تعيق وصول الأكسجين إلى الجسم” بحسب الخبراء.

وبحسب موقع مختبر “hypoxie-physiopathologie” في جامعة “غرونوبل” الفرنسية، فإن “العوز يمكن أن يصيب الجسم بأكمله أو جزئيا، وقد يسبب مشاكل صحية عدة مثل الإغماء ومشاكل القلب وفقدان التركيز وغيرها”.

واستبعد الدكتور إميليو هيريرا أستاذ الفيزيولوجيا المرضيّة “Physiophathologie” في حديث نشرته وكالة “فرانس برس” الفرنسية للأنباء أن تكون الكمّامات الواقية “سبباً في خفض نسبة الأكسجين والتسبّب بالتالي بعوز الأكسجين”.

وأضاف “لا يمكن للكمّامات أن تسبّب عوز الأكسجين، لذلك يجب أن يكون القناع ملتصقاً بالبشرة عند وضعه”.

وأوضح أن “الكمامات الواقية تحد من دخول الجزيئات الأكبر التي يمكن أن تحتوي على آثار الفيروس”، مستدركا لكنها في المقابل تتيح دخول وخروج الهواء، ما يمنع تراكم ثاني أكسيد الكربون في المساحة الفاصلة بين القناع والوجه.

وبحسب شيلي باين، مديرة مركز “Lamontagne” للأمراض المعدية في جامعة تكساس في الولايات المتحدة، “لا يمكن لقناع مستخدم بشكل صحيح أن يسبب عوز الأكسجين”، وفقا لما جاء في رسالة إلكترونية نشرها فريق تقصي الحقائق في وكالة “فرانس برس”.

وأيد هذا الرأي جون كريسيون، أستاذ الهندسة الطبيّة الحيويّة “ingénierie biomédicale” في جامعة تكساس، وقال بحسب الوكالة: “إذا أصاب عوز الأكسجين شخصاً يضع قناعاً، يكون قد أحكم القناع حول وجهه بشكل مفرط، أو أن له سجل من السوابق الصحية تجعله أكثر عرضة للخطر”.

 

المصدر: سبوتنيك

قد يعجبك ايضا